الخميس , أبريل 18 2024
صلاح عبد السميع
دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق

نحو إعادة الثقة بين المجتمع ووزارة التربية والتعليم (3)

الدكتور صلاح عبد السميع يكتب للأهرام الكندى

إذا كانت المدرسة تعد بمثابة البيت الثانى للمتعلم ،انطلاقا من كونها بيئة تربوية يتعلم فيها الأبناء معنى الوطن والمواطنة ،ويتشكل من خلالها الوجدان، وتمارس من خلالها الأنشطة التربوية الهادفة التي تسعى لتشكيل شخصية متوازنة وفعالة للمتعلم ، كل هذا لن يكون إلا في حضور فعال للمعلم القدوة .

ترى الى اى مدى يشعر المعلم بالانتماء الحقيقى نحو المدرسة ؟

وهل الدعوة إلى عودة الأبناء إلى مقاعد الدراسة مع بداية العام في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية

خاصة في سنوات النقل ، سوف تقابل بحفاوة الاستقبال من قبل الإدارة المدرسية والمعلمين؟ أم أن تلك العودة ستكون بمثابة غصة في حلق إدارة المدرسة ، انطلاقاً من كثرة الأعباء الملقاه على كاهل المدير ، إضافة إلى غياب صلاحيات المدير في ضبط مسألة الحضور والغياب ، وإن تحقق ذلك لا يستطيع أن يحاسب من تغيب عمدا

إضافة الى أن تسجيل الحضور والغياب لطلاب الشهادات بالمرحلة الإعدادية والثانوية من الأمور التي لا يصرح بها .

المدير الذى لا يملك الدعم المادى ضمن ميزانية المدرسة ، نظرا لعدم سداد غالب الأبناء للرسوم الدراسية مع بداية العام ،  المدير الذى لا يملك القدرة على سد العجز في عدد العاملين من المعلمين والموظفين ،وفى ظل العجز الشديد في اعداد المعلمين بمراحل التعليم العام ، لا يمكن أن تتحقق في مدرسته  عملية التعليم والتعلم بشكل فعال.

القرارات التي تصدر من قبل الإدارات التعليمية تطلب من مدير المدرسة أن يكون في حالة جهوزية تامة لاستقبال الأبناء مع بداية العام الدراسي ، تلك الاستعدادات التي نراها في مدارس العالم الغربى والشرقى متمثلة في استقبال حافل للأبناء مع بداية اليوم الأول ، حيث نرى الإدارة المدرسية متمثلة في المدير وفريق العمل معه يستقبلون الأبناء على باب المدرسة ، ونرى المعلمين وقد اصطفوا في طابور منظم ليعبروا عن سعادتهم بقدوم الأبناء الى بيتهم الثانى ، وحيث تعقد لقاءات التعارف بين المعلمين والمتعلمين

كما تمارس الأنشطة الصفية منذ أول أيام الدراسة ، هذا في مدارس تم تجهيزها وتجهيز مرافقها ، حيث يجد المعلم حجرة يجلس فيها ، وله مكتب ومكان يضع فيه متعلقاته، ومكان مخصص للوسائط التعليمية التي تخدم مادته ،

المعلم وفريق العمل لهم مكان استراحة بالمدرسة ، بل أكثر من مكان ،القهوة والمشروبات الباردة والساخنة متاحة للجميع، وفى وقت الفسحة الجميع يذهب الى مطعم المدرسة ، يشرف المدير مع فريق العمل على تناول الأبناء للطعام من أطفال الروضة حتى نهاية المرحلة حسب طبيعة كل مدرسة ، وبعد انتهاء الأبناء من الطعام وبشكل منظم ومرتب ، يتعلموا النظام والنظافة والاعتماد على النفس ،ومن خلال متابعة وتوجية تربوى هادف من قبل الإدارة والمعلمين

بعد ذلك يجلس المدير مع فريق العمل لتناول الطعام ، ثم يعود الجميع الى استكمال اليوم الدراسى بكل نشاط وحيوية .

نعم أنه واقع المدارس في الغرب وفى الشرق،  تابعته بنفسي وعشت معه في زياراتى لآكثر من دولة في السويد وانجلترا وفلندا وماليزيا.

فماذا عن واقعنا الذى يراه المعلم بعيون كلها ألم ؟ وفى غياب الحافز الذى يرغبه في استقبال الأبناء بحب واهتمام وتركيز .

لقد قرأت رسالة وجهها معالى وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور رضا حجازى عبر صفحته الخاصة على الفيس بوك ، يحفز فيها الأبناء ويرغبهم في استقبال العام الدراسي الجديد ،وتلك مبادرة طيبة من أعلى مسئول عن التربية والتعليم ، ومبادرة كريمة يشكر عليها .

وللحديث بقية عن ردود أفعال تلك الدعوة وعن آليات تفعيلها على ضوء قراءة الواقع في مدارسنا .

نلتقى بكم على خير .

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.