الأربعاء , أبريل 24 2024
أخبار عاجلة
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

حينَ أنشَدَ الأقباطُ للوطن أمام مذبح رب الوطن

ماجد سوس

منذ أيام احتفلت كنيستنا القبطية المصرية باليوبيل الذهبي للأب الغالي صاحب النيافة الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك السابق ومطران كرسي البحيرة وضواحيها والخمس مدن الغربية، اطال الله عمره، في احتفالية رائعة بحضور غبطة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في كل المسكونة

وبحضور لفيف من كبار رجالات الدول من رجال السياسة والقضاء والجيش والأمن ورجال الدين الإسلامي وجموع من الشعب القبطي والإسلامي من محافظة البحيرة وكان الحفل ملحمة شعبية وطنية أتت لتُعبّر للمحتفى به بمدى تقديرهم وحبهم الشديد له ولتاريخه المشرّف وطنياً وكنسياً.

أعجبتني جدا الأغاني الوطنية التي أنشدها الشباب القبطي داخل الكنيسة، والكنيسة منذ نشأتها وتقدم في صلواتها الملحنة دعوات للوطن وللرئيس والجند والرؤساء ومداخل الوطن ومخارجه، وللكنيسة باع طويل في حث شعبها على العمل الوطني والمشاركة فيه.

والهتاف للوطن والتغني بحبه أمام مذبحها عمل لا يحزن قلب الله كما زعم البعض. الأمثلة عديدة على مر العصور لوطنية كنيستنا وصدق حبها وشعبها للوطن.

في ثورة ١٩١٩ أصدر البابا كيرلس الخامس البابا ال ١١٢ أمره بفتح جميع الكنائس لخطباء الثورة لحث المصريين على الهتاف بطلب الاستقلال ووحدة وادى النيل

وكان الزعيم سعد زغلول يحب البابا لوطنيته وعندما تشكل الوفد المصري برئاسة سعد زغلول وسفره إلى لندن فى 11 أبريل 1919 لمفاوضة الإنجليز فى الاستقلال، وضع بين أعضائه أربعة من الأقباط : سينوت حنا، جورج خياط، ويصا واصف، ومكرم عبيد. وقد ظل البابا مرتبطاً بـ«سعد» وبالثورة وقد تنيح مع سعد زغلول فى نفس السنة.

لا يمكن أيضاً أن ننسى دور الآباء الكهنة في فتح كنائس للعمل الوطني كالقمص ملطى سرجيوس الذي وقف ضد الاستعمار البريطاني لمصر والسودان، متحدياً سطوة الاحتلال بالخُطب التي ألقاها أثناء ثورة 1919 من على منابر الكنيسة ومن على منبر الأزهر الذي اعتلاه أكثر من مرة ليخطب في الناس، ويحثهم على الجهاد ضد الاحتلال. وهناك القمص «بولس غبريال» الذى فتح كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم للثوار فى ليهتفوا ضد الإنجليز وانشدوا في حب الوطن

القمص غبريال بولس أول من خبأ عضو مجلس قيادات الثورة في ذاك الوقت أنور السادات من الأمن الملكي داخل الكنيسة قبل ثورة 1952 ثم أصدر بيانا كنسيا بالتهنئة بثورة 23 يوليو، والذى دعا جميع قادة الثورة لحضور حفل عيد النيروز فى الكنيسة الأثرية بحارة الروم، وحضره كل من الرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وهتف الاقباط للوطن ولثورة أبنائه.

ثم جاء البابا كيرلس السادس والتي كانت رسالتي الميلاد والقيامة التي كان يرسلها للكنائس كانت تحوي على تأييده الاشتراكية والقومية العربية وطلبه من الشعب أن يلتف حول الزعيم جمال عبد الناصر وفي عهده سام القمص بولس باسيلي الخطيب المفوه والوطني القدير الذي وهو كاهن نجح في انتخابات مجلس الشعب، وفي عمل وطني جليل وقف على المنابر يهتف ضد الفساد والتطرف بجانب قلمه الوطني الذي دافع به بكل قوة عن الوحدة الوطنية.

ولا يمكن في هذا المقام أن لا نتذكر البابا شنودة ووطنيته سواء أثناء حرب ٧٣ حيث ألقى عدة عظات عن الوطن شجع بها الجنود ثم دعمه للقضية الفلسطينية ومنع الأقباط من زيارة القدس

وفي ذكرى نياحته الثانية تجمع مجموعة من السياسيين والمشاهير والفنانين داخل صحن كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس مار مرقس الرسول بباريس و أمام مذبح الكنيسة عُزف السلام الوطنى المصرى والفرنسى تلاه فقرات قدمها كورال الكنيسة

فعرض لأوبريت “مصر وطن يعيش جوانا” كما قدم الفنانون أوبريت آخر جديد فى حب مصر بعنوان “مصر فوق كل المحن” وقدمت المطربتان مى كساب وشذى عددا من الأغانى الوطنية منها

“يا أغلى إسم فى الوجود”، “يا حبيبتى يا مصر”..كما شدى المطرب إيهاب توفيق أغنية “تسلم الأيادى” التى قوبلت بتصفيق حاد و بالزغاريد، ليرددها وراءه الحضور.

أما قداسة البابا تواضروس الثانى، حفظه الرب، جاء ليكمل مسيرة آباء الكنيسة أصحاب المواقف الوطنية ليقف بجانب الشعب المصري في ثورته وبجانب القوات المسلحة التي انحازت لرغبة الشعب الذى خرج فى 30 يونيو ليدعو بإسقاط نظام الإخوان

وقد تحدث قداسته فى يوم ٣ يوليو للشعب المصري قائلاً: “إن هذه لحظة فارقة في تاريخ مصر الحبيبة وهي خريطة المستقبل التي أعلنها القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتحتوي على كل العناصر التي تضمن السلام لكل المصريين و وضعت بإخلاص قلبي و محبة شديدة للوطن

وأضاف قداسته “ان اجتمعنا جميعا تحت علم مصر ، اللون الأسود مصر بأرضها ورجالها، و اللون الابيض قلب الشباب، و اللون الاحمر هو دماء الشهداء والشرطة من اجل البلد، و النسر في القلب هو الجيش المصري قلب مصر، عاشت مصر ويحيا كل المصريين أقباط و مسلمين في محبة وانسجام” .

نعم، يا عزيزي لنا أن نهتف وننشد لمصر أمام مذبح رب مصر فمصر قدس للرب وفي وسطها بنى الرب مذبحة كما تنبأ أشعيا عنها . تحيا مصر

شاهد أيضاً

إعتذار إلى اللـه

مقال للفنانه /إسعاد يونس -مع إزدياد الضغوط على الأقباط فى مصر كانت المرارة تزداد داخلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.