الخميس , أبريل 25 2024
مختار محمود

مختار محمود يكتب: رسالة أخيرة إلى “نوار” قبل الرحيل

أتى رئيس الإذاعة الحالي “محمد نوار” مشكورًا بما لم يأتِ به الأوائل؛ ففي عهده تم تجميد اثنين من قراء القرآن الكريم لأسباب متباينة، وهذا -لو تعلمون- عظيم. السابقون لـ”نوار” لم يصنعوا صنيعه؛ بل إن منهم –كما ذكرنا آنفًا- مَن تواطأ خوفًا وطمعًا، وأحيانًا صمتًا- في تمرير أعداد هائلة من القراء معدومي الحفظ والموهبة، حتى وصلنا إلى هذا المستوى المتدني والرديء في عوالم التلاوة، بعدما كان يُقالُ قديمًا: “إن القرآن نزل في مكة وقُريءَ في مصر”.

أعلمُ يا أستاذ “نوار” أنك تقترب –بكل أسف- من سن المعاش، ولكنك –رغم ذلك- تمتلك فرصة ذهبية لأن تصدر قرارًا سوف يُخلده لك التاريخ ويُسطِّره بحروف من ذهب، وإن لم تملك إصداره منفردًا، فيمكنك أن تُسهم في استصداره بحُكم منصبك.

كما تعلمُ يا أستاذ “نوار”، من واقع خبرتك الممتدة عبر أربعة عقود، الأساليب والطرق غير اللائقة التي تسلل من خلالها مئات القراء غير النابهين الذين أفسدوا دولة التلاوة المصرية وقوَّضوا دعائمها وشوَّهوا حاضرها بأصوات باهتة متشابهة، حتى غدت أثرًا بعد عين، وفي فيديوهاتهم المتداولة عبر الفضاء الإلكتروني عِبرة وعِظة وأسف وأسى.

أمَّا القرار الذي يأمل كثيرون –وأنا أحدهم- أن ينتفض “نوار” لإصداره أو استصداره فهو إعادة اختبار جميع القراء الذين تم اعتمادهم في غفلة من الزمان خلال العقدين الأخيرين على الأقل أمام لجنة استماع حقيقية، لا تأتيها الشُّبهات من بين يديها ولا من خلفها ولا من أي اتجاه، والشبهات كثيرة ومتعددة ومتنوعة ومخجلة يا أستاذ “نوار”، ويتحاكى بها الركبان.

تستطيع يا أستاذ “نوار”، بحُكم غضبتك في كل مرة من أجل كتاب الله تعالى، وبحُكم تاريخك المشرف، وبحُكم موقعك الوظيفي، وبحُكم علاقاتك المتشعبة،

وبحُكم وجود قطاعات رسمية لا تزال تصون حُرمة القرآن الكريم ولا ترتضي إهانته بهذا الشكل غير المسبوق، أن تُصدر أو تستصدر مثل هذا القرار التاريخي؛ حتى تعيد إلى دولة التلاوة المصرية بعضًا من وقارها المفقود، وتُطهرها من هذه الفوضى العارمة التي اجتاحتها، وجعلتها إلى “سوق العوالم” أقرب! لعلك تعلم –يا أستاذ نوار- أن معظم القراء المُعتمدين إذاعيًا خلال العقدين الأخيرين لم يتموا حفظ كتاب الله تعالى، ومنهم مَن لا يحفظ سوى أرباع متناثرة، إن التأمت لا تُكمل ثلاثة أجزاء، وقد ظهر ذلك من خلال أداء قراء الفجر الذين يُخطئون ويلحنون ويرتبكون رغم قراءتهم من المصحف؛ فضلاً عن عدم إلمامهم بفنون وأحكام التلاوة، كما جاء في حيثيات القرار الأخير يوقف القاريء المتراقص.

نأمل من أستاذ “نوار” أن يُزين مسيرته المهنية بالتمكين لمثل هذا القرار أن يُبصر النور في وقت قريب، وأن يتم تفعيله دون استثناء وبعيدًا عن المجاملات الرخيصة التي أفسدت كل شيء داخل “ماسبيرو”، وأن يكون مشمولاً بإصدار لائحة جديدة تتضمن شروطًا صارمة لمن يتم قبولهم وتمريرهم في قادم المواعيد..

افعلها يا أستاذ “نوار” ولا تخجل ولا تخف ولا تتردد؛ فالله تعالى تعهَّد بأن ينصر مَن ينصره.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.