لا أتذكر المرة الأولى التي تعرفت فيها على الأستاذ يحيي قلاش، لكن ما أتذكره جيداً أنه كان الأول حضوراً والأكثر تأثيراً ،والأكثر تواضعاً والأكثر إلماماً والأكثر إنصافاً والأشرس دفاعاً والأكثر جرأة ، والأكثر هدوءاً ، والأقوى تفاوضاً ، والأدق معلوماتً والأكثر انضباطاً والأرقى أخلاقاً في كل القضايا التي عاصرتها منذ دخولي مهنة الصحافة ، وفي كل الأزمات التي عاصرتها مهنياً ونقابياً.
وخلال كل المواقف والأزمات، كانت مرجعيته دائما وأبدًا هي الضمير. لا يشغله خسارة أقرب المقربين طالما كان ظالماً أو آكلاً للحقوق، ولا يشغله خسارة مصدر دخله طالماً كانت المساومة على حريته مهنته وكرامة نقابته.
وعندما قررت خوض تجربة انتخابات نقابة الصحفيين لأول مرة كنت مهتماً قبل إعلان ترشحي بدراسة كل الملفات ومراجعة الميزانيات ومعرفة القوانين والقرارات، كان مرجعيتي النقابية التي أركن إلى رأيها السديد هو الأستاذ يحيى قلاش.
لم يبخل بنصيحة ولا وقت ولا مجهود.
لن أتحدث عن مناقسبه ولن أحكي عن مواقفه، فالجميع يعلمها.
يحظى باحترام وتقدير المختلفين معه قبل المتفقين.
لم تغرِه المناصب ولا الشهرة، بل زادته حكمة وصبراً وتواضعاً.
لم يتكسب من عمله النقابي بل دفع أثماناً باهظة. لهذه الأسباب وغيرها، أحب هذا الرجل، أحب هذا الإنسان.
النقابي كما يقول الكتاب الأستاذ يحيى قلاش.. دمت أستاذاً ومعلماً وقدوة لي ولكل الأجيال.
يحيي قلاش نقيب الصحفيين يحيي قلاش نقيب الصحفيين