الجمعة , أبريل 19 2024
خالد محمود

خالد محمود ما حدث في السودان كارثة ويحذر من القادم

حذر الصحفي المصرى خالد محمود المتخصص بالشأن السوداني على صفحته الشخصية مما يحدث بالسودان قائلا

ما حدث في السودان كارثة…لكنه رغم كل شيء و حتى اللحظة أشبه بحريق تنحسر اثاره داخل منزل …بينما المصيبة الكبرى تحوم حوله في التالي

أولا أن يمتد زمنيا ..فلا ينتهي أو يحسم خلال ساعات أو أيام في أي اتجاه فيصبح حالة ليبية أو سورية

ثانيا أن يمتد جغرافيا فينتقل إلى مناطق أخرى في السودان.

ثالثا أن يدخل الشرق بميناءه وتعقيداته على الخط

رابعا أن يتحول لحرب إقليمية بالوكالة

خامسا أن تتورط مصر بشكل أو آخر في الحرب

سادسا أن تصبح اي قوى سياسية أو أي حركات جزء من المشكلة وأن يغادر اي طرف سوداني نقطة التوازن الدقيقة في تقييم الحرب.

نحن لا نملك إلا أن نظل في منطقة الدعاء ..أن ينتهي الحريق داخل منطقه ومنطقته …وأن تنحصر المعركة باطرافها حتى تنتهي

ماذا يجري في السودان ؟

الاشتباكات المسلحة التي وقعت صباح اليوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كانت متوقعة ولم تكن مفاجئة ، وكل الدلائل والمؤشرات خلال الاسبوع الماضي كانت توحي بأن الصدام بينهما آتٍ لا محالة .

قوات الدعم السريع لمن لا يعلم هي ميليشيات عسكرية تخضع لسيطرة محمد حمدان دقلو ( حميدتي )

وتنتشر في كل الأقاليم السودانية و تسليحها هو المدفعية الرباعية المحمولة على سيارات الدفع الرباعي ، وهي بعكس الجيش السوداني الرسمي تفتقر إلى الأسلحة الثقيلة كالمدرعات وتفتقر أيضا إلى الطائرات الحربية .الصراع بين البرهان وحميدتي هو صراع اثبات النفوذ و السيطرة في المقام الأول ، فالبرهان يريد أنهاء هذه الثنائية

والازدواجية لمن يحق لهم حمل السلاح الرسمي للدولة ، وقد تم مناقشة هذا الأمر من خلال الاتفاق الإطاري بين المكونات المدنية ممثلة في قوى الحرية والتغيير من جهة وبين رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائبه حميدتي من جهة أخرى ، البرهان يريد دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية في فترة زمنية مقدارها سنتين

بينما يريدها حميدتي إلا تقل عن عشر سنوات .الاحداث تصاعدت منذ يومين حين تم حشد مزيد من قوات الدعم السريع إلى محيط العاصمة السودانية الخرطوم ، وإلى مطار مدينة مروي والسيطرة عليه .الحالة الآن ضبابية وغير محددة المعالم فكل طرف من الأطراف يدعي انه حقق انتصارات ضد الطرف الآخر

والانفجارات وأصوات الرصاص تهز العاصمة وضواحيها كما تفيد الأخبار الواردة من هناك بالصوت والصورة .تليفزيون السودان الرسمي خالٍ من النشرات أو شريط الأخبار لا يذيع الا الاغاني الوطنية بلا اي تعليق يفيد الانحياز لهذا الطرف أو ذاك .عسكر السودان هم أساس هذا التدهور غير النهائي في كل مناحي السودان ، فمنذ الاستقلال عن الحكم الثنائي ( الإنجليزى – المصري ) في أواخر الخمسينات من القرن الماضي وحتى الآن ، لا يكاد هذآ البلد يفلت من انقلاب عسكري يبشر الجنرالات في بداياته بأنهم ما قاموا بحركتهم المباركة إلا من أجل عيون الشعب السوداني ، إلا ويستيقظون على صوت إنقلاب عسكري آخر يبشر جنرالاته أيضا انهم ما تحركوا إلا لإنقاذ الشعب السوداني من ظلم العصابة السابقة .

ولا يستثنى من هذا الأمر إلا الفريق عبد الرحمن سوار الذهب الذي وعد فاوفى ، وأعاد السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة بعد عام واحد كما وعد في بداية إنقلابه على حكم جعفر النميري .

وهكذا يعيش الشعب السوداني في هذا العبث اللا نهائي ، مضطرا للهجرة والشتات في كل بلاد الجوار ومحروما من خيرات بلاده ، علما بأن هذه الخيرات كفيلة بجعل السودان من أغنى الدول لو أُحسن استغلالها لصالح هذا الشعب الطيب .اللهم احفظ اخوتنا شعب السودان من الفتن واحقن دماءهم واصلح ذات بينهم .

شاهد أيضاً

التحقيق مع مسئول بالجمارك ..ثروته تتخطي ال 200 مليون جنية

حصلت “ذات مصر” على وثائق ومعلومات من مصادر قضائية بارزة، تكشف عن قيام جهاز الكسب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.