الأربعاء , أبريل 24 2024
الكنيسة القبطية
خيانة يهوذا الإسخريوطي للسيد المسيح

يَهُوذَا الإِسخَريوطيّ: بين خيانة السيد المسيح وإغراءات اليهود!

د.ماجد عزت إسرائيل

خيانة يَهُوذَا الإِسخَريوطيّ للسيد المسيح كانت أول خطوة اتخذها اليهود في فلسطين لتقديم السيد المسيح للمحاكمة؛ سواء كانت هذه المحاكمة أمام المحاكم الدينية(اليهودية) أو المحاكم المدنية (الرومانية).

كما أن التاريخ الإنساني لاينسى هذه الخيانة التي قدمت بريء  للموت عن طريق الصلب، وأيضًا كانت الخيانة مؤلمة للإنسانية حيث وصلت بإن التلميذ يسلم معلمه ظلماً من أجل ثلاثين من الفضة. كما أن هذه الخيانة لم تكن وليدة الصدفة لأنها مرت بمرحلة تخطيط من خلال اتفاق بين يَهُوذَا واليهود(إنجيل متى26: 14-16).

وأيضًا بمرحلة تنفيذ أي تسليم السيد المسيح لليهود في بستان الزيتون(إنجيل لوقا 22: 48).

فشخصة يَهُوذَا تمثّل انفصالاً واضحًا بين الوجود والظهور، بين التبعيّة والخيانة،بين المَعَ والضّد.وهنا نؤكد على أن إغراء اليهود ليَهُوذَا بالمال لأن فشلوا في إلقاء القبض على السيد المسيح.

وأيضًا لأنهم كانوا يعشون حالة من الخوف والرعب بسبب تعاليم يسوع أو مجرد ذكر اسمه.

لذلك دبروا المؤامرات للتخلص منه سواء كان عن طريق التضحية بالمال، أو تجنيد أحد تلاميذه عن طريق استخدامه كهيئة استخباراتية لجمع كل المعلومات التي تخص تحركاته، ولم يكتفوا بذلك بل طعنوا في معجزاته، وشككوا في كل تلاميذه ومريديه.

 وهكذا، محاكمة السيد المسيح يتحملها تلميذه الخائن  يَهُوذَا الإسخريوطي فبقبلة منه سلمه. مع العلم أن هذا الخائن الذي سلَّم الرب للآلام، لم ينتفع شيئًا من خيانته، بل أصابه ضرر بالفعل، إذ قيل عنه”إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!».” (مر14: 21). وأنظر أيضًا(مت 24:26؛ لو 22:22).

فثِمار عمله لا ترتد إليه حسب ما جاءت به من نتائج فعليّة، بل حسب ما أراد هو واِعتقد.

  ومن الجدير بالملاحظة أن مصطلح «قبـــلة يَهُوذَا» أو «اليهـــوذيات»؛ ظهر على شاكلة خيانة يهوذا للسيد المسيح، وأصبح هذا المصطلح يستخدم للإشارة إلى كل من يخون، أي كان نوع الخيانة سواء كان شخص يخون وطنه أو حزبه  أو شعبه أو صديقه

ومن هنا أصبح« يَهُوذَا الإِسخَريوطيّ» للأسف الشديد مثلا يـُحتذى به في الخيانة! وأكبر دليل على ذلك تراجعت الأسر في كل أنحاء العالم عن اِتِّخاذ إسم « يَهُوذَا» ليطلق على أولادهم، لأن هذا الْاِسْم  عندما يذكر يكون مقرونًا بالخيانة.

شاهد أيضاً

الحرحور والجحش وحمار الحكيم…

الذكريات كتاب مفتوح ووقائع مازالت تحيا فى القلوب وبقاياها يعشش فى العقول ، وعندما نسافر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.