الأحد , ديسمبر 8 2024
الدكتور عاطف معتمد

هارب من إيطاليا إلى مصر !

فريدريك بنولا جغرافي وناشط سياسي إيطالي انقلبت الأحوال السياسية في بلاده ففر إلى مصر في الربع الأخير من القرن 19 ووجد فيها فرصة للترقى العلمي والإداري حتى شغل منصب الأمين العام للجمعية الجغرافية الخديوية.

وإلى جانب لغته الأم أجاد الفرنسية والإنجليزية وشطرا من العربية.

عمل بنولا في فترة فريدة للغاية وكان رئيس الجمعية الخديوية آنذاك ضابط أمريكي هو الجنرال “ستون باشا” الذي شغل أيضا منصب رئيس أركان الجيش المصري في واحدة من الظروف النادرة التي يتولى فيها أمريكي هذه المكانة وسط الفرنسيين والإيطاليين والإنجليز والألمان في نهاية القرن 19.

كتب فريدريك بنولا بحثا صغيرا في حجمه دقيقا في محتواه وأعطاه عنوانا غاية في التواضع: “مصر والجغرافيا”.

البحث المكتوب باللغة الفرنسية يتضمن ثبتا بالكشوف الجغرافية المصرية في منابع النيل والسودان، وتوثيقا لحملات محمد على في الجزيرة العربية وواحة سيوة كما يتضمن كل اهتمامات مصر الجغرافية في عهد أسرة محمد علي حتى عهد الخديوي توفيق.

وحين اطلع رئيس الوزراء المصري رياض باشا على البحث وجه على الفور أوامره بترجمة العمل إلى العربية وعهد بذلك إلى شيخ الترجمة المصري “أحمد زكي باشا” الذي عمل مترجما رسميا لمجلس النظار في نهاية القرن التاسع عشر.

ما هو دوري إذن والكتاب مترجم بالفعل إلى العربية؟ حسنا، الجديد هنا في التحقيق الذي استلزم مني وضع عدد من الشروحات وتصويب بعض الهنات التي جاءت سهوا في النسخة العربية المترجمة فضلا عن مقابلة المصطلحات القديمة بمصطلحات اليوم.

ثم أضفت في نسخة التحقيق خرائط توضيحية من مصادر معاصرة تساهم في فهم وتتبع ذلك النص الأقرب للوثيقة العلمية.

كنت قد اتحت الكتاب في نسخة pdf خلال العام الماضي، وبمناسبة معرض الكتاب تعيد “دار البشير” طباعته في نسخة ورقية.

الحقيقة أن الدور الأهم لي في هذا الكتيب ليس في التحقيق بل في إعادة وضع الكتاب على مائدة الباحثين في حلة جديدة ليكشتفوا معه معلومات مدهشة.

أرجو من الله ان يفيد هذا البحث المهتمين بكل من “تاريخ الجغرافيا” و”جغرافية التاريخ” في مصر المحروسة.

شاهد أيضاً

بحبك يا مصر

بقلم الاعلامي /  رافت بسطا أحبها حتى الجنون.. ورغم كل الخلافات التي بيننا الا انني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.