الخميس , أبريل 25 2024
أبونا بيشوى كامل

رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ (أع٢٨:١٥)

حين ترى هؤلاء الثلاثة رعاة القديسين في كنيسة واحدة، وحين تسمع وتُعاين قوة تأثيرهم الممتد من الإسكندرية (حيث نشر مارمرقس المسيحية بتقدمة نفسه ذبيحة) وإلى كل أرجاء المسكونة، علماً وتقوى وتلمذة لمئات الآلاف

ستُدرك معنى عبارة “.. رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ” (أع٢٨:١٥) فحين سكن الروح القدس وإستراح في قلب الأب بيشوي كامل السكندري وإلتهب حباً وغيرة لخلاصه ولتتميم ملكوت الله على الأرض (كما في السماء، كذلك على الأرض) _ فقد أضحت مشيئة الله تتقدمه، وخضع بالكامل لنعمة الله _ فلم تصبح له أهواء خاصة، ولا أفكار منفردة مستقلة عن الله

فقد تلّمذ أجيالاً ومن أبناءه خرج كهنة رعاةً حقيقيين، مُختارين من قبل الله، وإنتشروا في كنائس الإسكندرية حاملين ذات النهج الروحي، بعدما بنى الأب بيشوي عدة كنائس ولاقى الويلات في مقابل ذلك، ثم إنتشروا في الست قارات حاملين شعلة الإختبار.

حين اختار الأب تادرس (زوج شقيقته ماري) ومن بعده الأب لوقا ليعاونوه في أعباء الخدمة والرعاية والتعليم، ستدرك حينها إنهم صناعة الروح القدس واختياره، ليكون ما جاء بسفر الأعمال مُحققاً ومتجلّياً في نموذج إسبورتنج، التي لم تصر كنيسة أرثوذكسية فحسب، بل منارة وجامعة لكل الملتمسين عبادة بالروح وتعليم سماوي نقي ومنهجية آبائية لا تقل عن كنيسة الرسل، بل إمتداد حقيقي لطريقهم ونهجهم الرسولي،

كما كان الرب هكذا كنيسته تشبهه تماماً.

لقد أدرك رجل الله القمص بيشوي كامل، إن إختيارات الرعاة، ليست هي إختيارات الذات، ولا المجاملات، ولا الأحزاب ذات المصالح، ولا إختيارات الهوائية والنفسنة، ولا جماعات بولس وأبولس المؤلهة لأناسها، ولا لأجل ربح قبيح ومكانة إجتماعية، ولا هدفها إقامة المشاريع الاستثمارية وخلط النور بروح العالم المظلمة، ولا غير ذلك

لكنه أدرك أن سر الكهنوت في الأبوة التي تضع حياتها عن الخراف

ومركز إهتمامها خلاص النفس البشرية. لذا كان البار ينسكب في محضر الرب، ويصرخ حتى يختار من بحسب قلبه، لا بحسب الهوى البشري، ويتمخّض ليلد رجالاً يتصور المسيح فيهم ويتمجد بهم ..

وأما عن الثمر، فحدث ولا حرج، ربوات ربوات في كل مكان على وجه الأرض، شهود حقيقيين للرب، ويكمن الفرق في اختياراتنا بيننا وبينهم أنهم اختاروا أن يتقدمهم الروح، وأما الكثيرين فقد إختاروا أن يتقدمون الروح ويخضعونه لأهواءهم وأغراضهم الدنيئة – لم يعد رأى الروح القدس

ونحن بل رأينا_نحن، فهرب الروح تاركاً إياهم، مفارقاً إختياراتهم، قائلاً إذهبوة عني/ إنني لا أعرفكم .. إذ كانوا ضد تدبير ملكوت الله؛ أمامنا المنهجين: الحنطة والزوان، فأياً نختار، ليستقيم الحال، وتنصلح الأحوال؟!”مبارك اسم المسيح إلهنا، المسيح فيكم رجاء المجد” ..

أيمن عريان إعادة نشر _ المرة الأولى ٢٠٢٠/٨/٢٨

شاهد أيضاً

كندا

السلطات الكندية قلقة بشأن البداية المبكرة لحرائق الغابات في كندا هذا العام

كتبت ـ أمل فرج بدأت حرائق الغابات في كندا تشتد؛ حيث  اندلعت عدد من الحرائق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.