الجمعة , أبريل 19 2024
رامي كامل

المجد للمجهولين فى التاريخ القبطي

أن ما بين ايدينا اليوم من تاريخ وأدب وفنون يعود الفضل فى اغلبه إلى هولاء المجهولين حيث كتبوا ووثقوا أمور هامة ولا نعرف بدقة من هم.

أن الوازع المركزى فى العقلية القبطية هى الايثار وانكار الذات وكان هذا جزء مركزى فى الشخصية القبطية على مدار العشرين قرن الماضية ولازال حتى الأن يقدم المجهولين فى الخدمة كل طاقتهم لدفع مجتمعهم الصغير

الأقباط” و مجتمعهم الكبير “مصر” خطوات للامام.لك يا صديقى ان تتخيل أن أهم كتاب قبطى فى تاريخ الأقباط هو “تاريخ سير البيعة” منسوب لأنبا ساويرس بن المقفع فى حين أن الكتبة ظلوا يضيفوا تاريخ كل بطريرك بعد ساويرس على مدار ألف عام تقريبا ألف عام من المجهولين.

إن ترميم الكنائس، و حفظ الايقونات ، وبناء الكنائس، ومنح الأوقاف للأديرة يكون على الأغلب من “خادم الرب المهتم بأمر كذا” لا نعرف من هذا الذى دفع هذه الثروة وحفظ هذا التراث.

الأقوى من هذا ان نجد رهبان يتنكروا لانتاجهم المادى بل و الادبى احيانا فنجد ان متعتهم بعد عملية النسخ ان يتم تجهيل الناسخ “راهب من دير كذا” أو يتم التجهيل النهائى بأن يسكت عن أسم الناسخ نفسه.

وحتى الأن نلاحظ أن مستويات التجهيل “الاختيارى المتعمد” يصنف على عدة طبقات.

اشخاص نعرف اسمائهم ولا نعرف سيرتهم ، أشخاص نستنتج اسمائهم ، اشخاص نعرف مواضعهم “دير أو كنيسة كذا” ، أشخاص مجهولين تماما لا نعرف عنهم شئ.

إن قوة الدفع العملاقة التى يديرها هولاء المجهولين رهيبة فهى تقريبا تدير “بالخدمة و انكار الذات” كافة مفاصل الحياة القبطية بل تذهب لابعد من ذلك بالتأثير فى تاريخ وحياة مصر بالكامل.

حتى الأن لم يتجرأ باحث واحد على سبر غوار هولاء المجهولين وأن كنت أكتب هذه الورقة فما هى إلا دعوة لى

ولغيرى لتقفى آثرهم و فهم ميكانيزم الحركة الاجتماعية القبطية بصورة أعمق لفهم كافة أبعاد “قضيتنا القبطية” كتبت فى سجن طرة ٢٨ ديسمبر ٢٠٢١ من أوراق السجن

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.