السبت , أبريل 20 2024
أيمن عبد الجواد

باختصار”ما كنش العشم يا صلاح”!!!.

زمان وخلال فترة الثمانينيات والتسعينيات انتشرت “هوجة” اعتزال الممثلات وزواجهن من أثرياء عرب بعد إرتداء الحجاب أو الإتجاه الى تقديم الدروس الدينية لتعليم السيدات أمور الدنيا والدين والإعلان الصريح عن تحريم الفن.

كل هذا مقبول وليس به أي مشكلة بإعتبار أن الأمر يمثل حرية شخصية، كما أنه لا يوجد شخص يمكنه أن ينتقد انسانة لأنها التزمت دينياً سواء كانت من الشهيرات أو غيرهن بشرط ألا يكون الموضوع مجرد لافتة وعلى خلاف مايبدو عليه وهناك في الكواليس من يحرك الأمر لأسباب يعلمها الله وحده، والدليل أن عدداً كبيراً من الفنانات عدن كما كن بعد أن انفض مولد تمويل اعتزال النجمات.

تلك الحكاية القديمة ليست موضوعنا والشاهد الذي أريد الإستدلال به أن هؤلاء الفنانات أصبحن وقتئذ قبلة للمريدين وتحولن الى فقيهات يقدمن الدروس الدينية وحلقات العلم وهو أمر كان يمثل لغزاً حقيقياً، بإعتبار أنهن لسن مؤهلات لهذا الأمر وفاقد الشيء لايعطيه والشهرة وحدها لاتعطي “النجمة” الحق في الحديث فيما لا تعلم.

الجماهير في بلادنا تضع النجم في مرتبة ومكانة مختلفة بعيداً عن مجاله سواء كان فنياً أو رياضياً، وهي الإشكالية التي يعاني منها البعض في تعاملهم مع نجمنا محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي حيث يصرون أن ينصبونه رمزاً دينياً أو حتى سياسياً وهو ليس مؤهلاً لهذا أو ذاك.. انه مجرد لاعب كرة.

صحيح أن ” محمد صلاح” قدم نموذجاً محترماً للاعب والشاب المصري بشكل عام وبات قدوة حقيقية لأبنائنا بجدارة لعدة أسباب في مقدمتها أنه شاب مكافح بدأ حياته من الصفر وجاء من الريف وظل ينحت في الصخر حتى وصل الى قمة المجد والشهرة.

السبب الثاني أنه لم ينفصل عن مجتمعه ويحرص على تقديم المساعدات بصفة دائمة للمجتمع الذي نشأ فيه خاصة أهالي بلدته “نجريج” بمحافظة الغربية سواء للمؤسسات والجمعيات الخيرية أو للأشخاص.

والسبب الثالث أنه لم يذب في ثقافة الغرب مثلما حدث مع غيره من النجوم العرب والشرقيين، بل ظل على العهد يمثل الشاب المصري المتواضع ابن الطبقة الفقيرة الذي كان يأكل الكشري وينام أسفل مدرجات ملعب المقاولون العرب.

وليس ذنب محمد صلاح أن البعض يصر على وضعه في مكانه ليست مناسبه له مثلما حدث مع نجمات الفن في مرحلة الثمانينيات

محمد صلاح

فهو أولاً وأخيراً يعيش في أوروبا ومن ثم فمن الطبيعي أن يعايش مجتمعه حتى لا يلفظه خاصة في الأمور المباحة، مثل المشاركة في المناسبات المختلفة وهو الأمر الذي أحدث حالة من الأخذ والرد على مواقع التواصل الإجتماعي وقيام بعض الجماهير التي نصبت نفسها وصياً عليه بتوجيه عبارات وانتقادات من نوعية “ماكنش العشم يا صلاح” بل وصل الأمر الى حد توجيه اتهامات باطلة بأنه تاه وذاب في حياة الإنجليز!!

ومن الضروري تذكير هذه النوعية من الجماهير التي تنتقد صلاح على طول الخط ولا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، بأنها هي بذات نفسها التي سبق

وأشادت بالأجانب الذين عاشوا في مصر وانخرطوا في الأنشطة الإجتماعية مثلما كان يفعل “مانويل جوزيه” المدير الفني الأشهر للنادي الأهلي والذي تعلقت به قلوب الجماهير المصرية لمشاركته في الأنشطة الخيرية ومساعدة المحتاجين من خلال المؤسسات الطبية والإجتماعية.

نفس الأمر بالنسبة للسفير البريطاني الأسبق الذي كان يعشق حياة المصريين، يأكل الكشري ويجلس على المقاهي ويذهب الى مولد السيد البدوي، ولم ينتقده أحد رغم الكراهية التاريخية لبلاده المحتلة.

محمد صلاح” نجم كبير لكنه مجرد لاعب كرة وليس مطلوب منه أن يكون عالم دين أو زعيماً سياسياً، دعوه يعيش حياته بالطريقة التي يريدها طالما التزم بالسلوكيات التي تجعلنا نفخر به وتجعله سفيراً فوق العادة لشبابنا.

أيمن عبد الجواد

aymanabdalgawad@yahoo.com

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.