الخميس , مارس 28 2024
صلاح عبد السميع
دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق

نحو تفعيل يوم المعلم العالمى

الدكتور صلاح عبد السميع يكتب للأهرام الكندي

يوم المعلم العالمي، هو يوم دولي يقام سنويًا في 5 أكتوبر.

ولقد تأسس في عام 1994، للاحتفال بالتوقيع على توصية اليونسكو / منظمة العمل الدولية عام 1966

بشأن وضع المعلمين، والتوصية كانت أداة لوضع معايير

تتناول وضع وحالات المعلمين في جميع أنحاء العالم.

ولقد حددت التوصية المعايير المتعلقة بسياسة موظفي التعليم والتوظيف والتدريب

بالإضافة إلى التعليم المستمر للمعلمين وتوظيفهم وظروف عملهم.

الهدف من يوم المعلم


ويهدف يوم المعلم العالمي إلى التركيز على «تقدير وتقييم وتحسين المعلمين في العالم» واتاحة الفرصة للنظر في القضايا المتعلقة بالمعلمين والتدريس.


فعلى سبيل المثال «تمكين المعلمين» كان موضوع عام 2017.

كان هذا هو العام الذي يُحتفل فيه باليوم العالمي للمعلمين بالذكرى السنوية العشرين لتوصية اليونسكو بشأن وضع العاملين في مجال التدريس في التعليم العالي.


وفى عام 2018 تبنت منظمة اليونسكو شعار: «الحق في التعليم يعني الحق في مدرس مؤهل».

وكان هذا يحيي الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) والذي يذكر بأنه لا يمكن إعمال الحق في التعليم بدون مدرسين مدربين ومؤهلين.


ولما كانت منظمة اليونسكو قد أشارت إلى أنه يمكن للجميع المساعدة من خلال الاحتفال بالمهنة، من خلال نشر الوعي حول قضايا المعلم والتأكيد على أن احترام المعلم وتقديره ماديا ومعنوياً.


جميل أن يتم الاحتفال بيوم المعلم على مستوى العالم، والأجمل أن يكون الاحتفال بشكل عملي وليس مجرد كلمات أو أبيات شعر، أو مجرد احياء ذكرى ترتبط بيوم معين خلال العام.


من الجميل أن يكون الاحتفال بالمعلم فعل وليس رد فعل، فعل من خلال اعداده أكاديميا ومهنيا وثقافيا ضمن مؤسسات الاعداد التربوي ، وأن تكون التنمية المهنية مستمرة بعد تخرجه من كليات الاعداد ، وأن يصبح تدريب المعلم عادة يستقبلها المعلم بكل حب ، وإلا يكون التدريب بمثابة عقاب يستشعر المعلم بأنه يملى عليه ، نريد التدريب الذى يبنى المعلم فكريا ووجدانيا وأدائيا ، نريد التدريب الذى يثمر من خلال البرامج الهادفة التي تلبى احتياجاته ، وتحقق له التميز الوظيفي .


من الجميل أن يكون الاحتفال بالمعلم نموذجا يعكس انطباع وتقدير العقل الجمعي على مستوى العالم لقيمة ومكانة المعلم، وأن يكون هناك احتفال حقيقي بالمعلم تشارك فيه القيادات السياسية والتعليمية على مستوى العالم، ويسلط الإعلام الضوء على المعلم، من خلال رصد تجارب التميز في مجال التدريس، واعداد أفلام تسجيلية ترصد رحلات الكفاح والعطاء لمعلمين بذلوا حياتهم من أجل تربية وتعليم الأجيال.


إذا كانت هناك جوائز دولية وعالمية تمنح للفنانين ولاعبي كرة القدم كل عام في احتفالات أسطورية يشهدها العالم اجمع، وتبثها وسائل الإعلام، وتشارك في رعايتها والأنفاق عليها مؤسسات وشركات وهيئات دولية عالمية، فمن حق المعلم في يومه العالمي أن ينال جائزة العطاء والتميز، وأن يسلط الإعلام الضوء على تلك الفعاليات وتنقل الى الرأي العام.

أن الحديث عن يوم واحد في العام للأحتفال بالمعلم على مستوى العالم، يحتاج الى وقفة واضحة للتعرف على آليات هذا الاحتفال، ترى هل تبادل التهاني عبر صفحات التواصل الاجتماعي فقط هو ما يؤشر إلى تفعيل الاحتفال وكفى؟


ان تحقيق الهدف من اليوم العالمي للمعلم، وتفعيل آليات تقدير وتقييم وتحسين المعلمين في العالم، ورعاية مصالحهم والأهتمام بهم صحيا وماديا ومعنويا يحتاج الى ما يلي:


1- ضرورة حرص حكومات العالم على وضع المعلم في مكانته التي تليق به باعتباره هو من يقوم على تربية واعداد القادة في كافة المجالات.


2 – توفير سبل الرعاية المادية والمعنوية للمعلم حتى يتفرغ للتنمية المهنية والأكاديمية، ولكي يؤدى دوره الحقيقي باعتباره يمارس رسالة وليس مجرد مهنة.


3- توجيه وسائل الإعلام والقائمين عليها إلى ضرورة تصحيح الصورة الذهنية لدى الرأي العام عن المعلم، من خلال ما يتم تقديمه عبر الدراما وغيرها من الصور الإعلامية، وأن تظهر وسائل الإعلام معاني العطاء والتميز للمعلم باعتباره هو المربى والمعلم الذي من خلاله تبنى الأمم.

4- تبنى الرؤساء والأمراء والملوك تكريم المعلم عبر مسابقات يتم من خلالها اختيار المعلم النموذج وفق معايير صادقة تعكس جهد المعلم وإخلاصه، ويتم التكريم في يوم المعلم على مستوى العالم في الملاعب الكبرى، ويتم نقلها عبر البث المباشر من قبل وسائل الإعلام.


5 – أن يمنح المعلم امتيازات ضمن الرعاية الصحية، وأن يعطى حصانة القضاة، وأن يمنح المسكن الذي يليق به، وتؤمن له وسائل المواصلات التي تليق به.


6- أن استعادة هيبة المعلم تحتاج إلى إرادة وإدارة جادة على مستوى الحكومات، وأن تباشر المؤسسات الدولية والهيئات ووزارات التعليم مسئولياتها تجاه المعلم اعدادا، ورعاية، وتدريبا، وتوجيها.


7- ضرورة سن قوانين ملزمة تحافظ على حقوق وهيبة المعلم في الداخل والخارج، انطلاقا من أن هيبة المعلم عالمية ولا تخص مكان معين، فأينما وجد المعلم كانت هيبته ومكانته في كل مكان في العالم.


8- وأخيرا علينا أن نرسخ في وجدان الرأي العام أن الاحتفال بالمعلم وتقديره أنما هو طوال العام في كل وقت، وأن الأمم تنهض بوجود المعلم المتميز صاحب المكانة العلمية والمهنية والثقافية.
وللحديث بقية

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.