الأحد , أبريل 28 2024
الكنيسة القبطية
محفوظ مكسيموس

هل لي أن أسألك يا الله؟!

معظم الديانات جعلت منك حكرا لهم و لغيرهم أكدوا الضلال و الهلاك فهل لي أن أسألك عن رؤيتك لهذه الأحكام

وكيف تراها من منظور أنك كُلي الرحمة و مصدر الحب؟! فما ذنب البشر الذين فرض عليهم التواجد الجغرافي دين بعينه أو عقيدة ما يراها البعض أنها ضلالة ؟! و ماذا عن هؤلاء المساكين الذين فارقوا الحياة فقط منذ ٢٠ عاما

وفي هذا الوقت لم يوجد تواصل إجتماعي و تبادل ثقافي و حتي وسائل البحث كانت قليلة و باهظة التكلفة آنذاك؟! هل هؤلاء ستحاسبهم أيضا علي فقرهم و جهلهم و عدم قدرتهم علي البحث؟! و ماذا يا سيدي عن هؤلاء الذين ولدوا في بيئات تسيطر عليها المجاعات و الأمراض ولا يمتلكون من رفاهية الحياة سوي تطلعهم لرغيف يسد رمقهم عوضا عن أن يأكلون صغارهم من أجل البقاء ؟!!!!

هل ستسحق ما تبقي منهم من أشلاء لأنهم لم يبحثون عنك و يعرفونك ؟! وهل يا سيدي لو عرفوا أنك موجود ستغفر لهم تجديفهم لإسمك و حنقهم عليك بإعتبارك من جلبتهم لهذه الحياة البائسة ؟! هل ستتغاضي أيها الإله عن كراهيتم الشديدة لك بإعتبارك إله سادي يستمتع بمذلتهم هكذا؟؟!!!

هل لي أن أسألك سيدي عن مصائر الرضع و من هم دون السن من كل الديانات وكيف يجتهد أصحابات المعتقدات في تفسير هذا؟! يا سيدي لقد حطموا براءة أطفالك و تم توزيعهم جغرافيا بعد موتهم حسب معتقدات والديهم أهذا يرضي عدلك أيها الإله؟!!!

هل يا سيد لك شعب مختار؟! وعلي الآخرين ستصب جام غضبك كما يروج أصحاب الديانات جميعا ؟!

هل هذا يتناسب مع صاحب العدل المطلق ؟! هل تسر قلبك الطقوس المكررة و العبادات المحفوظة والأصوام التي لا تتعدي الجوع الإختياري و حسب ؟!

هل مصدر الكمال يسعد بأشياء من هذا القبيل؟!

وماذا عن هؤلاء الذين لم يختاروا أن يصوموا إرضاءً لك ولكنهم ماتوا جوعا لأنهم فقط ولدوا في مكان يسيطر فيه الجوع كإله؟!!!!

هل لي أن أتجرأ و أسألك يا سيدي : هل أنت راضِ علي أصحاب الديانات الذين شوهوا إسمك و جعلوا منك إلهاً عنصريا ضيق الأفق مسبب البلايا و جالب الأوبئة ؟؟!!!!

هل أنت تحب الإنسان ( كله ) أم تفضل واحد عن الآخر؟ و إذا كنت هكذا لماذا لم تفرض ديناً واحدا منذ الأزل؟

وأخيرا سيدي دعني أسألك بكل شغف: هل أنت يا سيدي تحب فكرة الأديان؟؟!!!

هذا الحوار كُتب يوم ١٠ أغسطس ٢٠٢٠ ( إعادة نشر)

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.