الأربعاء , أبريل 24 2024
جمال رشدى
جمال رشدى

أنا القبطى فى السعودية

جمال رشدي

منذ ٢٠٠١ وانا متواجد في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وسأغوص بكم في الكثير من مكونات هذا المجتمع الذي عشت فيه سنوات طويلة.

فهل يصدقني أحد عندما أقول عبر كل تلك السنوات، لم يصادفني موقف يعبر عن العنصرية الدينية ضدي، أعلم أن كلماتي ستكون غريبة على مسامع الكثيرين، عملت في مجالات متعددة شركات وبنوك، وفي كثير من الأحيان لم يكن غيري قبطي، وفي كل هذا لم أجد إلا التقدير والاحترام والمحبة والتسامح.

وحتى الجنسيات الأخرى التي عملت معها لم أجد أي عنصرية دينية ضدي، فبجانب الثقافة الاجتماعية للمجتمع السعودي القائم على الكرم والأصالة وخصوصا مع الضيف، هناك قوة القانون الذي جعل من المجتمع السعودي أفضل مجتمعات العالم في الأمن والرخاء، فأمام هذا القانون الصارم والناجز لا تمييز بين أمير وعامل غلبان، كفى أن أقول في وقتنا الحاضر اختفت الجريمة والفساد بشكل شبة كامل، فلا أحد يستطيع أن ينطق بكلمة مخالفة للعرف الاجتماعي أو للقانون، فمواقع التواصل الاجتماعي، التي تعج بالملايين لا يستطيع أحد نشر شئ مخالف أو مؤذي للمجتمع أو لشخص، في التو واللحظة يتم القبض عليه.

بناء على دعوة من ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان جاء إلى المملكة صاحب النيافة الأنبا مرقص مطران شبرا الخيمة وتوابعها لزيارة السعودية عدة مرات، وفي أغلبها أكون مرافقا له، يتم استقباله بكل تقدير وتبجيل واحترام في كل مكان، ويتم التعامل مع زيارته إعلاميا وشعبيا بكل رقي وترحيب.

والأن المملكة تعتلي صدارة دول العالم من حيث الأمن والأمان والنزاهة، بل وصل الأمر أن تكون الدولة الأولى في العالم في الإدارة الإلكترونية، يكفي وأنت تجلس في مكانك أن تنجز كل معاملاتك عبر المحمول الذي في يدك، وإن كنت في الطريق بسيارتك وحدث اي حادث فمن تليفونك تصور الحادث وترسلة على تطبيق مخصص للمرور في التو واللحظة تأتي سيارة المرور ويتم تقدير الحادث وأضراره لكل طرف كل ذلك إلكترونيا

وبعد أيام قليلة يأتي مبلغ المال المستحق لأضرارك من الشركة المؤمن على الطرف الآخر لحسابك البنكي، تقريبا في كل المعاملات اختفى العنصر البشري بها، وبالتالي اختفى كل الفساد بكل أنواعه.

تحتضن المملكة العربية السعودية ما يقرب من عشرة مليون عامل من جنسيات مختلفة بينهم جميع العقائد والأديان منهم البوذي َالهندوسي وغيرهم من العقائد الأخرى، يعيشون ويعملون بكل حرية وأمن وأمان، لا تخرج كلمة غير لائقة ضدهم ولا يجرؤ مواطن على إهانة أي عقيدة لهم.

ومن هنا أقول وبكل تأكيد: القانون هو من يصنع الثقافة، لأن الشعوب التي عاشت خارج دائرة التعليم الصحيح، تتعود ولا تتعلم، وهنا القانون الذي يعلمها ويلزمها، أما الأدوات الناعمة للتغير مثل التعليم والإعلام فتلك عوامل مساندة ومساعدة للمساهمة في تغيير التركيبة الثقافية للمواطن، ولكن غير قادرة بمفردها على التغيير.

مصر تحتاج للكثير من صرامة القانون على الكلمة والفعل، فمن فوضى الكلمة يأتي خراب الفعل.

وأخيرا أتمنى دوام التقدم والازدهار لدولة العدل والقانون المملكة العربية السعودية، وأتمنى لوطني الذي أعيش فيه بروحي وكل جوارحي أن يسير علي خطى المملكة في ما تقوم به لرفعة شأن المجتمع والمواطن.

شاهد أيضاً

الحرحور والجحش وحمار الحكيم…

الذكريات كتاب مفتوح ووقائع مازالت تحيا فى القلوب وبقاياها يعشش فى العقول ، وعندما نسافر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.