الجمعة , مارس 29 2024
أنطوانى ولسن

قصة الفستان تأليف: انطونى ولسن .

التقيا في حفل عام بعد طول خصام… تقدم اليها وقال لها
هو: هل لي ان اسألك؟
هي: كيف؟. وانت قطعت بيني وبينك، كل وشائج حب؟!
هو: لالاـ لا يخطرن في خاطرك ظن، أني اريد عودة الأمس من الحب والصفاء.
هي: وحتى لو اردت انت، فأنا لا..
هو: ان كنت ذلك كما تزعمين وتتوهمين، فلماذا اذا ترتدين هذا الفستان؟!
ضحكت ضحكة مجلجلة لفتت أنظار الحاضرين. دنا منها وأمسك بيدها وانتحى بها زاوية حميمة متوارية وهمس:
هو: اخفضي صوتك.

لقد لفت الينا الأنظار. تعالي نتحدث هناك…
هي: انا حرة، أضحك كما اشاء ومتى اشاء وكيفما اشاء.. لا يهمني احد ابعد يدك عني، أرجوك.
هو: ارجوك اخفضي صوتك، ضاق صدري، حولنا أذان وعيون…
هي: ممن تخاف؟ من هؤلاء؟! أنا اعرفهم اكثر منك، أرفع صوتي، عاليا حتى يسمع كلُّ حي.. كفاني كتمان، وهمس..كفاني…؟
هو: هل نسيت؟ هل نسيتِ انني تحديت بك يوما كل الناس، الكاره والمحب؟
هي: ألم اخرج معك علانية الى كل مكان؟ الم اتحدّ بك كل من حولي غير عابئة بقيل وقال؟ عابثة بكل شيء سواك؟ تخاصمني وقت ما تحب وتصالحني وقت ما تريد.
أنا لست حذاء في قدمك، تخلعه عندما تتعب منه، وتنتعله عندما ترغب فيه.. انا أمراة، امرأة لها احاسيس وعواطف وكيان، ليس لك أن تسألني بعد لماذا ارتدي هذا الفستان او سواه…؟
هو: لا.. لا.. فلو كنت انظرُ اليك كحذاء، لخلعتك من زمان، والقيت بك جانبا بازدراء..
هي: ماذا تسمي علاقتنا؟ خصاما، كلاما، غراما وانتقاما، أم مهزلة الايام؟!
هو: كنت بالامس أسميها، الحب الكبير.

اما الآن فأسميها، الخيانة الكبرى،.. الخديعة العظمى…
هي: ها.. ها.. ها.. خسئت يا صاح.. انت واهم.. عدّ الى رشدك واتعظ بما عملت..
هو: لا تضحكي مني رجوتك، أخفضي صوتك، عودي الى صوابك..
هي: اليك عني.. لا تتكلم ولا تنبس بكلمة..
هو: هل وصلنا إلى نقطة اللا رجوع…
هي: «في دلال».. عفوا، انا لأمر ما، يضطرني للذهاب…
هو: مهلاً رجوتك، ردي الجواب.
هي: عن ماذا؟!
هو: سبب ارتدائك الفستان؟!
هي: اجبتك.. لا تسأل بعد..
هو: ايتها الماكرة، إذن انتِ تعرفين…
هي: ماذا؟
هو: ان لهذا الفستان عندي، ذكريات..
هي: كل شيء عندك له ذكريات..
هو: وأنت؟
هي: لا.. فستان، مثل سواه من بقايا الفساتين…
هو: لكني أهديتك اياه…
هي: واخذت الثمن.. ما الفرق بينه وبين آخر..؟ من يدري ان فساتيني الأخر غير مهداة الي؟
هو: ودفعت الثمن كما دفعته لي؟
هي: ولما لا؟!
هو : «بصوت عال» آه يا فاجره!
هي: اخفض صوتك.. رجوتك مرة بعد..
هو: «مقاطعا» ممما تخافين؟
هي:” لم تتكلم”.
هو: لماذا تطلبين مني خفض صوتي..؟ اتخشين ان يعرفك الناس على حقيقتك؟!
هي: انا اعرف الناس بك وبالناس.. لا تستثرني بعد..
هو: أمرأة مجرّبه..
هي: وإنني لكذلك أفهمت؟
هو: بربِّك خبريني، كم رجل عرفت في حياتك الى الآن، وهل..؟..
هي: «مقاطعة بغضب» لا شأن لك معي…
هو: بل نعم…
هي: كان لك.. «وكان» فعل ماضٍ، وناقص ايضا، ذلك لا شك تعرفه..
هو: وعندما «كان» كان، كم عرفت من رجل؟!
هي: لا اذكر، رجوتك كُفّ عن هذا الحرج…
هو: إلى هذا الحد، بلغت كثرة العشاق والمعجبين، حتى أنك لا تعرفين العدد؟
هي: قد يكون…
هو: سوف تدفعين الثمن…
هي: دفعت…
هو: ليس هذا، ما قصدت اليه، بل الثمن الاغلى الذي دفعت.. اغلى ما عندك، الى سواي..
هي: دائما ذاك ما يطلبه الرجال…
هو: انا لم اطلبه منك ولا من سواك، ولا من انثى على الأرض..
هي: ولكنك اخذته…
هو: دفعتني دفعا الى اخذه، فأطعت…
هي: صارخة في وجهه.. لم ادفعك ابدا الى اي عمل…
هو: بلى…
هي: الا ترى انك تتذكر ما تشاء، وتنسى ما تشاء؟
هو: انا..؟
هي: نعم انت…. الست انت صاحب نظرية التكامل…
هو: اي تكامل؟
هي: الحب والتكامل…
هو: ذكريني.
هي: لا داعي للتذكير.. لقد انتهى ما بيننا.. كل شيء انتهى.. لا عودة للأمس لا.. وألف لا.
هو: وانا ارفض ذلك..
هي: دعني وشأني.. تؤلمني الذكريات…
هو: الذكرى ماض.. والحديث عن الماضي حياة…
هي: لقد انتهى.. ماضي لا عودة اليه…
هو: والفستان الذي ترتدين، أليس من الماضي؟ من الحديث المعهود ومن الحياة؟!
هي: كان حديثا وكانت حياة… لكنه صار فستانا عاديا لأمر عادي…
هو: دعي الفستان الآن.. ذكريني بنظرية التكامل التي تدعين…
هي: انت الرجل الوحيد الذي حيّرني وبلبل حياتي ولقد جئت اعترف لك…
هو: رجوتك.. ذكريني.. هاتي.. بحق الحب بيننا، الذي عبر…
هي: أنسيت حقا؟… هل حقا نسيت؟!
هو: نسيته وحياتك، بالله الذي خلق الحب والحياة.. عودي الى الأمس بي.. فما اطيب الذكريات؟
هي: اليك عني.. لا حق لك بالتحدث بعد اليَّ…
هو: خذيني كرجل آخر، عنك غريب.. افضي الي بكل سرائرك..
هي: الرجل الآخر لا ذكريات لي معه…
هو: لم أفهم.. افصحي بعد.. لقد أغلق علي…
هي: ليس المهم ان تفهم.. دعني وشأني لا وقت لي للضياع…
هو: ارجوك انتظري.. لا تبرحي، لا…
هي: «مشوحة بيدها، لا، لا.. رجوتك.. لقد أضعت، الكثير معك..
هو: بربك ذكريني، كدتُ أجنّ… «يصمت فترة وجيزة.. ثم يعود ويتكلم» التكامل.. التكامل… آه لقد تذكرت.. آه..
هي: «في شك» لا أظن…
هو: نعم.. نعم..
امسك بيدها.. جذبها نحوه بشغف.. ارتمت بين ذراعيه بحرارة متمادية.. اغرورقت عيناه… كعيون الفجر… جفّف دموعها بشفتيه.. دارت برأسها وقالت…
هي: الناس…
ردّ عليها وقال..
هو: أنا أعرف الناس…
ضحكا معا… وغابا في قبلة طويلة.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.