الجمعة , أبريل 19 2024
ناريمان مطر

في الهوية العربية أم الجاهلية !

ناريمان مطر

لا يوجد شعب بلا تاريخ ،هكذا تاريخ الإنسانية يقول !

ولكن هناك شعب وحيد واستثنائي كسر هذه القاعدة

وتعمد محو تاريخه الحقيقي افتخاراً بجاهلية التصق بها و تماهى معها

ولَم يحِدْ عنها ، خوفاً من التفتيش في قبور تاريخهم الحقيقي الذي كفنوه و دفنوه !

فالكائن العربي يرى جاهليته أرقى من حقيقة تاريخه

فأصبحت جاهليته ( وصمة ) افتخار وزهو !

فلماذا عند شعوب العرب كل هذا الخوف والهلع

من معرفة الحقائق الأثرية والتاريخية والحفر للبحث عن تاريخ أجدادهم.

أو السؤال بمعنى أخر، هل هناك تناقضات تاريخية وأثرية يخزون منها

وتتناقض مع مسلماتهم بما يعتقدون والتي تم ( ترسيخها بالتقادم )

حتى وإن كانت منافية للواقع وللتاريخ والعقل وماتتكلم به الأرض وما تنطق به أعماق التاريخ؟

لماذا كل هذا الخوف والتكتم الشديد على

ماتبوح به آثار تاريخهم والخوف من المعرفة والبحث والنقاش في تلك الحقائق التاريخية.

فاللغة هي السمة الأولى التي تظهر ثقافة الشعوب لأنها تبين سِمة الحياة في اليومي المتكرر ، فهي الوسيط التواصلي اليومي الذي يُبين مدى تقدم أو تخلف الشعب، وأبداً لم نسمع أن هناك شعب بلا ( لغة مكتوبة ) مثلما فعل من دعوا أنفسهم عرباً!

حين محو كل مظاهر لغتهم الأصلية المكتوبة والثقافات المتعددة المدفونة في رمالهم فلم يتبقى منها سوى القليل من شواهد القبور، فطالما هناك شواهد مكتوبة على القبور فالمنطق يقول أن هذه الشعوب كانت لديها سجلات و مكاتبات يومية تتداول بين الأفراد كعقود البيع والمعاملات التجارية ولكن لاشيء من هذا تم الكشف عنه وكأنهم شعوب خارجة عن التاريخ ، بلا ماضي لها !

والغريب أنهم يفتخرون بإرتداء ثوب الجاهلية ومازالوا إلى يومنا هذا يتمسحون بل يتمرغون في جاهليتهم وقالوا فيها القصائد المنحولة التي فضح زيفها عميد الأدب العربي طه حسين، في كتابه في الشعر الجاهلي .

ليتحقق فيهم قول المؤرخ العراقي جواد عليِّ، حين قال: ( قد أعطى الله تلك الشعوب تاريخاً ثم محاه عنهم ) حيث طالب المؤرخ الكبير جامعة الدول العربية ” بالكشف عن تاريخ جزيرة العرب ” وتاريخها المطمور تحت الرمال ونشر هذا التاريخ في أبحاث علمية كي يحترم العالم العرب كبشر !

ولايصبحون عالة على الغرب في كشف تاريخهم الحقيقي القديم ولايصيروا مدعاة لسخرية العالم ، بدلاً من إطلاق لفظة الجاهلية على حقبة تاريخية كاملة ليطمروها ويعيدوا التراب عليها للتخلص مما تبوح به تلك الحقبة الهامة لهذه الشعوب التي أُبيدت في الحروب ، من حقائق سيتم الكشف عنها إن آجلاً أو عاجلاً مهما حاولوا طمس وإخفاء تلك الحقبة

والتكتم عليها خوفاً من كشف زيفهم وكذب إدعاءاتهم بخصوص الهوية واللغة الأصلية وثقافة تلك الشعوب وأديانهم الحقيقية التي تم محوها بالسيف ودفن كل أثر لهم والادعاء بأنهم شعوب بائدة بلا تاريخ ولا لغة ولا هوية توضح تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وآدابهم وما يعتقدون وكيف يفكرون والعلوم التي تقدموا فيها وكيف أثروا العالم بمعرفتهم….ألخ

لماذا لا يوجد بشبه جزيرة العرب أي آثار تتكلم اللغة العربية؟ إن كانت هوية تلك الشعوب هي الجنسية أو القومية العربية المزعومة؟!

ألا يدل هذا على أن معرفة الحقيقة مُرَّة و بتوجع !

فإما أن تكون تلك الهوية ( مستحدثة ) وليس لها جذور حقيقية ضاربة في عمق التاريخ وإما أن تكون الآثار التاريخية المطمورة والتي يخشونها هي آثار كاذبة!

وهذه الآثار تنطق بلغاتها الأم سواء الآرامية القديمة أو السريانية أو العبرية التي إقتبست العربية منها في القرن الثامن الميلادي ومن الخط السرياني تحديداً، وهذه الحقيقة التاريخية التي يتنكر لها العرب الْيَوْمَ لدواعي نفسية و معوقات دينية يعرفها الكائن العربي جيدا.

فاكتبوا تاريخكم الحقيقي كي يحترمكم العالم ليكون لكم ولأولادكم حاضر ومستقبل تفتخرون به بدلاً من مذلتكم و إلتصاقكم بجاهليتكم وأدعيائكم الأميييين ! .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.