السبت , أكتوبر 5 2024
الأنبا امونيوس

أول حوار مع الأنبا أمونيوس ” راهباً عشت فى خدمتي وأعود راهباً إلى مغارتي مطانية يا آبائي وأخوتي “

سنوات طويلة نحاول فيها المره تلو الأخرى أجراء مقابلة أو حوار تليفونى مع نيافة الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر وأسنا وأرمنت الموقوف عن عمل الأسقفية منذ عام 2000 طلبنا من المقربين له التواصل فأكدوا لنا بأنه لا يحب الظهور فى الصحافة والإعلام وهذه طبيعته فقالوا لنا بأنه لم يقم بأجراء أية حوارات أو تصاريح صحفية فى تاريخه منذ أن كان راهبا فى دير الأنبا بيشوى الى أن أصبح قمصا داخل نفس الدير الى أن تمت رسامته أسقفا للأقصر وأسنا وأرمنت منذ أكثر من 35 عام وحتى بعد أصدار قرارا بوقفه عن عمل الاسقفية منذ 22 عاما

لم نصدق هذا الكلام ولكن حينما بحثنا فى أوراق وملفات الأنبا أمونيوس لم نجد له حديث صحفي واحد

سواء فى صحيفة مصرية أو موقع أو منتدى مسيحى لأنه منغلق على نفسه حتى علاقاته بأخواته الأساقفة

أعضاء المجمع المقدس كانت ضعيفة لأنه لم يكن يخرج من إيبارشيته حتى أن أجتماعات المجمع المقدس

لم يكن يحضرها بصفة مستمرة .

كل ذلك ادى الى فشل فكرة إجراء حوار مع نيافة الأنبا أمونيوس حتى ألتقيت بأحد المقربين جدا له

يلقبه أبناء الأقصر بأنه وكيل الأنبا أمونيوس وطلبت منه بحكم قربه الشديد من الأنبا امونيوس

أن يحكى لنا عن حياة الأنبا امونيوس فى الدير وأن ينقل لنا وجهة نظره فى بعض الأمور

من خلال أجراء حوار معه ولكنه رفض فى البدأية وأمام إلحاحى وافق شريطة إلا يتم ذكر اسمه

واليكم تفاصيل الحوار الذى تم منذ 10 سنوات ونعيد نشره اليوم

أولا – هل هناك احتمالية لعودة الأنبا امونيوس إلى إيبارشيته قريبا ؟

كثير من الناس تسأل عن عودة الأنبا امونيوس ونسمع شائعات مختلفة من القيل والقال

والبعض يتخيل ويقول والآخر يتمنى ويحكى ،ولكننى أقول للجميع لا تسمعوا لهذا أو لذاك

فلا يوجد جديد فالوضع قائم كما هو ولم يتطرق احد لمناقشة الموضوع من الأساس ف

أرجو إلا ننساق وراء شائعات لا اساس لها من الصحة مؤكدا بأن هذا الأمر لا يشغل الأنبا امونيوس مطلقا

ثانيا – ما هى علاقة الأنبا امونيوس اليوم بأخواته أساقفة المجمع المقدس ؟

كثيرا من الآباء الأساقفة أثناء وداع قداسة البابا عانقوا نيافة الأنبا امونيوس بمحبة بالغه وآخرين

لم يتعرفوا عليه لأنه ذهب بزى الراهب البسيط ولتغير هيئته ، ولكن بمجرد معرفتهم به عانقوه

بكل محبة كل ذلك متوقع فهم أخوته ويعرفون قدر هذا الرجل ،ويعرفون مقدار محبته للمتنيح

قداسة البابا شنودة ، و للحقيقة تعجب الأنبا أمونيوس وقتها من احد العلمانيين الذى يتباهى

أمام الجميع بابوة الأنبا امونيوس فى الوقت الذى باع فيه هذا العلمانى أبوة من أجل حفنة من المال

ثم اكمل وكيل الأنبا امونيوس كلامه مؤكدا بأنه فى ذات المرات سأل الأنبا أمونيوس

لماذا نيافتك قليل الخروج بل تكاد تكون نادر الخروج من الإيبارشة ؟

فأجابه الأنبا امونيوس قائلا اولادى أولى بكل الوقت وربنا سيحاسبنى على كل دقيقة ضيعتها بعيدة

عنهم وكل ايبارشية فيها اللى يكفيها والخدمة عايزه الخادم اليقظ اللى يجاهد مع اولاده علشان

يوصل بيهم لبر الأمان

واذا قبلت كل الدعاوى يبقى مش حاقعد فى الإيبارشية ونقضيها مجاملات يوم عندك وبالتالى يوم عندى

ونسيب الخدمة ونقضيها زيارات

أما واجبى أن أزور أخوتى المرضى أو المحتاجين فهذا أمر لا بد منه .

وكان نيافته يحزن كثيرا عندما يسمع أن هناك أحد الآباء الأساقفة يحضر إلى مدينة الأقصر

ويقيم فى أحد الفنادق وكان دائما يقول أن المطرانية هى بيت الأسقف أو الكاهن الضيف ، ولا يجوز أن يحضر أحدهم ، ويقيم فى منازل الغرباء بل يجب ان يقيم فى بيته ( المطرانية ) مع اخيه الأسقف مهما كان غرض الزيارة فالكهنوت له أحترامه وكرامته ولا يجب أن يزور أى أسقف أو كاهن الإيبارشيه دون أن يحضر لأسقفها فهذا ما قرره المجمع المقدس

وفى جلسة هادئة أخرى من الجلسات العديدة التى جمعت بين وكيل الأنبا أمونيوس

وبين الأنبا أمونيوس دار هذا الحوار هذا نصه –

هل يشغل نيافتك ياسيدنا العودة للاقصر؟

فرد على قائلا أنا شغلى الشاغل من أول يوم جيت فيه الجبل هو خلاص أمونيوس وأنا عايش كل يوم بيومه

وأشكر ربنا أنى عشت فى الإيبارشة 25 سنة راهب وجيت الجبل وأنا راهب فى الايبارشية

كنت شايل هم ولادى لأنى مسئول عنهم ، وربنا حيسألنى عنهم واحد واحد

أما فى الجبل أنا شايل هم نفسى والشاطر اللى يخلص نفسه فى الزمن ده أما موضوع أنى ارجع أو لا

ده أنا سايبه لربنا وأنا باخد رأى ربنا فى كل كبيرة وصغيرة من على المذبح هو اللى حيرشدنى

ولم أنسى أولادى فربنا عالم أنا بأذكرهم كل يوم فى الصلاة واى واحد فيهم بيطلب الصلاة موضوعه

بيكون على المذبح

وأنا مش معاى حاجة فى الجبل غير الصلاة والصوم بالعكس ده وجودى فى الجبل خلانى أذكرهم باستمرار

وحينما سالته لو رجعت الأقصر ياسيدنا حتتعامل ازاى بعد السنين دى كلها والوضع غير الوضع ؟

المسيح عمره ماتغير وأنا عشت بينهم بالمسيح وحعيش بالمسيح ولو ربنا اراد لى أنى أرجع لازم

نلم الشمل من تانى ولأزم الخراف اللى تشتت تدخل الحظيرة ويكون الجميع رعيه لراع واحد ونصلى

ونجاهد علشان ربنا يقبلنا مهما اختلفنا لكن اللى يجمعنا كلنا المسيح ، كلنا لازم يبقى هدفنا المسيح

أنا دورى أنى أعرفهم الطريق واجذبهم للكنيسة ومعرفة ربنا ده هدفى وده شغلى الشاغل وده اللى حقدم عنه

حساب قدام رب المجد ، ياما مشاكل دقت على الراس من ناس غريبة لكن بنعمة المسيح كانت تتحل

وإن اللى هدفه الأبدية يتعب علشان يوصل فما بالك لما يكون فى رقبتك آلاف مؤلفة مطلوب منك

أنك توصلهم معاك فيه هدف اسمى وأعظم من أننا نبص لبعض ن الوقت قصير خلاص اللى يقدر يعمل

لابديته ويتكاسل حيضيع حنستفاد من الوقت لأن الأيام شريرة ، حنمسك أنا وهما فى ربنا

ونقول له كفاية اللى ضاع بعيد عنك ، وربنا يكمل أيامنا زى ماكمل للى قبلنا

فقلت له يا سيدنا بس فيه ناس قلقانه من رجوعك ؟

فقال لى شوف المحبة تدوب كل حاجه وتنسيك كل فكر ردىء ، ودول كلهم أولادى العدو قبل الصديق

أقول أيه لربنا لو واحد منهم ضاع بسببى.

يارب اوعى تخلينى عثره لأحد فقال لى سيبنى فى حالى يا ولدى خلينى أقلق على نفسى أنا فى مكانى

مبسوط وزى الفل مفيش أجمل من أنك تصبح بربنا وتمسى بربنا ويومك كله لربنا ، هو فيه حد طايل

فقلت له تفتكر مين يا سيدنا اكتر واحد ممكن يخلف قداسة البابا شنودة ؟

فرد على قائلا أنتم شاغلين نفسكم بالموضوع ده ليه ربنا مختار الراجل اللى حسب قلبه وأنا متأكد

أن ربنا لن يترك كنيسته لاى حد دى كنيسته اللى فداها بدمه مش ممكن يسيبها أنتو بس خليكم فى نفسكم

وشوفوا أبديتكم وحياتكم وصلوا ان ربنا يسترها علينا فى الأيام اللى جاية ويعين البطريرك الجديد على حمله التقيل

فسألته أيه اللى تطلبه نيافتك من البطريرك الجديد؟

فقال لى أنه يرجع الكنيسة زى أيام البابا كيرلس يرجع فيها الروح ويسحبها من سياسة العالم اللى انغمست واتشغلت بيها ولوثتها ويسيب الأمورالسياسية لأولاد الكنيسه العلمانيين والأراخنة والكنيسة

تدعمهم فقط بالصوم والصلاة والمشورة الحسنة

أما رجال الكهنوت فيبتعدوا تماما عن السياسه ويتفرغوا لحياة أولادهم الروحية وخلاص النفوس

ثم سالته عن رايه فى المتنيح قداسة البابا شنوده ؟

فقال لى أنا متأكد أنه كان بيحبنى جدا ويوم ما اخذ قرار عودتى للدير كان حزين جداً حتى أنه لم يصلى

قداس تانى يوم الصبح ومحبتى ليه مفيش حد يقدر ينزعها علشان كده أنا كنت مطيع لأن خوفى

على الكنيسة كان قدام عينى وربنا ادانى نعمة ودبر أمورى فى كل خطوه كنت حاسس أنه ربنا هو اللى

بيشتغل مش أنا رغم أنه فيه ناس كان نفسها أنى اثور وأعترض علشان يحرجوه ويصورونى بالصورة اللى

هم اعطوها له علشان كده كلهم بما فيهم هو” ويقصد هنا قداسة البابا شنودة”

لم يصدقوا وفوجئوا انى ضربت مطانية ليه وليهم وتركت المكان بهدوء لأنى واثق أنه ربنا بيرتب كل شىء

فسالته عن سبب عودته للدير ؟

فرد على بكلمات غريبة جدا قال لى أن السبب هو شعب الاقصر طوال وجودى بالأقصر وأنا اقول لأبنائى بالأقصر بلاش تحبوا الأنبا امونيوس أكتر من ربنا وحذرتهم وقلت قبل عودتى للدير مرة واتنين وتلاتة لو ربنا

شعر انكم بتحبونى اكتر منه مش حتلاقونى وسطيكم لان ربنا غيورعلى محبته وده اللى حصل هما تعلقوا

بى اكتر من ربنا علشان كده ربنا اخدنى منهم ، وأنا كنت رايح احضر المجمع المقدس عادى ففوجئت

أنهم بلغونى أنى مروحش الأقصر تانى وسمعت الكلام وجيت مكانى ادى كل الحكاية

ثم بدأ وكيل الأنبا امونيوس يحكى لى عن العديد من المواقف التى تخص الأنبا امونيوس

ومنها الآتى فى يوم من الأيام وقف نيافة الأنبا امونيوس قبل عودتة للدير وسط شعبه قائلا لهم يا أولادى

إن كنت اقسو عليكم اليوم فلاجل أبديتكم احوط عليكم لأحميكم من عدوكم وخاصة فى هذه المدينة السياحية

وإن كان ذلك يضايقكم فاحتملونى وإن لم تحتملونى فلا تستعجلوا فستأتيكم الأيام التى ستضحكون فيه وتهيصون ولكن تذكروا كلماتى هذه لكم لاتفرحوا بمن يبسطكم ويفرحكم ويضيع أبديتكم

كان يقف وسط اولاده كأب حنون يؤدب ويعظ ولاجل محبته لأولاده احتمل ظلمهم له ورغم خيانتهم لمحبته

رفض حتى أن يوجه لهم اللوم تاركاً رب المجد يدافع عنه .

سيق الى محاكمة دون ان يدرى عنها شىء ، وقف فى وسط أخوانه الأساقفة كمتهم فانتظروا منه

أن يغضب فهو الذى لا يصمت على الظلم ، ولكن لم يفتح فاه وبمحبة قال لإخوانه الأساقفة

( راجعوا أنفسكم فيما فعلتم . راهبا عشت فى خدمتى واعود راهبا الى مغارتى مطانية يا ابائى واخوتى )

مما جعل الاساقفة يذهلون من وداعته وتساءلوا هل هذا هو أسد الصعيد أنه هادىء ووديع .

ترك لهم ضوضاء العالم وفرح بالمكافأة ربع قرن من الزمان مكبل بالهموم وها هو اليوم يهيم منفردا

بمن عاش لأجلة تاركا لهم العالم ومغرياته أنه كان قائد أرثوذكسي أصيل خادم له أساسه الروحي الراسخ

وروابطه الكنسية الثابتة

ملحوظة

طالما وصلت إلى نهاية الحوار فمن حقك أن تعرف من هو الشخص الذى كان يطلق عليه شعب الأقصر لقب وكيل الأنبا أمونيوس ومن هو الصحفى الذى قام بإجراء الحوار ومتى تم هذا الحوار

هذه الدردشة تمت فى يوم الخميس 5 يوليو 2012 أى قبل خروج كتاب يوميات فى حياة الأنبا أمونيوس أول كتاب يتحدث عن الأساقفة المستبعدين

ما بين المتنيح ملاك نظير والذى حصل على لقب وكيل الأنبا امونيوس من شدة قربه لنيافته وهو مجرد لقب وليس منصب وما بين الصحفى نصر القوصى صاحب كتاب يوميات فى حياة الأنبا أمونيوس وقمنا بإعادة نشره فى إطار سلسلة نشر كل ما يخص واحدة من أهم قضايا الكنيسة المصرية وهى قضية الأنبا امونيوس

شاهد أيضاً

المحكمة الكندية العليا تفرض التعويضات على شركات الطيران لصالح الركاب الذين تعرضوا للتأخير أو التأجيل

الأهرام الكندي .. تورنتو تعرضت شركات الطيران الكندية لخسائر في محاولتها للطعن على قواعد حماية حقوق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.