الجمعة , أبريل 19 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

نعم النور الإلهي حقيقة تاريخية

ماجد سوس

في تقليد مبارك أرساه قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني، استقبل قداسته في المقر البابوي النار المقدسة المقدمة من كهنة وخدام رابطة القدس بالقاهرة والتي أرسلها نيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس.

ولكننا فوجئنا ببعض المشككين لا من غير المسيحيين فحسب، بل للأسف من نفر قليل من أبناء الكنيسة الذين راحوا معترضين على استقبال الكنيسة لهذا النور المقدس، ولأن الأمر قتل بحثا فسيكون سردنا تاريخيا مختصرا دون الدخول في الإجراءات التي تتخذها السلطات الإسرائيلية للتأكد من أن بطريرك الروم لا يحمل شيئا يساعد على الاشتعال بعد تفتيش القبر جيداً.

الحكاية بدأت في القرن الرابع حين أتى الملك قسطنطين وأمه ليبحثانِ عن الصليب وعن القبر المقدسان وبعد معرفة صليب المسيح من باقي الصلبان التي وجدت تم وضع ميت عليه والذي قام حين تلامست جثته مع الصليب المحيي.

هكذا أيضا وجد القبر والذي كان قد رُدم مع خراب أورشليم في عام ٧٠ ميلادية.

فقام الملك قسطنطين بتوضيبه وبنى فوقه نصب تذكاري، وبدأ نوراً بهياً ورائحة زكية تخرج من القبر المقدس.

قد أسفرت الحفريات في منطقة أورشليم عن وجود قناديل فخار تعود إلى القرون الأولى، قرب مكان القبر مكتوب عليها: “نور المسيح يضيء للجميع” وقد أشارا إلى هذا العالِم الفرنسي شارل كليرمون Charles Clermont في القرن التاسع عشر، ومن بعده الباحثة الألمانية جودي ماغنيس J. Magness

والتي سطرت في بحثها عن المدينة المقدسة: ” أنه النور، على الأغلب، كان يسطع من الردم الذي فوق القبر، فيضيء قناديل المسيحيين في أورشليم!”.

أما في التقليد الأرثوذكسي هناك كتابات كتبها آباء القرن الرابع الميلادي أمثال يوحنا الدمشقي و غريغوريوس أسقف نيصص وجرجس النسكي ذكروا فيها أن القديس بطرس الرسول شاهد خروج نور من القبر المقدس، كما أن يوسابيوس القيصري أبو التاريخ الكنسي ذكر أنه في سنة ١٦٢م في زمن الأسقف” نركيسيوس” يوم سبت النور لم يجدوا زيت كافي لإنارة القناديل، فأمرهم أن يملئوا القناديل ماءا فأنارت القناديل من تلقاء نفسها”.

هناك شهادات تاريخية عدة للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير (٢٥٧-٣٣١م) الذي بشّر الشعب الأرمني وجعله مسيحياً.

يذكر واضع سيرته حرفياً: “وضع القديس غريغوريوس قنديلاً فوق قبر (حجر القبر الذي سجى عليه الربّ يسوع) المسيح، وتضرع إلى الربّ بصلوات، فاستضاء المكان بنور غير مادي”.

وفي عام 395م زار الملك فيودوسي سراً أورشليم ودخل كنيسة القيامة ورأى اشتعال كل المصابيح. وحين دون الرهبان سيرة القديس ثيوذوروس الساباوي – من دير مار سابا- عام ٨٣٦م كتبوا فيها: أنه ذهب إلى أورشليم قائلا “في يوم السبت العظيم، بعد إضاءة القناديل من النور السماوي”.

أما شهادات العرب والمسلمين فهي كثيرة، منها شهادة الجاحظ سنة ٨٤٨م. الذي كتب: ” إن رهبان كنيسة القيامة في أورشليم يؤكدون أن قناديل الزيت تضاء بدون نار في إحدى احتفالاتهم”.

كما أن المؤرخ العربي المسعودي كان شاهد عيان على حقيقة حدوث المعجزة وقد سافر إلى القدس سنة 926 وقال أنه فى اليوم السابق لعيد القيامة عند المسيحيين اجتمعوا (المسيحيين) من كل الأنحاء في القبر المقدس وقد نزلت النار من السماء وأشعلت شموع الكنيسة و شموع الحاضرين فيها.

شهادة احمد ابن القسا (936 م) الذي كتب: يصلي الناس في كنيسة القيامة ويغلق الحاكم الباب ويجلس بجواره ويظلوا على هذه الحالة حتى يظهر نور مثل نار بيضاء تظهر من كنيسة القيامة ويفتح الحاكم الباب ويدخل ومعه شمعة يضيئها من هذه النار ويخرج بها.

العالم الكبير “أبو ريحان البيروني”، الملقب “بطليموس العرب” (973- 1048) يقول البيروني: ” أطفأ المسيحيون مصابيحهم وظلوا في انتظار النار التي تنزل وتضئ شموعهم وقد كتب تقرير إلى الخليفة الذي أمر بإحضار سلكا نحاسيا بدلا من فتيل الشموع، معتقداً ان النور لن يحدث لأنه لن يضئ النحاس لكنها أذابت النحاس.

يؤكد أيضاً الحارث أسقف قيصرية وفي رسالة إلى أمير دمشق العربي سنة 920م، أن عجيبة تحصل كل سنة يوم القيامة: “فيأتي أمير أورشليم (المسلم) ويختم القبر ويبقى بقربه ثم يرتّل المسيحيون في الكنيسة “يا رب ارحم” ثم يأتي نور بسرعة فائقة ويضيء القنديل. كون أن بطريرك الروم هو وحده من يدخل في هذا اليوم أمر لا يجعلنا نرفض المعجزة لمجرد اختلافنا في بعض المصطلحات اللاهوتية، والدليل على ذلك ظهور النور على يد بطريرك الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس البابا بطرس الجولي السابع.

فقد حدث أن الأمير إبراهيم باشا نجل محمد علي بعد أن فتح بيت المقدس والشام سنة 1832 م أنه دعا البابا بطرس لزيارة القدس ومباشرة خدمة ظهور النور كما يفعل بطاركة الروم في كل سنة، فلبي البابا الدعوة ولما وصل فلسطين قوبل بكل حفاوة وإكرام ودخل مدينة القدس بموكب كبير واحتفال فخم اشترك فيه الوالي والحكام ورؤساء الطوائف المسيحية. ولما رأي البابا بحكمته أن انفراده بالخدمة على القبر المقدس يترتب عليه عداوة بين القبط والروم اعتذر، لكن الأمير طلب منه أن يشترك مع بطريرك الروم في الصلاة هذا العام وأن يدخل معهما هو أيضا إلى القبر المقدس وحين انبثق النور من القبر ارتعب الباشا فأسعفه البابا بطرس حتى أفاق.

أما الشعب الذي في الخارج فان أحد أعمدة باب القيامة الغربي انشق وظهر لهم منه النور، وقد زادت هذه الحادثة مركز البابا بطرس هيبة واحتراما لدي الباشا وتأكد الشعب القبطي من المعجزة.

في سنة 1187ذهب صلاح الدين الأيوبي ليرى بنفسه هذه المعجزة وحين ظهر النور وأضاء شموع الكنيسة، صرخ مرافقي صلاح الدين “خدعة ” فأسرع صلاح الدين وأمسك شمعة اشتعلت من النار التي نزلت من السماء، فأنهار وبكى وقال: “أعتقد أني سأموت قريبا وسأفقد القدس ” والأمران حدثا.

بركة النور المقدس الذي لإلهنا ومخلصنا وملكنا يسوع المسح تكن معكم يا آبائي وإخوتي. آمين

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

تعليق واحد

  1. واحد من الناس

    عزيزى الكاتب وبعد التحيه …يقول المثل أو سفر الأمثال على ما أظن : لا تجادل الأحمق ….الذى ينكر هذه المعجزه وهى النور المقدس والذى لا يثق فى نفسه وفيما يراه وتنقله وسائل اعلام عالميه فهو لا يستحق الجدال معه ..اتركهم فى حماقتهم وهذات أفضل الحلول . تحياتى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.