الإثنين , أبريل 29 2024
ماجدة سيدهم

تعب البيوت ( اعرف من أين سقطت .. وأسفة للتطويل ) هم الأقباط بيشتكوا من إيه دلوقتي ..

العنف في البيوت زاد .. وفشل كتير من الزيجات المسيحية زاد أوي من بعد ماكان بيضرب ببيوت الأقباط المثل في الاستقرار والاستمرار والترفع والتهذب (بيوت معمرة ) حتى معالجة المشكلات كانت زمان بتتسم بالعقل والاصول وبعيدة تماما عن الأبناء .. ودا على فكرة كان حال المجتمع كله قبل هبوب ثقافة الرمل السلفي واللي قلبت كل الموازين .. خرج أحد الاعلامينن في دهشة يحكي عن العنف الاسري .. يقول أهو الأقباط كمان طلعوا بيضربوا زوجاتهم مش المسلمين بس .. وكأنه بيقول كنا فاكرينكوا أرقي طلعتوا شركاء في القاع .. و هنا فيه كام نقطة : * مع هوجة سقوط المجتمع للقاع الفكري والثقافي حبا وتضامنا مع ثقافة الرمل تخلى الكثير من الأقباط عن ثقافتهم وسلوكياتهم الإنسانية المتحضرة واللي كان مشهود لهم بيها زمان وراحوا اندمجوا مع ثقافة القاع الرجعي

ربما طمعا في تودد أو على سبيل المجاملة أو تضامنا مع ثقافة الأغلبية والنسيج الواحد .. ومع الوقت اكتسبوا أغلب الأفكار والمفاهيم العدائية ضد الجنس الآخر والحياة عموما وتشبهوا كثيرا بهم في أسلوب التعامل وطريقة الكلام وايضا في المظهر المبهدل ومبسوطين أوي في الوقت اللي كتير من المصريين بيحاربوا بقوة ثقافة السقوط دي .. عزيزي القبطي أنت جزء من المجتمع ومن العالم كله “هكذا أحب الله العالم..

” فمش مطلوب منك الانسحاب أبدا أو الخذلان لكن كن فعال في المجتمع بس إرجع لمكانتك ولتعاليمك الحياتية ولتحضرك ولقيمك النبيلة لأنها حقيقتك فليه تلبس توب مش بتاعك لحد مابقيت جزء أصيل من القبح وبقيت تشبه سكان القاع ..اعرف من أين سقطت وخليك شبه نفسك وحضارتك .. وبكل الأسف في هوجة الاندماج دي واللي بندفع تمنها دلوقتي أصبح أقصى اهتمامات وانتصار للأقباط هو بناء كنيسة هنا أو هناك أكثر من سقوط بيت وهروب أهله بعيدا .. ** أغلب الآباء الكهنة ولهم كل الاحترام (والكلام للشعب أيضا ) ليسوا على ثقافة عالية حتى دينيا .. ومش مطلوب على فكرة أن الكاهن يكون نموذجي وخارق وعلامة ومتخصص في كل شيء وأنه لازم يكون على صواب دايما لكن على الأقل من باب المسؤولية يكون ذو عقلية متحرره ومرنة ومتطورة تتماشى وتتقبل تطورات العصر والمجتمع ومتطلبات الشعب المختلفة عن ذي قبل ..

وزي مابيواكب التطور ات التقنية الحديثة ويجيد استخدامها أيضا من المهم يتدرب على اكتساب المهارات الذهنية الأكثر رحابة وابتكار وإنفتاح ..فطريقة التواصل مع الشعب بمنطق علشان خاطر بابا يسوع وماما العدرا ماتنفعش خالص ..لأنها بتخلق كيانات قزمة ..مهزومة كسولة وماشية جنب الحيط وبلا نفع منها ..كيانات مش حرة إطلاقا وخارج دايرة المسيح الحر .. مسيح الفهم والقوة والابداع والانطلاق والحضور المؤثر

طريقة التعليم دي بتكون سبب مهم للإندماج أكتر مع ثقافة القاع(ماهي مش فارقة ) بل ودافع للهرب ودافع للعنف الأسري والمرض المزمن والشكوات المستمرة لأن ببساطة حاسس انه مش مهم .. وهنا يكون ضرورة الحضور العلماني للكثير من القضايا والمشكلات للشعب بالوعي والفهم قبل ان تتعظم وتبقى معضلة فعلا * طيب هو ايه اللي بيوصل البيوت لكل هذا العنف والقهر ..مع العلم التعاليم المسيحية هي هي ..ماتغيرتش .. ومفهوم الزيجة هو هو ماتغيرش .. يبقى الفجوة اللي حصلت بين بيوت زمان وبيوت دلوقت سببها إيه ..!

صحيح تحديات العصر كتير لكن مع الإنحسار داخل إطار طقسي منغلق خلى الناس تفكر وتعيش بمنطق وسلوك أبعد مايكون عن فكر المسيح الحب والحرية تماما على سبيل المثال : الخوف من العنوسة ومن التلميحات المجتمعية السلبية .. الصورة الذهنية المشوهة والمكتسبة عن الطرف الآخر(من امتى كنا كدا ..! )

وأيضا الدخول في مقارنات تنافسية أشبه بمجتمعات القاع ودا منتشر بمختلف المستويات ( فلانة اتجوزت قبل فلانة ..جابت العريس دا منين .. واشمعنى .. ونفضل نزايد على بعض .. المهم البنت تتجوز مهما كانت النتيجة) دا بيؤدي إلى زيجات كثيرة متسرعة و غير متكافئة على الإطلاق (المهم الفرح يبقى كتلة بذخ نكاية في فلانة )

ودي مسؤولية الأسرة قولا واحدا .. فشركة الزواج مش محل تحديات أو رهانات أو نجرب أحسن مايقولوا كبرت .. والكل بيدفع التمن واجيال جديدة تشرب من نفس التربية ونفس الأفكار التعيسة ونكرر المأساة ومابنتعلمش و بعدين نرجع نصرخ ونقول الكنيسة متعنتة

مع الأخذ في الاعتبار بالمشكلات الحقيقية الجسيمة واللي تحتاج بالفعل التوقف عندها وحسمها فأي نفع من استمرار حياة مستحيلة … حاجة كمان ..الزواج بمنطق “يلا نلم الواد ع البت والجواز هايصلح حاله أو حالها والعيال هاتصلح مابينهم

وكتير من الأباء بيكونوا على علم أن الطرفين أو أحدهم لايصلح لأي سبب ليكون مسؤولا عن تكوين ونمو وحماية أسرة وأطفال ..ورغم ذلك يصمت ونكرر دوامة استمرار بناء بيوت منهارة ..وبعدين نسمع شعار دا صليبكوا واتحملوه * ملحوظة .. هو ليه أغلب الأقباط ..الشباب بالذات فقدوا جاذبيتهم ..بدانة وبهدلة وسطحية …فين العيال المنورة فين وسامة الولاد وأنوثة البنات ..فين الاختلاف عن ثقافة الشارع ..مش تنمر ابدا

بس بجد هو فيه ايه ..! طيب بدل ماتكتسبوا ثقافة القاع اكتسبوا ايجابيات الناس الحلوة اعرف من أين سقطت .. * وليس آخرا ..ندرة الوعي والنضج والافتقار للثقافة المنفتحة والافتقار للحب تعمل أكتر من كدا في بيوتنا وحياتنا .. احنا حرفيا لانعرف شيء عن سلوك وتعليم ووسامة وشجاعة المسيح الحر اللي هي أسلوب حياة وملهاش اي علاقة بفقر أو غني .. كلنا مسؤولين وكلنا بندفع التمن فأي حياة من غير حب فعلا طعمها علقم .. افتح الكتاب واعرف من أين سقطت ..!

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.