السبت , أبريل 20 2024
الكنيسة القبطية
محفوظ مكسيموس

الإله المٌشَّوَه

عندما تتأمل بحيادية دون إرتداء عباءة المُنحّاز لدين ما (not biased) لمظاهر شخصيات الإله في الأديان الإبراهيمية ستشفق بالضرورة علي هذا المسكين المدعو “الإله” و ستري جليًا أنه تم تشكيل ملامحه

( characteristics ) بما يتوافق مع البيئة المُتاحة فأصبح الإله يخضع للتشكيل حسب بيئة مريديه فمثلا للتوضيح: نري الإله عند اليهود كان متأثرا تأثيرا بالغا بالذكورية المتفشية آنذاك بل ، وخضع الإله لتلك الأعراف المجتمعية وباركها كقوامة الرجال و نجاسة المرأة و القوة العسكرية لرد الحقوق المُهدرة لليهود حتي علي حساب كل شعوب الأرض!!!

فنراه يضرب المصريين باللعنات و الموت و العقوبات التي تعدت قساوة البشر فقط لأجل فصيل معين بإعتبارهم (خاصته) وغيرهم مجرد كائنات لا قيمة لها و الغريب يا عزيزي أن إله اليهود لم يكتفي أبدا بردع الفرعون الذي أذل اليهود- كما يدَّعون- بل وصل به الأمر بأن يقتل كل بِكر في كل بيت مصري!!

فجعلوه اليهود إلهاً يهوديا منحازا ( deadly biased ) فقط يسعي لحماية شعبا واحدا وحيدا و لا يأبه مطلقا لحياة الشعوب المجاورة ، ولا حتي لخلاصهم فكانت أسمي مهام هذا الإله العظيم أن يحرر (شعبه) فقط من قبضة الفراعنة!!!!

وجاء رجلا صالحا تنويريا ليثور ضد هذا المجتمع بأعرافه الحمقاء و كانت فلسفته سامية حد المثالية ليغير مفاهيم الحب و المساواة و واجه الكتبة و الفريسيين ( رجال الدين اليهودي آنذاك) ولم يتقبل المجتمع اليهودي هذا الإصلاحي العظيم في بلادهم التي تخضع لإله الكتبة والفريسيين

ولكن سرعان ما اعتنقت شعوب غريبة لفلسفة يسوع السامية و مع مرور الوقت جعلوها ديانة و بلوروها أيضا لتتسق مع ثقافاتهم و بالرغم من تحدي السيد المسيح الواضح للكتبة و الفريسيين إلا أن مؤسسي فكرة الدين المسيحي لم يجدوا أمامهم حلولا لإستمرار ديانتهم إلا بإستنساخ كتبة و فريسيين جدد

ومن هنا بدأ تشكيل صفات الإله الذي يناسب أهداف تابعيه، فالمسيح الشرقي في نظر تابعيه متأثرا كثيرا في طقوسهم و عباداتهم بالثقافة الشرقية و الذكورية حتي لو لم ينادي بها في حياته، لكن مريديه الشرقيين لم يستوققهم سمو تعاليمه و تمرده علي الجهل بل شكلوا للقطيع صورة مغايرة و كسوها بلحية و جلباب أسود و جلد ذات و حط للمرأة و سلطوية منفردة لرعاة القطيع تصل حد العصمة.

وعلي الصعيد الآخر نري مسيح الغرب مختلفا تماما فهو لا يعبأ بالطقوس و لا ينشغل بمظهر ثابت ذو جمود لأن الغربيين أيضا طوروا معهم فكرة الإله فكان الدين في العصور المظلمة أشبه بديانات الشرق الأوسط (حاليا)

ولما تداركت الدول الغربية خطورة التمسك بفكرة إدارة الدول بالدين، حدثت طفرة جديدة في تشكيل إله الغرب

ونًحْوه جانبا عن قيادة دولهم و جعلوه قاصرا داخل دور العبادة فقط. و تأثر العرب بفكرة هذا الإله اليهودي الجبار الذي يرفع شأن أمة بعينها و يضعها فوق كل الأمم

فاستحسنت العقلية العربية فكرة قوامة الرجال و تصغير المرأة و تحقيرها كما كان سأئد في مجتمعاتهم و لم يأتوا بجديد فإستوردوا الإله اليهودي بكل صفاته و لكن شكلّوه بما يتناسب أكثر مع طبيعة شبه الجزيرة العربية و ثقافتها و مازال الإله يتشكل طبقا لثقافة المكان و الزمان.

ونظرا لما نشهده من تغييرات سريعة في العالم ( New era) الآن ستتطور معها أيضا صورة الإله من مكان لآخر حسب أجندة مريدي وجود فكرة الأديان التي تساهم بشكل كبير في إدارة المجتمعات علي كافة الأصعدة

( الإقتصاد، معدل الجريمة، التحكم في سلوك الفرد، الحفاظ على ثروات الأغنياء، …..إلخ).

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.