الخميس , مارس 28 2024
Wageh gerges
د. وجيه جرجس

اللُّغة الشَّبابيَّة الجديدة بين الواقع والهروب والتمرد

إختيار الشباب ثقافة ولغة خاصة بهم هو تمرد على النظام الاجتماعي، لذلك ابتدعوا لونا جديدا مغايرا من الثقافة لا يستطيع أحد فك رموزها غيرهم.

نراها مهيمنه بقوة على مفردات اللغة المتداولة بين الشباب على مواقع الإنترنت والمدونات وغرف المحادثات.

وقدراتها على التواصل لما تتميز به من وجود عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب.

وجود تلك المفردات والتعبيرات اللغوية نتيجه شعورهم بالاغتراب لديهم يدفعهم للتمرد على النظام الاجتماعي وتكوين عالمهم الخاص بعيدا عن قيود السلطه الأبويه .

ولعلّ من أهم مميزات هذا الأسلوب اللغوي استخدام الأرقام لتعويض الحروف العربية غير المنطوقة في اللغات الغربية. للاسف الشديد لغه الفرانكو الأكثر استخداما بين الشباب.

يفضل الشباب “الفرانكو اراب ” ويجدونها ملائمه لهم ويلجئون إليها لأنها في نظرهم لغه العصر وسريعة الاستخدام غنيه بالرموز والحروف والأرقام الدال على مغزى كلماتهم ،تنتشر “ابجديه الفرانكو” بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي ، وتنتشر بين الشباب ومن وجهة نظرهم من يتحدث غير العربية فهو مثقف!

لقد ابتعدوا عن لغتهم الأم واستخدموا غيرها من اللغات اللاتينية ومنها “الفرانكو” وأصبح منهم من يتخذها طريقة للمزاح ويقوم الشباب بالكتابة بها في تطبيقات التواصل الاجتماعي.

الفرانكو ارب” مجموعة من الرموز والإشارات والأحرف تم المزج بينها للتواصل، وسيلة للتواصل وليس لها أي أساس أو قواعد لذلك لم تستمر طويلا.

ونلمس نوع من شبه التوافق العام لدى مستخدمي تكنولوجيا التواصل الرقمي في المنطقة العربية على أن يصير الرقم 2 على سبيل المثال مترادفًا للهمزة، والرقم 3 مترادفًا لحرف العين، حرف العين برقم ثلاثه,

حرف الشين برقم اربعه, حرف الخاء برقم خمسه, حرف الحاء برقم سبعه ،وحرف الغين برقم ثمانيه ومن أشهر الكلمات الشائعة في (الفرانكو)- صباح الخير saba7 el 5eir.

وعبارة: إن شاء الله، باللغة العربية، و”In Sha2a Allah” بـ “الفرانكو أراب” أمثله على الاختصارات Yup=yes,/Btw=by the way/wanna=want/،انت=u, شويه وارجعلك=Brb,/ شكرtnk=Thank/bro=brother وغيرها.

وكأنه قاموس شبابي خاصّ جدًّا من عيّنة: “حطيت إيدي على البالف”، “ادعك في الفانوس دلوقتي”، “كبّر الجمجمة”، وغيرها صارت بعض المصطلحات والعبارات الإنجليزية، مثل “بليز” please و”أوكي” OK و”هاي” HI، ولول “Lol” متكررة بوتيرة كبيرة في جميع أشكال التخاطب الحديث بين الشباب العربي، ولم يعد مُستغربًا أن تجدها مكتوبة بحروف عربية، فالاختباء وراء هذه اللغة والمفردات ليس الا أسلوباً للهروب والهجرة خارج أسوار المجتمع.

بل والتباهي باستخدام وكتابه بعض المصطلحات الأجنبية أ، إضافة إلى تردي التعليم الجامعي الذي لا يهتم أصلا باللغة العربية، وصولا إلى الدراما العربية وما تقدمه في المسلسلات والأفلام من ألفاظ شاذة.

والسخرية من متحدث اللغة العربية الفصحى ،ويرجع السَّبب في انتِشارها ضعْف الوازع الدّيني، وتغْييب معنى الهدف والغاية، وكذلك الاغتِرار بكلّ ما هو غربي، والاعتِقاد بأنَّ الثقافة الغربية هى، الدراما والافلام والمسلسلات فالإعْلام له دَور أيضًا في تَمييع الشَّباب، من خِلال تَمثيل صورة البطل على أنَّه الشَّابّ “الروش” المعاكس للفتَيات النَّاطق بالكلِمات الخبيثة، والَّذي يتحدَّث لغة سفيهة، هو البطل، للاسف الشديد الفضائيَّات العربيَّة نجحتْ لِلأسف في فرْض هذه الأعمال وغيرها كمادَّة شبه يوميَّة،

فى ظل ضعْف الوازع الدّيني فى المجتمع لذا تسللت تلك المفردات على شاشات المشاهد العربي بشكْلٍ عامّ، ومنه الشَّباب بشكْلٍ خاصّ، ما يفسّر إلى حدّ كبير انتِشار هذه اللُّغة على ألسِنة الشَّباب في أرْوِقة “الكوفي شوب” والمنتديات، وتردّدها أفلام هابطة.

اللمبي وعوكل إلى جانب السيل الهابط من الأغنيات وغيرها،لأنه يتربى على ثقافة لا تشبهنا، وليست ثقافتنا، وعلى عادات ليست عاداتنا، يجب تعليم و تربية الأبناء منذ الصِّغَر، على حب اللغه العربيه التَّربية الضميريَّة، والرقابة الدَّاخليَّة،، وتفْعيل دور المدرسة والجامعة الحقيقى في تصْحيح وتنقية اللغه العربية من الألفاظ الدخيلة عليها،من أهداف الحروب في العالم العربي، إضعاف اللغة العربية، وهو ما استطاع العدو أن يصل إليه، وذلك عن طريق هذا الجيل

إذ قام بإدخال أفكار وعادات وتقاليد مصدرة لنا من الخارج عبر المسلسلات المدبلجة باللغة المحكية، وليست العربية الفصحى.

يجب استغلال وسائل الإعلام والأساليب التكنولوجية والتقنيات الحديثة في تعريف الشباب باللغة بالتحدث باللغة العربية الفصحى.

وإطلاق المزيد من المبادرات للتحدث بها امثال مبادرة وزارة الهجرة المصرية التي تم إطلاقها مؤخرا تحت عنوان “اتكلم عربي”،فاللغة كما الموسيقى والأعمال الفنية، تشكل إرث الشعب، وتدل على هويته وثقافته،كأجيال أكبر.

لم نعد نشعر سوى بالطاقات السلبية والدمار والموت والفقر والمشاكل الاجتماعية، فى عالمنا العربي ما يدفع الشباب إلى التوجه نحو المسلسلات الأجنبية ومتابعتها بشغف للتخفيف مما يعيشونه من ضغوط اجتماعية واقتصادية.

Wageh gerges
ا.د وجيه جرجس كاتب وناقد مسرحى.

هنا، الخطورة في الأمر يكمن في أنَّ الأفكار المسمّمة أحياناً تتسلّل إلى عقول الأجيال الصاعدة, فاللهجة السائدة بين الشباب ما هي إلا انعكاس للمرحلة المتردية التي تعيشها المنطقة العربية من تغريب وتقليد وتأثر بالنموذج الغربي في الحياة، طغت بصورة ملفتة على أحاديثهم وباتت تقلد من قبل الشباب وتنتقل بصورة صاروخية إلى الأسر متسللة إلى الأفلام والمسلسلات كأسلوب يتكئ عليه البعض في التعبير عن مبتغاهم وشخصياتهم .

تحمل تداعيات تهدد مستقبل الأمة، ومستقبل جيل الشباب.

لقد أعطت الفرانكو أرب جرأة غير طبيعية للأبناء على الآباء، وهو ما أدى إلى الفوضى الأخلاقية، خصوصا مع تراجع دور الجامعة والمدرسة والجامعة والكنيسة وغيرها من المؤسسات.

يجب أن نبسّط النحو وكيف ننتقى النصوص الأدبية لأبنائنا، وكيف نعيد للغة بهاءها وجمالها.أساس الهوية .

لان الشباب يجدون فى “الفرانكو آراب” مهرباً من أخطائهم الإملائية، متجاهلين اللغه العربيه الهوية والثقافة والتاريخ ونظروا إلىها نظرة دونية، بل هى الأساس وحجر الزاوية الذى نبنى عليها تراثنا وثقافتنا وهويتنا العربيةمع الآخر.

بقلم. ا.د /وجيه جرجس عضو اتحاد كتاب مصر كتاب وناقد مسرحى

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.