الثلاثاء , نوفمبر 12 2024
الكنيسة القبطية
أبونا أباكير السرياني

أباكير السرياني الراهب الشاعر والمترجم .. الذى عاش على درب القديس حبيب جرجس صاحب فكرة مدارس الأحد

ونحن فى الأهرام الكندي ننشر سيرة حياة عدد من المطارنة – الأساقفة – والرهبان – والكهنة بشكل يومى سواء انتقلوا من حياتنا إلى الحياة السمائية ، أو مازالو معنا ننعم بمحبتهم وبخدمتهم ، نفعل ذلك لكى ننقل للشعب القبطى سواء داخل مصر أو خارجها فضائل هذه الشخصيات ، وكيف أنها كانت تسعى جاهدة إلى ترسيخ التعاليم المسيحية ، وكيف أنها كانت تقاوم الشيطان الذى كان يتجسد أمامهم فى كل شىء ، وكيف كانت خدمتهم ، وكيف كانت حياتهم ، ونحن نفعل ذلك أطل علينا اسم جناب أبونا أباكير السرياني 

سيرته الذاتية قبل الرهبنة

السيرة الذاتية لهذا الأب الفاضل- فاسمه العلمانى (قبل الرهبنة) صفوت وليم إسكندر

ولد فى(7 أكتوبر1957م)، بحى المعصرة التابع لمدينة حلوان،محافظة القاهرة

وإلتحق بكلية الطب بالقصر العينى وتخرج فى نوفمبر عام1981م

وبعدها واصل دراساته العليا فحصل على دبلومة المسالك البولية فى عام1984م

وحصل على الماجستير فى الجراحة فى عام 1988م، وقام بإعداد أطروحته للدكتوارة

ولكنه لم يستكملها من أجل الرهبنة

رسامته

تمت رسامته شماساُ فى11 يوليو 1985م، وفى ( 31 مارس2001م )

تم رسامته على يد المتنيح قداسة البابا “شنودة الثالث” البطريرك، راهباً باسم “أباكير السرياني”، ومن الطريف أنه جمع ما بين أسمه فى الشماسيه والرهبانية ،وربما لم تكن صدفة بل أختيار من السماء

وفى دير السريان العامر ببرية شيهيت بوادي النطرون،مارس حياته اليومية كراهب، وظل يخدم به حتى نياحته فى 26 مارس 2002م.

وبالرغم من الرحيل ،ولاتزال روحه الطاهرة تحوم حول أشقائه وأصدقائه وشعب كنيسته بالمعصرة، ورهبان دير السريان ولا نبالغ في القول في برية شيهيت بأكملها

وهنا لا نملك إلا أن نقول ما ورد بالكتاب المقدس حيث ذكر قائلاً:”اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ.انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ.”(رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 7)

وأيضًا “الْحَيَاةُ الصَّالِحَةُ أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ، أَمَّا الاِسْمُ الصَّالِحُ فَيَدُومُ إِلَى الأَبَدِ.” (سفر يشوع بن سيراخ 41: 16)،وكذلك” “اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ”.”نَعَمْ” يَقُولُ الرُّوحُ: “لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ”(سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 13).

جوانب مضيئة فى حياته

من الجوانب المضيئة في حياة الراهب أباكير السرياني كما قال الباحث المعروف الدكتور ماجد عزت إسرائيل حبه للشعر،وخاصة عندما يعبر بمحبته لبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،حيث يعد البطريرك خليفة السيد المسيح ورسله والحاكم في عقد شرعه،واسم البطريرك مأخوذ من مفهوم الأبوة فمعناه الأب الأول.

فبطريرك الكنيسة القبطية هو راعى الرعاة ورئيس رؤساء كهنتنا خليفة القديس مرقس الإنجيلي،وبطريرك المدينة العظمى الإسكندرية وكل كورة مصر ومالها من المدن وتوابعها سواء في مصر أو في خارجها.

وهنا عبر أبونا أباكير السرياني في الكلمات التالية عن محبته لأبيه راعى الرعاه وبطريرك الكنيسة القبطية الإسكندرية المتنيح البابا شنودة الثالث البطريرك رقم (117)(1971-2012م) حيث كتب قائلاً:

انبا شنودة يا راعينا يا شمعة القرن العشرين

انر عقولنا و اخبرنا من تشبه من القديسين

مارمرقس الرسول علمنا طريق المسيح

وانت خليفته الجليل سرت على الدرب الصحيح

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

بشر بولس باكتمال اليهود و الأمميين

بشرت فى كل البلاد فى المهجر و المصريين

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

الانبا انطونيوس زمان اسس طقس الرهبنة

رعيت اولاده الرهبان و عمرت الاديرة

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

رئيس المتوحدين العظيم انبا شنودة

حملت اسمه الثمين اللى اصبح انشودة

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

يا يوحنا القرن العشرين فوك اغلى من الذهب

كلامك در ثمين فى العظات و فى الكتب

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

جمعت كل هؤلاء فى شخصك يا امين

يحفظك رب السماء لنا مئات السنين

يا انبا شنودة يا شمعة القرن العشرين

انبا شنودة يا راعينا يا شمعة القرن العشرين

يحفظك رب السماء لنا مئات السنين

ومن الجوانب المضيئة في حياة أبونا أباكير السرياني أيضًا رثائه إلى أولاد شقيقته جيهان في ذكرى الأربعين على رحيلها حيث كتب قائلاً:

أبكيك أم أبكى حياتى وقد….. فارقتينى وسبقتنى خطاك

أنت في فردوس النعيم سكنت…بينما أسكن عالم الأشواك

في بهاء الملاك أشرقت لأنك……….. قد عشت بيننا كالملاك

سوف أبكى ما عشت ولن تجف……..دمعتى إلا حينما ألقاك

كم كان رائعاً صبرك أختى………أبد لم يفارق الشكر فاك

بسمة حلوة على شفتيك………… وبك ألم يعتصر حشاك

كنت شمساً انارت حياتنا…. …وصباحاً قد غاب عنا ضياك

كنا نبغى شفاءك والرب……….كان يبغى نعيمك فاصطفاك

كيف نبكى ونحزن بينما………….فرحت بك ملائكة السماء

ترنمت بمدح البتول فصرت……….في أحضان أمنا العذراء

احتملت بصبرك وشكر فنلت…….. منزلة الأبرار والشهداء

فهنيئا يا جيهان واذكرينى حبيبتى….. …أما الرب حتى يوم اللقاء

جوانب مضيئة أخرى

من الجوانب المضيئة الأخرى في حياة أبونا أباكير السرياني حبه للترجمة للسير الآباء والقديسين، فقد ترجم في مقالته عن الشهداء للقديس كبريانوس ووهذا القديس وُلد ثاسكيوس كابلكيانوس كبريانس في قرطاجنةعام(208م) في بيت ذي مركز وجاه وثقافة، ومن أبوين رومانيين وثنيين وثريين،وفي مطلع شبابه

أصبح خطيبًا بارزًا،ثم معلمًا في الخطابة والفصاحة، لمس الله قلبه على يد قس نقى اسمه “كابلكيانوس” فاعتنق المسيحية وقبل سر العماد(245م)،وبعدها وزع ثروته على الفقراء والمساكين.

فلما رأى أسقف قرطاجنة ما صار إليه الرجل الفذ، رسمه كاهنًا.

ثم خلا كرسى قرطاجنة بوفاة راعيها، فألح الشعب بتسليم عكاز الرعاية إلى كبريانوس الذي تسلم مهام المنصب في مطلع عام(249م).

كان كبريانوس رجل الصلاة والتأمل والتأليف.

وكانت فضيلة المحبة والعطف على الناس في مقدمة فضائله.

وعندما قام الملك فالريانس عام(257 م)، يضطهد كنيسة الله ويدمرها،شعر القديس كبريانوس في نفسه بأن الله يدعوه إلى أمجاد ملكوته، وأن ساعته قد أتت وأن الرب يسوع الكاهن الأعظم يريده ذبيحة نقية على مذابح حبه، فلم يتوارَ كالمرة الأولى، بل أخذ يقول: “إني أريد أن أموت لأجل إلهي. ينبغي لنا أن نفكر الآن في الحياة الدائمة أكثر مما نفكر في الموت.واسشهدا هذا القديس حيث قطعت رأسه وصعدت روحه الطاهرة إلى السماء في سبتمر عام(258م).

ومن الجوانب المضيئة في حياة أبونا أباكير السرياني،كذلك حبه التعليم والخدمة والتسابيح الروحانية،فتولى بكنيسة الشهيدة دميانة بالمعصرة مدارس الأحد، ويذكرنا ذلك بالقديس “حبيب جرجس” صاحب فكرة مدارس الأحد، فعاش أبونا أباكير على دربه،وأيضًا تأسيسه لكورال مدارس تى اجيا دميانة.

ولحب أسقف المعصرة نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتى والآباء الكهنة لسيرته العطرة،وكنموذجاً لشباب الكنيسة والإيبارشية وتوابعها،تم رسامة كاهن باسم”أباكير”في أوائل مارس 2019م لكنيسة الشهدة دميانة بالمعصرة.وآخر لكنيسة أخرى تابعة لأيبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها.

يحتفل دير السريان والأسرة سنوياً بالقديس الروحانى”أباكير السريانى”، تحت رعاية الحبر الجليل نيافة الأنبا”متاؤس”رئيس دير السريان،بإقامة قـداس الـذكرى السنوية يوم الأثنين26 مارس

شاهد أيضاً

بعد سداد مليار دولار.. مصر تقترب من إنهاء مستحقات شركات النفط الأجنبية

الحكومة المصرية، سداد نحو مليار دولار من المستحقات الخاصة بشركات النفط الأجنبية المتأخرة، ليتبقى نحو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.