الأربعاء , أبريل 24 2024
مختار محمود

جامعات مصر منكوبة برؤسائها

مختار محمود

رغم أن رئيس جامعة عين شمس الدكتور محمود المتيني عالم جليل وأحد رواد زراعة الكبد في الشرق الأوسط إلا إن استقباله الممثلة إلهام شاهين مؤخرًا والاحتفاء بها أمر مثير للجدل والغضب.

بطلة فيلم “سوق المتعة” فنانة كبيرة بلا شك وتستحق التكريم والتقدير عن أعمالها الفنية الممتدة منذ ثمانينيات القرن الماضى، وهي ليست ممثلة مبدعة في نوعية معينة من الأدوار فقط، بل منتجة أيضًا وواحدة من صُناع السينما، ولكن هذا التكريم والتقدير يكون من الجهات الفنية وليس من واحدة من أعرق الجامعات المصرية.

ما هكذا تورد الإبل يا دكتور وتُدار الجامعات.

الجامعات بيوت للعلم والعلماء وليس الممثلات والعوالم.

نخشى أن يكون قادم التكريمات من نصيب الراقصة الأم “فيفي عبده” أو الراقصة التي لا تذكر عدد زيجاتها “دينا”، أو ربما تولي وجهك شطر حمو بيكا وكزبرة وموزة وحاحا وشواحة ووزرة مطرية.

يا دكتور..تارة تحتفل جامعتكم الموقرة باليوم العالمي للغة العربية من خلال حفلة رقص شعبي” سرعان ما تنصلت منها، وتارة تحرص بنفسك على استضافة الممثلة المثيرة للجدل وتكريمها والتقاط الصور التذكارية برفقتها.

دعك يا دكتور أنت وزميلك رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت من الاستعانة بالتصنيفات الوهمية والدعائية التي تخدعون بها الرأى العام والخاص معًا.

الجامعات المصرية تواجه في السنوات الأخيرة وفي ظل إدارتكم غير الحكيمة محنة كبيرة وخللاً رهيبًا؛ بسبب سوء الإدارة والانشغال بتوافه الأمور عن عظائمها. يبدو أن “المتيني” مشغول بالترندات.

ربما أخبره أحدهم بأن تكريم عالم جليل أو باحث واعد لن يلقى اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا، ولكن تكريم فنانة مثل بطلة فيلم “دانتيلا” سوف يحظى باهتمام جارف عبر مختلف الوسائط الإعلامية، ما يجعل اسمه حاضرًا في البرامج التلفزيونية والفضاء الألكتروني، ويكفي أن تنشر الفنانة المكرمة صورتهما معًا على صفحاتها الشخصية عبر منصات التواصل الاجتماعي. أذلَّ الترند أعناق الرجال ورؤساء الجامعات.

رئيس الجامعة- الذي يبدو فرحًا مسرورًا بالتصوير مع ممثلة فيلم “الهلفوت”- هل فكر في استضافة وتكريم أكابر العلماء المصريين؛ تقديًرا لهم، أو استضافة الجيل الجديد من العلماء والباحثين الذين حصلوا على جوائز وتقديرات عالمية؛ تشجيعًا لهم؟ هل خطط “المتيني” للارتقاء بالعملية التعليمية داخل كليات الجامعة ؟ هل وضع المذكور جامعته على خريطة الجيل الرابع كما صرح عندما كان عميدًا لكلية الطب؟ نرجو من رئيس الجامعة الذي يُمني النفس باستوزاره للتعليم العالي والبحث العلمي أن يتوقف عن هذا الهزل.

كفى هزلاً يا “متيني”، عد إلى مكتبك واستدعِ معاونيك وفكروا مليًا في التخطيط لوضع الجامعة في المكانة التي تستحقها، بعيدًا عن التصنيفات الوهمية والقوائم الكاذبة، ودعك من الحفلات الراقصة واستقبال الست إلهام شاهين هانم وأمثالها، واحرص على تقديم القدوة الحسنة والمنوذج الأمثل للطلاب. جامعات مصر منكوبة برؤسائها..ورئيس جامعة دمنهور ليس ببعيد!!

شاهد أيضاً

الحرحور والجحش وحمار الحكيم…

الذكريات كتاب مفتوح ووقائع مازالت تحيا فى القلوب وبقاياها يعشش فى العقول ، وعندما نسافر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.