الأحد , أبريل 28 2024
مختار محمود

مختار محمود يكتب : قرود “جورج أوريل” “

السياسيون في العالم كالقرود في الغابة، إذا تشاجروا أفسدوا الزرع، وإذا تصالحوا أكلوا المحصول”.. حكمة منسوبة للروائي البريطاني جورج أورويل الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، حيث عاش بين عامي 1903-1950.

أبدع “أوريل” العديد من الروايات المهمة التي تركت بصمة في تاريخ الأدب العالمي، وتُرجمت للغاتٍ عدةٍ منها: اللغة العربية.

ومن أبرز أعماله:

“الحنين إلى كاتالونيا”، و”الخروج إلى الهواء.

أما أكثر أعماله شهرة فهي رواية “1984”.

رغم مسيرته القصيرة نسبيًا؛ حيث عاش 47 عامًا فقط، إلا إن “أوريل” عُرف عنه الوضوح الكامل والتحذير من الظلم وغياب العدالة الاجتماعية، وظل خصمًا عنيدًا للتعسف في استخدام السلطة.

التركيبة النفسية والفنية لـ”أوريل” منحت أعماله زخمًا كبيرًا، ووضعته ضمن أعظم خمسين كاتبًا في بريطانيا منذ العام 1945..بحسب تصنيف صحيفة “تايمز”.

من الإشارات المهمة في كتابات “أوريل” قوله: ” السياسيون في العالم كالقرود في الغابة؛ إذا تشاجروا أفسدوا الزرع، وإذا تصالحوا أكلوا المحصول”، وهي نظرية تتماهى أكثر مع دول العالم الثالث وما تشهده من صراعات وانقسامات.

الروائي البريطاني كان يؤمن بأن “السُلطة ليست وسيلة، بل غاية؛ فالمرء لا يقيم حكمًا استبداديًا لحماية الثورة ، وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادي”، وربما هذا ما دفعه يومًا إلى أن يقول: “إننا ندرك أنه ما من أحد يُمسك بزمام السلطة وهو ينوي التخلى عنها مرة أخرى”، وما جعله يؤمن أيضًت بأن “السياسيين والحكام كالنمل الذي يرى الصغائر ولا يرى الكبائر” .

كان “أوريل” يعتبر كل شيء له صلة بالسياسة، قائلاً: “في عصرنا لا يوجد شيء اسمه بعيدًا عن السياسة، كل القضايا قضايا سياسية”، ومنها جاء إيمانه المطلق بالحرية في أبسط صورها، حيث كتب يومًا: “الحريّة هي حرية القول، إن اثنين واثنين يساويان أربعة، فإذا سُلم بذلك سار كل شيء آخر في مساره السليم”، وكذلك تأكيده على أنه “إن كان هناك أي معنى للحرية ، فهو أن تملك الحق في إخبار الناس ما لا يريدون سماعه”.

إنسانيًا..كان “أوريل” يؤمن بأن “جوهر كون المرء إنسانًا هو ألا يسعى إلى الكمال , أن يكون المرء أحيانًا مستعدًا لارتكاب ذنوب من أجل الوفاء , ألا يصل المرء في زهده إلى الحد, حيث يجعل التواصل الودي مستحيلاً, أن يكون المرء جاهزًا في نهاية المطاف لأن يُهزم ويحكم من الحياة , والذي هو الثمن الحتمي لتثبيته حبه لأفراد بشر آخرين “، مشددًا في موضع آخر على أنه “لا يمكن أن يتواجد الشعور بالسعادة إلا في الشعور بالرضا”.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.