الخميس , مارس 28 2024
ماجدة سيدهم

مرفوض تماما الموضة المتداولة بتعبير السلفية المسيحية

للأسف مناقشة وتناول أي قضايا أو أمور كنسية داخلية من خلال خلفية دينية مغايرة بتحمل قدرا هائلا من السطحية وضعف الحجة وأبعد ماتكون عن إدراك العمق الروحي اللي هو جوهر الإيمان المسيحي بكافة تعاليمه وطقوسه .. والكلام دا يفهمه المسيحين كويس أوي ..فمهما بالغ أي تنويري خاصة لو من خلفية إسلامية واجتهد في استخدام تعبيرات ضخمة ورنانة ( الإصلاح الكنسي.. .لاهوت التحرير..لا لسلطة الكهنوت )

أو تتبع واستدعى بعض الأحداث القديمة من التاريخ واستقى معلوماته من اي مصادر متاحة أو من بعض الشخصيات القبطية ليقوم بدوره بإضافة هالة من التضخيم والترقب لتفجير قضية يتصورها فيصلية ومسكوت عنها ببنما هي في المقام الأول تعتير شأنا إداريا أو تنظيميا أو حتى طقسيا داخل الكنيسة وكأنها مسألة حياة أو موت للمسيحين ودا طبعا من باب التطوع للاصلاح والتنوير فهو بكدا ربما يضمن حاجتين :

جذب الانتباه من خلال المجازفة في تناول موضوع ما فيظل متواجدا داخل المشهد المتخبط والذي يعانيه المجتمع ككل الآن بالتالي بتكون فيه مكتسبات براقة على المستوى المجتمعي ..

أو حتى لايضع نفسه تحت طائلة الهجوم المجتمعي الشرس بتهمة الازدراء خاصة في حالة تناوله بالنقد للتراث الإسلامي فقط فيلحق نفسه وينتقد أي حاجة داخل الكنيسة سمع عنها بالصدفة متصورا أنها مسألة خطيرة وملحة فيبدو مثقفا شجاعا وتنويريا محايدا .. بالظبط هو هنا بيبعت رسالة مباشرة للأغلبية المسلمة المتربصة له .. مفادها أنه زي مابيتكلم وينتقد في الإسلام يتكلم كمان في المسيحية أهو ..انتو بس يامؤمنين اللي فهمتوا غلط وإحنا هدفنا التنوير والصالح العام للوطن .. مسلمين ومسيحين .وعلشان نخلصكم من السلطة الدينية وسطوة رجال الدين عليكم ..وبكدا نطلع من ورطة أو هوجة الازدراء المريعة حتى لو على حساب تشويه الكنيسة

( معلهش نيجي عليها وهاتستحملنا ) فضلا عن تصويرها بشكل كمؤسسة دينية سلطوية باطشة ومتعجرفة ومتدخلة بحماقة في حياة المسيحيين المقهورين لخلق حالة من الموائمة والمساوة في الغلظة بين المؤسسات الدينية .. ما ننكرش أن فيه سلبيات اعتبرها جسيمة بسبب التراحع الثقافي وواجب مواجهتها

لكن الفكرة في طريقة الطرح دا غير تصوير الكنيسة كأنها تسعى وتصارع دوما للسلطة والنفوذ والظهور السياسي التنوير مسؤلية خطيرة تحتاج امتلاك القدرة على المواجهات المختلفة المحايدة في تبادل الأراء والأفكار المتحررة مهما كانت النتائج وليس للشخصتة او لتفعيل المقارنات والموازنات علشان كدا من وقت فات شوفنا بعض مطالبات لطيفة أوي من بعض الأحباء المسلمين زي : *المطالبة بحق المرأة المسيحية في الكهنوت ..

دا طبعا من باب حقوق المراة وحاجات كدا يعني وعلى اعتبار أن النساء في المحروسة زي الفل ناقصهم بس كهنوت المرأة المسيحية وبكدا نتخلص من المجتمع الذكوري القابض وحده على الكهنوت

المطالية بالغاء مدارس الأحد لخطورتها على أمن المجتمع ..* طلب ترشيح أحد الأساتذة من المسلمين لتولي منصب البابا …* ضرورة تخفيف أيام الصوم عن عاتق المسيحين المسحولين .. ودلوقت عرفنا كمان ان فيه خلاف بين البعض من رجال الكنيسة مع حاجة اسمها إكليروس (مفاجأة جديدة للمجتمع نحكي فيها )

واحنا كتنويرين لازم نشوف المصيبة دي ونطالب بالتحرر من السلفية المسيحية على غرار لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك ..(طبعا فيه قضايا مهمة زي الطلاق قتلت بحثا ) المهم الداخلة الجامدة دي بالظبط تشبه اللي عمله أحد المحامين الأقباط اللطاف بدفاعة المفاجئء والغيور والمستميت عن الثوابت الإسلامية اللي هو بالتأكيد مش فاهمها ولا مدرك أهميتها وأبعادها زي أي مسلم أصيل .. وطبعا قوبل بالسخرية من كلا الطرفين ..

و للتوضيح .. أولا المسيحي منتمي للكنيسة منذ ولادته وحتى مماته انتماء روحيا ووجدانيا وليس هيمنة و لا قهر ولا إرغام او خوف وتهديد بإعتبار المسيح هو رأس الكنسية كتابيا .. .فالانتماء هنا للمسيح المخلص أولا وأخيرا

حتى في ممارسة كافة الطقوس اللي نظمتها الكنيسة من صوم أو صلاة أو أي تقدمة هو يفعلها بشغف وفرح وحرص وإيمان قلبي لأن ليست فروض في المسيحية إطلاقا .

حتى تبعية المسيح نفسه هي حق اختياري مطلق من دون ردة أو إزدراء ..أما كون أن فيه حالة من التبعية والانصياع لرجل الدين فهي لاتخرج عن كونها عرف وموروث ثقافي مجتمعي تماما وراسخ في الوعي الجمعي على السواء ( أبونا قال أو الشيخ افتى ) الناس مرتاحة كدا للأسف نتيجة الجهل والضغوط والكسل الذهني ( احنا لسه هانفكر )

ثانيا اغلب الأمور الكنسية اللي بيتم من حين لآخر نقاشها إعلاميا مابين اختلافات فكرية أو تنظيمية داخلية لاتؤثر على عموم الشعب المسيحي ولا تفرق معه إطلاقا ولا تأثير لها على المجتمع ولا تؤثر إطلاقا على المعتقد نفسه اللي بتتحد فيه كل الطوائف المسيحية بالعالم كله (عقيدة الفداء والخلاص ) لكن الأمر يختلف تماما عند ندرة من المفكرين التنويرين الكبار و اللي ليهم موقف ثابت ومحدد من الأديان والتراث الديني ورجال الدين على السواء وبلا استثناء واللي لديهم بالفعل قوة الحجة والثقافة والأدراك ورجاحة الفكر والعقل بجهارة ووضوح دون خشية أية رد فعل شرس ..

قبل الأخير ..ملحوظة …مرفوض تماما الموضة المتداولة بتعبير السلفية المسيحية ..

كلمة لبعض الأفاضل من الأقباط خاصة بالسوشيال ميديا طبيعي نختلف ونرفض ونحتج ونطالب ونلحد أو حتى نترك المعتقد من أساسه عادي جدا .. حتى الترويج لفكرة الانقسامات المستفزة ..دا شنودي ودا متاوي وغيره برضه أنت حر .. حتى السباب واللعن والتهكم على الكنيسة والبابا وعلى شخص المسيح نفسه برضه أنت حر .. بس لو سمحت الأراء الشخصية لاتعبر دوما عن رأي جموع الأقباط كرأي قبطي عام .. الاسلوب لا يليق * فرق كبير ياسادة(على السواء ) بين التنوير والتطاول ..فوجهة النظر واختلاف الرؤية لها أخلاقياتها ومنطقها والمفروض فلسفتها المعاصرة ..

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.