السبت , أبريل 20 2024
هيلارى وعمر سليمان وسوزان مبارك

عمر سليمان بين سوزان مبارك وهيلارى كلينتون

حمادة إمام

حينما قامت ثورة 25 يناير قامت حرب واشتعل صراع بين امرآتان هما سوزان مبارك وهيلارى كلينتون على عمر سليمان وظلت تفاصيل الحرب خلف الجدران ومحفوظة فى ادارج وزارة الخارجية الأمريكية وكهوف ذاكرة بعض الذين اقتربوا من الحرب بحكم مواقعهم الوظيفية الى ان وقع المحظور وخلاف أمناء السر تفاصيل هذه المعركة التى بدأت من داخل القصور الرئاسية وامتدت مدفعيتها لتصل الحدود الامريكية عبر رسائل عابرة للحدود حتى وثقتها مذكرات احمد ابو الغيط وزير خارجية مبارك وكذلك وثائق الخارجية الأمريكية المعروفة إعلاميًا بـ”ايميلات هيلاري”

سوزان كانت تشعر بمدى خطورة عمر سليمان على جمال مبارك ولكنها ايقنت انه عائق امام التوريث قبل الثورة بعدة أشهر عندما رفع مذكرة الى مبارك يحذره من تفاقم الاوضاع السياسية بسبب تزوير الانتخابات البرلمانية التى كان يشرف عليها جمال مبارك ويديرها أحمد عز ويطالبه بالتخلص من بعض الوجوه المكروهة وعمل إصلاحات سياسية وهو ما اعتبرته زوجة الرئيس السابق امتداداً لنفوذ عمر سليمان فى الرئاسة ، وزيادة سطوته على الرئيس المخلوع فصعدت من هجومها عليه ولكن سليمان حافظ على اتزانه السياسى ونجا من كل محاولات سوزان للتخلص منه وإبعاده عن المخابرات.

حتى بعدما اندلعت الثورة وقرر مبارك تعيين سليمان نائباً له قاومت سوزان بشدة وكانت تؤكد لمبارك ان ما يحدث زوبعة فى فنجان سرعان ما تنتهى ولكن الرئيس السابق أصر على رأيه .

30 يناير 2011 أى بعد حلفه يمين تكليفه نائبا للرئيس بساعات قليلة.

من طرف خفى صرح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الذى يبدو أنه كانت تربطه علاقة قوية سياسيا وإنسانيا بعمر سليمان، أن نائب الرئيس تعرض لمحاولة للإغتيال فى أعقاب تعيين مبارك له نائبا

حيث قامت سيارة إسعاف بمهاجمة سيارة سليمان أثناء سيرها وقامت بفتح النيران عليها بشكل مكثف، ما أدى لمصرع أحد الحراس المرافقين له.

على الفور وكعادة مصر نفى مصدر أمنى التقارير الإخبارية التى تحدثت عن تعرض عمر سليمان لمحاولة اغتيال، المصدر بالطبع رفض ذكر اسمه، لكنه أشار أنه لا صحة على الإطلاق للتقرير الذى أوردته شبكة “فوكس نيوز” والذى أفاد بأن محاولة الاغتيال أسفرت عن مقتل اثنين من حراسه.

الواقعة كانت حقيقية

أبو الغيط اعاد تأكيد روايته مرة اخرى فى يناير 2013عندما كتب بمذكراته فى صفحة 462 ((التقيت نائب الرئيس عمر سليمان أمام السلالم الخارجية للباب الجانبي لدخول القصر ، وقد وصل قبلى بلحظات واستغربت انه لم يدخل من البوابة الرئيسة للقصر مثل الرئيس ولم اعلق وعلمت لحظة لقائى به من ضابط الحرس الجمهوري المرافق له انه تعرض لحادث إطلاق نيران فى منطقة روكسى ، وعبرت له عن انزعاجى واكدها هو شخصيا لى )) وعندما وصل عمر سليمان إلى مكتب الرئيس سأله مبارك: ماذا حدث؟

وعندما أخبره النائب بما جرى طلب الرئيس السابق من قائد الحرس الجمهوري عمل تحقيق لمعرفه من وراء محاوله اغتيال عمر سليمان؟

التحقيق فى محاولة سليمان لم يتم ولكن الرجل بعد تنحى مبارك كشف من كان وراء محاولة اغتياله

في 7 أكتوبر2019، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أنه أجاز رفع السرية عن رسائل البريد الإلكتروني الخاص بوزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، وثائق الخارجية الأمريكية المعروفة إعلاميًا بـ”ايميلات هيلاري” ، توضح أن إدارة أوباما كانت ترى تنظيم الاخوان بديلًا عن نظام مبارك فور اندلاع ثورة يناير 2011، وان هنالك تفاهمات إخوانية أمريكية من قبل تلك الأحداث،إلا أن الوثيقة رقم C05778953 التابعة لحقيبة الوثائق رقمF-2014-20439 الخاصة بالخارجية الأمريكية، توضح أن هناك تنافسًا وتضاربًا بين رؤية الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون حول آليات استبدال نظام الإخوان بنظام مبارك، وأن العاصمة الأمريكية واشنطن شهدت صراع طيلة 18 يومًا على وقع أحداث يناير 2011 المصرية، على أمل الفوز بكعكة يناير كلاً حسب حسابته، ما بين البيت الأبيض والخارجية الأمريكية.

كانت رؤية فريق أوباما تنص على التنحي الفوري للرئيس الراحل محمد حسني مبارك وعقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب فرصة من أجل أن يتسلم حلفاء واشنطن السلطة في القاهرة، بينما كانت هيلاري كلينتون وفرق عمل الخارجية الأمريكية يعتبرون وعد مبارك بعدم الترشح هو أو نجله في الانتخابات الرئاسية المقبلة وتفويض صلاحياته دستوريًا إلى نائبه اللواء عمر سليمان (1936 – 2012) هو انتصار حقيقي للثوار وأن عمر سليمان كرئيس بالإنابة اسم مقبول لقيادة المرحلة الانتقالية على أن تجري الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2011 ثم الرئاسية بعد ذلك.

الخلاف بين أوباما وكلينتون لم يكن حبيس المؤسسات الأمريكية، ولكن حينما عقد منتدى ميونخ الأمني أوائل فبراير 2011 بينما لا تزال الأزمة مشتعلة في الشوارع المصرية، لم تنسق هيلاري مع أوباما قبل أن تسافر إلى ميونخ الألمانية للقاء زعماء أوروبا وحلفاء واشنطن، بل وتعمدت اقصاء مستشار الأمن القومي الأمريكي توماس دونيلون عن الوفد الأمريكي ومنعه من السفر على طائرة الخارجية الأمريكية ويشير التقرير إلى أن هيلاري لم تكتف بهذا التحدي في سباقها مع أوباما، ولكن الحاصل أن الإدارة الأمريكية أرسلت إلى القاهرة مبعوثًا خاصًا لمقابلة مبارك هو السفير فرانك ويزنر، والمعروف عن ويزنر أنه دبلوماسي من المدرسة الكلاسيكية الحريصة على العلاقات المصرية الأمريكية لأهميتها في ملف المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط، ومن أصدقاء مبارك القدامى على ضوء أنه شغل منصب سفير واشنطن بالقاهرة لسنوات، ورغم أنه حمل رسالة من الرئيس الأمريكي إلا أنه كان متسقًا مع رؤية هيلاري بأن التنحي الفوري لمبارك قد يؤدى إلى مشاكل إقليمية جمة.

وقالت هيلاري بحسب الوثيقة أن ضغوط أمريكا لتنحي مبارك الفوري سوف تغضب حلفاء الغرب في الشرق الأوسط الذين سوف يشعرون بأن واشنطن تبيع حلفاءها بشكل فوري، وأن بقاء مبارك لمرحلة انتقالية سوف يهدئ مخاوف إسرائيل والسعودية من رحيله الفوري والدور الأمريكي في هذا الرحيل.

رؤية أوباما

أوباما ومستشاروه التقدميون رأوا أن قبول أمريكا ببقاء مبارك في المرحلة الانتقالية يعني خزلان أوباما وأمريكا للشباب العربي الثائر والذي وعدهم –بنص الوثيقة – أوباما بدعمهم في خطابه بجامعة القاهرة عام 2009.

وقال أوباما بحسب الوثيقة إن الوضع المتقلب والسريع في القاهرة سوف يساعد على نشر النفوذ الأمريكي، في تماهٍ مدهش مع استراتيجية الفوضى البناءة التي وضعتها كونداليزا رايس.

وتكمل الوثيقة أن أوباما غضب من تفاصيل منتدى ميونخ، ولم يستمع إلى نائبه جو بايدن الذي رفض صراحة استخدام الإعلام أو الدبلوماسية الأمريكية لقب ديكتاتور على مبارك قائلًا إن مبارك لم يكن ديكتاتورًا، وطلب من المتحدث باسم البيت الأبيض أن يكون واضحًا ويكرر جملته الشهيرة “الآن يعني الآن” في إشارة إلى رغبة البيت الأبيض في استقالة فورية للرئيس المصري.

وتشير الوثيقة إلى أن رؤية أوباما هي التي انتصرت رغم معارضة الخارجية الأمريكية وهيلاري كلينتون وأغلب دول أوروبا وحلفاء واشنطن لفكرة التنحي الفوري لمبارك، وأن أوباما كان يري أن مرحلة تسلم الإخوان للسلطة يجب أن تبدأ فورًا من اجل بدء مرحلة الفوضى الخلاقة وتعزيز الأجندة الأمريكية عكس كلينتون التي كانت تريد مرحلة انتقالية يقودها مبارك قبل تولي الإخوان وبدء مرحلة الفوضى الخلاقة.

وحينما تواترت أنباء عن تنحي مبارك يوم 10 فبراير 2011، استبق أوباما خطاب مبارك وتحدث في خطاب مفتوح إلى الشباب الأمريكي بالقول” إن هناك حادثًا منتظرًا في القاهرة خلال الساعات المقبلة سوف يكون له نفس وقع سقوط سور برلين ولكن في الشرق الأوسط هذه المرة”.

تتناول الوثيقة رقم C05778641 ضمن حقيبة الوثائق رقم F-2014-20439 بالخارجية الأمريكية، تفاصيل الوفد الأمريكي في منتدى ميونخ الأمني عام 2011، مشيرة إلى أن الوزيرة كلينتون روجت بنشاط إلى فكرة الرئيس بالإنابة عمر سليمان ودوره في قيادة مرحلة انتقالية هادئة تفضي إلى “تسلم السلطة إلى نظام صديق”.

وأشارت كلينتون في كلمتها بالجلسة السرية أن هناك مفاوضات بين سليمان والجماعات المعارضة من أجل الذهاب إلى انتخابات عامة في سبتمبر 2011، وأنه من الأفضل توفير خروج مشرف لمبارك من السلطة.

وبحسب التقرير فإن الوزيرة كلينتون تجنبت أسئلة ملحة من الحاضرين حول “هوية البديل” الأمريكي حال خروج مبارك وسليمان من المشهد، وقد أيدها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مما يدل أن هناك تنسيقًا أمريكيًا بريطانيًا حول مستقبل يناير 2011 حيث اكتفى كاميرون بدعم رؤية كلينتون بالقول “إن إدخال الديمقراطية في مصر بين عشية وضحاها من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار، وأنه يجب تشجيع تطوير المجتمع المدني وإنشاء الأحزاب السياسية قبل إجراء الانتخابات البرلمانية, وبحسب الوثيقة دعمت كلينتون قول كاميرون وأضافت: التحدي هو “مساعدة شركائنا” على اتخاذ خطوات منهجية للدخول في مستقبل أفضل.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.