الجمعة , مارس 29 2024
خالد محمود

الشيخ شلتوت ..والعلم ..والدين

خالد محمود

هذا مقال قديم لي عن شيخ الازهر الراحل الامام المستنير محمود شلتوت بمناسبة شخص حاول ان يدخل العلم في الدين في التسعينات، ويتنبأ عبر تفسيره للقران الكريم بزوال الكيان عام 2022، (وهانحن عشنا حتى 2022 ولم يزول بل زاد جبروتا ، فبئس محاولة اقحام الدين فيما ليس له ) وقد ابرزت فيه تاكيد الشيخ شلتوت على ان تفسير العلم بالدين يضر كل من العلم والدين .

ولأ ننا ندور في حلقة مفرغة ، اتصور مجددا اهمية تذكير المتابعين به .

اشتباك نبؤة 2022 حرص “امام المستنيرين” شيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت علي ان يثبت في مقدمة تفسيره للقرآن الكريم تحذيرا من خطرين: استخدام الآيات الكريمة في الخلافات المذهبية والسياسية , واستنباط العلوم الكونية والمعارف الحديثة من الآيات.

اعتقد شلتوت , وكأنه يتوقع ما ما ستنتهي اليه ايامنا مما نعيشه حاليا من هوس ومتاجرة باسم الدين, أن الامر يستحق, فجعل كتابه حول الخطرين جزء من مشروع تفسيره التأسيسي بغض النظر عن كتابته المنفردة عنهما , كما قصد أن تكون كتابته عن الخطر الثاني -وهو تفسير النظريات العلمية بالآيات القرآنية- كتابة تفصيلية حتي لاتساء فهم كلمة أو فكرة , فقال في فقرة ” هذه النظرة خاطئة لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتابا يتحدث الي الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون , وهي خاطئة لانها تحمل اصحابها والمغرمين بها علي تأويل القرآن تأويلا يتنافي مع الأعجاز ولا يستسيغه الذوق السليم , وهي خاطئة لانها تعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان “.

وقال في فقرة ثانية ” لو طبقنا القرآن علي المسائل العلمية المتقلبة , لعرضناه للتقلب معها وتحمل تبعات الخطأ فيها , ولأوقفنا انفسنا بذلك موقفا حرجا “. وقال في فقرة ثالثة ” لندع للقرآن عظمته وجلالته , ولنحفظ عليه قدسيته ومهابته , ولنعلم ان ما تضمنه من الاشارة الي اسرار الخلق وظواهر الطبيعة انما هو لقصد الحث علي التأمل والبحث والنظر ليزداد الناس ايمانا مع ايمانهم ” . وقال في فقرة رابعة ساخرا ” ولسنا نستبعد اذا راجت عند الناس في يوم نظرية داروين أن يأتي الينا مفسرا من هؤلاء المفسرين الحديثيين فيقول أن نظرية داروين قد قال بها القرآن منذ مئات السنين “.

أقول هذا الكلام لاننا نتفرج من سنوات علي طروحات مسيئة للدين والعلم -باسم تفسيرات الأعجاز , كان اخرها ذلك التفسير الرقمي لسورة الأسراء الذي عرضه الاسبوع الماضي برنامج (المعجزة الكبري ) في قناة دريم بأن اسرائيل ستزول – وبالتفسير القرآني -عام 2022.كان التفسير -والذي قدمه صاحبه الفلسطيني في كتاب -وعلي طريقة نبوءات نوسترادموس -وبجمع ارقام وطرح ارقام – , أقرب للتنجيم ولقراءة الأبراج ولكتب العصور الوسطي الصفراء لا تليق لا بالدين الاسلامي ولا بالعصر ولا بالعلم , لكن صاحب الكتاب كان يردد – طوال الوقت باستهداف ارهاب تفكيرنا- ” مش أنا اللي بأقول كده, ده القرآن اللي بيقول , ده ربنا اللي بيقول”. كان السؤال الذي لم تجب عليه الحلقة …كيف خيل لصاحب التفسير تصور انه الوحيد الذي خص بهذا الكشف الالهي المصيري بعد 1431 عام من هجرة الرسول ؟ ولماذاهو ؟.

ثم اليس الاولي وفي عصر العلم والتكنولوجيا -وفي مواجهة دولة صنعت ما صنعت بمعجزاته ( اليهود حصلوا علي 30% من نوبل في الفيزياء -و27% من نوبل في العلوم و50% من بوليتزر منذ انشاء الجائزتين )-اليس الأولي استنفار الجهد لنمضي خطوة للامام بدلا من الدوران في تلك الغياهب التي لا تليق بأمة ابسط توصيف لوضعها أنها في خطر؟؟ ثم حتي بحسن النية – اليس ترويج (اسرائيل ستزول الهيا ) -وبعد مدة ليست طويلة كثيرا – 12 سنة من الأن- تعني عمليا الصمت والسكوت ورفع كل الرايات البيضاء بالمطلق بدلا من تضييع الدم او حتي جهد التفاوض فيما لا لزوم له. مجرد أسئلة لا تتتمني استهداف الا ابسط درجات التفكير .

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.