الثلاثاء , أبريل 23 2024
Soad Hosny
سعاد حسني

الجوكر ..كمنجة السينما العربية من بعد سعاد حسني لا أحد حاضر ..

ماجدة سيدهم

كله هزيل (فيما ندر ولبعض المشاهد فقط ) عبقرية سعاد حسني .. مش لكونها حالة إبداعية فريدة .. ولا في مزيج الحزن العبقري مع الشقاوة العفوية اللي في عيونها .. لا لا خالص (من وجهة نظري) سر سعاد حسني ياسادة هو في “الإفتقاد ” أيوه.. الإفتقاد المرعب الطاعن في نني العين .. الفاجر جوه النظرة .. المنقوش بكل ألوان التعب والعتاب جوه نني الروح المعجونة بخميرة فاقت الإبداع ..

سر سعاد حسني في الافتقاد المعشش في نني دمعة مخزونه جوه كرامة القلب اللي بتنزل النار تخدش جدران الروح وهي ملفوفة بألف سؤال وسؤال مرعب كلهم (ليه ؟ ) سعاد مش ممثلة خالص ..دي اتخلقت كحالة عبقرية من التماهي مع تفاصيل الوجع اللي مش مكتوب بأي سيناريو

بتكمل هي الكلام وبتنقل دقة الإحساس بالعتاب اللي في عيونها وبنبرات الكمنجة اللي في صوتها كونك تمزج بين مشاعر الأسف مع ابتسامة بتنزف .. دي كدا عبارة عن عزف منفرد على الوتر الخفي من الوريد السحري في كمنجة الروح والبوح الصامت لتجسد معنى الوحدة اللي بجد .. لمعنى الافتقاد المرعب

كل دا بتلخصه سعاد حسني في حريق دمعة بتلمع بعزة النفس ..في رعشة شفايف بتحول الكلام لأشلاء ضحكة مشحونة بصرخة الكبرياء والخذلان والأمل الميؤوس منه.

في رجفة طبقات الصوت ، في نهدة الجفون والنظرة اللي تهد المعنى من سكات ، وتلاقي نفسك بتغمض عينك

وبتدخل أنت كمان جوه النني المخدوش جواك .. يمكن تتنهد ويمكن تبكي ..ويمكن تضحك لكن في كل الأحوال بتفضل في حالة من الصمت والاحترام لحالة شجن فريدة بتلمس جواك حقيقة وتطرح عليك أنت كمان مواجهة مع نفس السؤال (ليه .؟ )

اتحدى لو أي واحدة جت بعد سعاد حسني مهما بلغت شهرتها وقدرت تجسد هذا الافتقاد النبيل بكل التعب دا .. اتحدي لو واحدة قدرت تعمل أي لقطة من أدوار سعاد بنفس عبقرية البوح والسكات مع بعض

هي دي الكمنجة اللي بتروح معاها في عالم تاني .. وهو دا اللي بيخلي الدمعة اللي في النني توجع أوي وتحكي معاها كتير أوي ، وفي كل فيلم تحس أنك لأول مرة تشوفه بنفس التركيز والشغف والإنصات

كل مرة تحس أنك بتتفرج على حالة فريدة وكأن لسه عبقريتها بتتألق بعمق يوم بعد يوم ولحد بكرا ..

فعلا تستحق تكون الجوكر وستظل ..

شاهد أيضاً

الحرحور والجحش وحمار الحكيم…

الذكريات كتاب مفتوح ووقائع مازالت تحيا فى القلوب وبقاياها يعشش فى العقول ، وعندما نسافر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.