الأربعاء , أبريل 24 2024
أخبار عاجلة
محمد عبد المجيد

ماذا لو كنت أنا قبطياً مسيحياً ؟

ماذا لو كنت أنا قبطيا مسيحيا في مصر المعاصرة؛ فهل كنت سأتحمل الحياة المغموسة في مزايدة دينية إسلامية، كل دقيقة فيها حوارات، وتفاسير، ونقاشات، وتكفير، وضعف مشاعر المواطــَـنة وإزاحتها ليحل محلها الدين، وأحاديث سخيفة عن الحجاب، والنقاب، وغضب الله على مصافحة الرجل ابنة عمه، وطاعة ولي الأمر حتى لو كان ظالما وطاغية وديكتاتورا وسفــّـاحا، وصعوبة مساواة الكنيسة بالمسجد، ومشاعر الاستكبار الديني، وظن المسلم أنه اختار دينه الحق عندما كان نُطفة، وأنا اخترت ديني الباطل

وأنا في رحم أمي، ونظرات المجتمع، واعتبار إظهار الهوية معارضة لله، والتهديد بحُكم الشريعة الطالباني والبوكوحرامي والسلفي والاخواني والداعشي، والحرام في كل دقيقة، والتهديدات السماوية لأهل الأرض، ورفض طلب الرحمة من جيراني لأهلي

واعتبار المسلم الذي قُتل دفاعا عني شهيدا، وإذا القبطي المسيحي قُتل دفاعا عن الوطن المشترك فهو كافر ابن ستين كلب، وحرب مكبرات الصوت التي تهاجمك ولو كنت في الغائط أو في أحضان زوجتك، وعشرات.. ومئات.. وآلاف من المزايدة اليومية المقرفة والطائفية والظالمة!

لدي قائمة، لو كنت قبطيا مسيحيا في مصر المعاصرة، تكفي لتزلزل الأرض وتُسقط السماء وتُغضب ربَ الكون العظيم حتى تقوم الساعة؛ ومع ذلك فأنا، لمن سيزايدون الآن(!) ويستخرجون آيات التسامح والرحمة وأقوال الشيوخ وحكايات مضتْ عليها قرون، مسلم، ومؤمن اعتقادا وسلوكا وفهما طوال عُمري الذي جاوز ثلاثة أرباع القرن.أنا غاضب من المسلمين لأنني مسلم!

وأنا غاضب من المسلمين لو كنت قبطيا مسيحيا!هذه القضية لا تحتاج لتبرير، فتبريرها أم الجرائم، ولن أبالغ إذا قلت بأن تبريرها كُفْر بالله وبرسالة خاتم الأنبياء (ص).

لا أتحدث عن مسلمين ملائكة وأقباط شياطين؛ لكن أكتب عن عادات وتقاليد وأعراف وتعاليم وتفسيرات عرجاء لم تعرف صفة واحدة من صفات الله، عز وجل.

من فضلكم، لا تُغرقوني بأقوال ماضوية، وأحاديث نبوية، وآيات مقدسة، وتفسيرات لعلماء، ولكن ضعوا لي تصوراتكم لإلـَـهٍ واحد غفور، خالق الكون والإنسان والأديان، وليس لإلــَــهٍ ينتظر عباده ليعذبهم، ويذيقهم نار جهنم، وينتقم منهم، ويخادعهم، ويمكر بهم، ويفرّق بينهم فيما لم يقوموا باختياره.

أكرر للمرة المئة بعد المئة بأن أي إرهابي ومجرم وجاهل وقاتل يستطيع أن يعثر في كل الكتب المقدسة على تبريرات لذبح خصومه.

هذا هو إسلامي؛ ولكم أن تكفروا به، أما أنا فلن أحيد عنه قيد شعرة لأن الله، عز وجل، راضٍ عن هذا الفهم الطاهر والسليم

محمد عبد المجيد طائر الشمال عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين

أوسلو في 28 سبتمبر 2022

شاهد أيضاً

إعتذار إلى اللـه

مقال للفنانه /إسعاد يونس -مع إزدياد الضغوط على الأقباط فى مصر كانت المرارة تزداد داخلى …

2 تعليقان

  1. انت مسلم يا أخي ويجب عليك أن تتبع قرآنك؟؟ أنا أفهم شعورك الطيب ولكنه للأسف يتنافى تماما مع آيات التكفير وقتل الكفار وطبعا ( أهل الكتاب كفار) ؟؟ حاول ان تفهم بأن الله اشترى منكم أنفسكم حتى تذهبوا للجهاد في سبيله راجع سورة التوبة( أو براءة كما تسمونها) الآية 111 ومعها اختها الآية 29 ومعها اختها الآية 4 وطبعا هذه الآيات المدنية نسخت كل ما قبلها من آيات مكية. وأرجو منك عدم مقارن قرآنك مع كتابنا المقدس: لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ يوحنا 16:3. وشكرا

  2. استاذي الفاضل كل ما ذكرت و اكثر من هذا تحمله المسيحيون عبر العصور من اكثر من الفي عام و لكنهم لم يتحملوه عن عبث او لانهم مسيحيون بالوراثة و لكن عن ايمان و يقين لا يخشي الموت لانهم تبعوا من له سلطان علي الحياة و الموت .. وما بعد الموت .. السيد المسيح قال عن نفسه انا هو القيامة و الحق و الحياة .. نحن كما يقول الانجيل نتالم معه لكي نتمجد معه .. و وعدنا بالحياة الابدية .. وعود كثيرة .. و منها .. ما لم تره عين او سمعت به اذن ما اعده الله للذين يحبونه .. و قال لنا ايضا .. في العالم سيكون لكم ضيق ( كل ما ذكرته و اكثر ) ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم .. تحياتي لحضرتك علي شعورك الانساني علي ما يعانيه الاقباط .. نقطة اخيرة لو قام اي مصري بتحليل ال .. d.n.a لوجد جدوده اقباط مسيحيين ما لم يكن اتي من خارج مصر

اترك رداً على عهد النعمة إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.