الثلاثاء , أبريل 23 2024
الملك فاروق والملك المؤسس

على هامش احتفالات السعودية بيوم التأسيس حمادة إمام يكتب :”رحلة عبد الناصر وآل سعود من الود للعداء” ..

بعد قيام ثورة يوليو عام 1952، ذهب وفد من مجلس قيادة الثورة برئاسة اللواء محمد نجيب لزيارة السعودية واستقبلهم الملك في مقرة وتناولوا معه طعام العشاء، وبعد مغادرة المصريين التفت الملك عبد العزيز الى من حوله وكان من بينهم نجلة الاكبر سعود وقال: “هذا الشيبة يقصد محمد نجيب زق (اي شخص لا قيمة له)، لكن هذا الولد أبو خشم (انف) طويل يقصد جمال عبدالناصر هو قائد الثورة الحقيقي في مصر”

وكان عبد الناصر يرى في عبد العزيز آل سعود رجل وحدوي نجح في من أقامه اول وحدة عربية، ولما رحل عبد العزيز وخلفه نجلة سعود ظلت حبال الود ممدودة بينه وبين نجله

أزمة 1954

وحينما وقعت أزمة ابريل 1954 بين أعضاء مجلس قيادة الثورة أرسل الملك سعود وسيطاً سعودياً في محاولة لحل النزاع بين الضباط الأحرار ، استقبل عبد الناصر الوسيط السعودي بحفاوة، وأطلعه على طبيعة الخلاف شاكراً الملك سعود على اهتمامه بأمن واستقرار مصر، وقد قدر الملك سعود قبول عبدالناصر الوساطة وعندما وقع العدوان الثلاثى على مصر أيدت المملكة السعودية مصر مستنكرة العدوان، وكان الحماس الملكي السعودي في ذروته

عندما تطوع أخوة الملك سعود الأمراء فهد وتركي وسلمان في المقاومة الشعبية التي اسستها ثورة يوليو للتصدي للعدوان الثلاثي.

فالسعودية هى أكثر الدول سعادة بقيام ثورة يوليو هذه السعادة قامت على سببين:

الأول .. أن قائد ثورة يوليو فى نظر آل سعود هو أحد عناصر جماعة الإخوان المسلمون الذين يجمع بينهم وبين آل سعود رباط عضوي وأن الجماعة مجرد فرع تابع للمملكة والكلام عن تلقية معونات ثابتة مسألة سببت الكثير من المشاكل واحدثت انشقاقات بين صفوفها ، وسبق ان كشف الدكتور “محمد حسين هيكل” فى مذكراته” السياسة المصرية”.

“إنه قبيل سفره للحج فى عام 1936 علم أن على ماهر باشا، رئيس الوزراء يريد أن يعيد العلاقات بين الدولتين السعودية والمصرية.. فذهبت إليه وعرضت عليه معاونته لتحقيق مقصده ، ثم سافرت إلى الحجاز على ظهر الباخرة (كوثر) وإننى لفى بهوها يومًا بعد أن ارتديت رداء الإحرام إذ تقدم إلى حاج لم أكن قد رأيته من قبل وقدم نفسه ذلك الشيخ حسن البنا وقد ذكر لى يومئذ أنه ألف جمعية الإخوان المسلمون لتهذيب الناس تهذيبًا إسلاميًا صحيحًا وأنه طمع فى قبولى رئاستها

والرجل لبق حسن الحديث حلو الإلقاء عرفت ذلك عنه فى هذه المقابلة وعرفته بعد ذلك أثناء مقامنا بالحجاز فكان يقف فى كل جمع خطيبًا واعظًا يتلو آى القرآن فى مناسباتها ويلقى خطبه فى عبارة بليغة وعربية صحيحة، وقيل لى وأنا بالحجاز، إن له صلة بالحكومة السعودية وأنه يلقى منها عطايا ومعونة”.

يجلبونه وهم قوم معظمهم إنما يجد ما يكفيه فقط وليس فيهم كثير من الأغنياء أو الأثرياء؟! وبين رفض حسن البنا للإعلان عن مصادر التمويل إحكام قبضته عليها وانشقاق العديد من القيادات الإخوانية

كانت السعودية تشهد أزهى عصور الرخاء وبداية الطفرة البترولية.

ففى هذه المرحلة وقع عبد العزيز آل سعود العديد من عقود التنقيب عن البترول مع شركات أمريكية كما أنه ألغى الامتيازات التى كانت ممنوحة للشركات البريطانية وتصارعت الشركات الأمريكية على التنقيب عن البترول.

وأصبح عبد العزيز فى وضع يسمح بأن يرسل الهدايا الذهبية إلى ملك مصر، وتحول السعودية من دولة تتلقى المعونات إلى دولة تمنح المعونات.

صمت الملك فاروق على تصرفات الإخوان

واثار سكوت الملك فاروق على تصرفات الإخوان وتصاعد أعمال العنف تجاههم العديد من التساؤلات والأقاويل خاصة أن رد فعل فاروق جاء متأخرًا جدًا !!لقد ظهرت على فاروق نفس الأعراض السياسية التى ظهرت من قبل على أبيه الملك فؤاد فى أن يكون خليفة للمسلمين ويكون إمبراطورية إسلامية تنطلق من القاهرة وكان أول لقاء بين فاروق وسعود عندما زار عبد العزيز آل سعود مصر لمقابلة فرنكلين روزفلت فى البحيرات المرة بالإسماعيلية

إلا أن فاروق وعبد العزيز التقيا لقاء سريا من وراء الأمريكان والانجليز فى الفيوم حضره عزام للاتفاق على الخطوط العليا لتنفيذ حلم إقامة الدولة الإسلامية حيث سافر بعدها فى مارس 1946 لأداء فريضة الحج والتقى مع عبد العزيز فى مكة وفى اجتماع مكة بين فاروق وعبد العزيز آل سعود اكتشف عبد العزيز أن أحلام فاروق لا تقل عن أحلام أجداده وأن تهديد السعودية ما زال قائمًا

ثانيا: هو أن ثورة يوليو قضت على آخر أحفاد أسرة محمد على الملك فاروق، وهى الأسرة التى كان بينها وبين آل سعود حالة عدائية بدأت منذ عام 1745.

لذا كانت فرحته لا تساويها الدنيا كلها عندما قامت ثورة يوليو لا لأنها قد تخلصت نهائيًا من أسرة محمد على – بطرد فاروق – ولكن لأنها أعتقد ت أن الحاكم الجديد لمصر هو أحد عناصر جماعة الإخوان المسلمين التى يربط بينها وبين آل سعود والوهابيين رباط عضوي.

وبنى آل سعود اعتقادهم هذا على الدعاية التى قام بها الإخوان المسلمون عقب قيام ثورة يوليو، إلا أن هذا الاعتقاد لم يستمر طويلا ولم يتعد زمنه الستة أعوام.وبدأ التقارب بين ثوار يوليو وآل سعود عام (1954) عندما وقفت الدولتان ضد ترتيبات حلف بغداد وقررت الدولتان التعاون فى التدريب وإنتاج الأسلحة ثم انضمام مصر والسعودية وسوريا فى اتفاقية عربية لتقويض حلف بغداد ورحبت فيه بانضمام أية دولة عربية.

ثم حدث تقارب أكثر بين الجانبين فى وقوفهما ضد مبدأ أيزنهاور وهو المبدأ الذى يعطى للأمريكان حق استخدام القوة العسكرية ضد العدوان على أية دول تسيطر عليها الشيوعية الدولية.والتى كان يقصد بها (مصر عبد الناصر) ولمجرد إعلان الأمريكان رغبتهم فى استخدام القوة العسكرية للحصول على شرعية فى التدخل لتحجيم النفوذ المصرى والتقارب المصرى الروسى عقد اجتماع ضم عبد الناصر والملك سعود والملك حسين وصبرى العسلى رئيس وزراء سوريا إلى اتفاق جميع الحاضرين على الوقوف ضد مبدأ أيزنهاور وصدر بيان عن الاجتماع انتهى إلى إعلان الدول العربية رفضها تدخل أطراف غير عربية فى الدفاع عن الوطن العربى .

لكن ماذا حدث بين عبد الناصر والملك السعودى من خلاف يصل لحد التأمري على قتله ؟ ومن هم المتورطين في المؤامرة ؟وهل كانت هناك اطراف خارجية ساعدت سعود بن عبد العزيز ؟وكيف تعامل عبد الناصر مع المؤامرة؟ وماهى نتيجة كشفها ؟

شاهد أيضاً

الحرحور والجحش وحمار الحكيم…

الذكريات كتاب مفتوح ووقائع مازالت تحيا فى القلوب وبقاياها يعشش فى العقول ، وعندما نسافر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.