الجمعة , أبريل 26 2024
الدكتور أحمد صالح

حجر رشيد ( الجزء الثانى ) الأكذوبة ‍‍: العرب وفك رموز اللغة المصرية

تناولنا في الجزء الاول المحاولات التي حاولت فك رموز اللغة المصرية القديمة علي مدار ١٨ قرن ووجدنا أن المحاولات بطيئة جدا ولم تأتي بنتائج كبيرة في فك شفرات اللغة المصرية ، وقلنا أن ال ١٨ قرن اثمروا عن *معرفة نطق علامتين الأولي هي الأوزة وتنطق سا والأخري هي علامة موجات المياه وتنطق “مو”

*دارت أغلب المحاولات حول فكرة خاطئة وهي أن معاني صور الكتابات المصرية مجازية وربما عدلت لاحقا بانها كتابات تصويرية ولها اصوات

*اتجاه الكتابة المصرية هو الاتجاه الذي تتوجه إليه العلامات التي تصور الإنسان والحيوان وكانت فكرة صحيحة

*الحلقات البيضاوية ( سميت خراطيش فيما بعد ) تتضمن أسماء اعلام وكانت صحيحة أيضا هذه هي الأربعة اكتشافات التي تم التوصل إليها علي مدي ١٨ قرن وهي اكتشافات بسيطة جدا واري أنها نوعا ما قيمة في ظل غياب نص مكتوب بلغتين وهذه هي اساس فك شفرة اي لغة.

في السنوات الأخيرة ظهرت نظرية يتزعمها المصري المقيم في لندن الدكتور عكاشة الدالي بأن العرب هم الذين ينسب لهم الفضل في فك رموز اللغة المصرية وقد اجتذبت هذه النظرية عددا كبيرا من الناس لدرجة أنها أصبحت تنكر فضل الغرب وتحارب من يقفون في صف الباحث الفرنسي فرنسوا شامبليون !

هناك ثلاثة من العرب يتم نسبة فك رموز اللغة المصرية إليهم وهم العربي المصري ذو النون والعربي جابر بن حيان والعربي ابن وحشية والاخير هو من يشير اليه الدكتور عكاشة الدالي بأنه فك رموز اللغة المصرية ، وتشير اغلب مصادر اعتماد هذه النظرية بان العرب كانوا علي دراية بوجود علاقة بين اللغة القبطية واللغة المصرية وهذه معلومة خاطئة فقبل القرن ال١٧ لم يشر أي مصدر بوجود علاقة بين اللغتين وأن الشخص الأول الذي اشار بذلك هو الأب اليسوعي اثناسيوس كيرشر ، وحتي المصريين انفسهم أمثال حور ابوللو لم يدرك بوجود علاقة بالرغم من انه يعيش داخل مصر!!

وأول العرب الذي ينسب له فضل فك رموز اللغة المصرية هو العالم جابر بن حيان ، صحيح أن له مؤلفات ضخمة في الكيمياء والفلسفة الأسلامية الا انه لا يوجد كتاب واحد تحدث فيه عن اللغة المصرية او وجهة نظرة في اللغة المصرية !

وثاني العرب هو ذو النون المصري وهو صوفي وناسك مصري ولد في الصعيد وكتب كتبا عن الكيمياء والفلسفة اليونانية الا انه لم يتناول اللغة المصرية ولا حتي بشكل غير مباشر وربما ينسب ليه رسائل مكتوب فيها العلامات الهيروغليفية

أما ثالث العرب وأهمهم هو ابن وحشية وهو عراقي من أصول نبطية وهو الوحيد الذي عمل جداول فيها علامات هيروغليفية وكتب تحتها مدلولاتها الصوتية ( انظر الصورة المرافقة ) وكان ذلك في كتابه ” شوق المستهام في فك رموز الاقلام ” ، وبالرغم من الشكوك حول نسبة الكتاب اليه

الا ان الميزة الوحيدة والتي تنسب له وتناولتها سابقا في ميزات ال ١٨ قرن علي اللغة المصرية ، وهو أنه كان من أنصار أن الكتابة المصرية لها مدلول صوتي ، ولكن كل المدلولات الصوتية التي قالها كانت خاطئة وغير صحيحة ويمكنكم التأكد من ذلك من الصورة المرفقة بالبوست واتحدي ان تجدوا نطقا صوتيا صحيحا ،ومن الواضح ان الدكتور عكاشة الدالي كان يبالغ في نسبة فك الرموز لابن وحشية.

وبالتالي فان نسبة فك رموز اللغة المصرية للعرب هي أكذوبة ولا دليل يتوافق معها !

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.