الأربعاء , أبريل 24 2024
أخبار عاجلة
الحوار الوطني
نصر القفاص

تحية إلى “يحيى حسين عبد الهادى”!

نصر القفاص

مازلت أذكر مشهد نقابة الصحفيين عندما انفجرت غضبا, لصدور القانون رقم 93 لسنة 1995.. وأتذكر الصديق “يحيى قلاش” وهو يقرأ رسالة “محمد حسنين هيكل” إلى الجمعية العمومية

وعندما وصل إلى فقرة جاء فيها: “إن مصر تعيش أزمة سلطة شاخت فوق مقاعدها” صفق المئات الذين كانوا ينصتون لما جاء فى رسالة “الأستاذ” التى تستحق أن نعود إليها

ورغم ذلك عاشت السلطة التى كانت قد “شاخت” نحو 15 عاما فوق مقاعدها!!كيف.. ولماذا تحمل “الشعب المصرى الشقيق” هذه السلطة لسنوات طالت كثيرا؟

يمكنك أن تجتهد وتقدم ما ترى من تفسيرات للإجابة على السؤال.. لكنك لا تستطيع أن تنكر أن هذا الشعب أكثر حرصا على بلاده, من كثيرين حكموه وتحكموا فى مقدراته.. لأنه شعب يملك قدرة هائلة على الصبر والتحمل.. وبالقدر نفسه ستجده كالبركان إذا انفجر, فى حالة نفاذ مخزونه من الصبر

وعدم قدرته على التحمل.. فكان ما حدث خلال “ثورة 25 يناير” التى أسقطت النظام.. ولعلنا نذكر “مانشيت” الأهرام التاريخى “الشعب أسقط النظام” بعد ساعات من إعلان “حسنى مبارك” تخليه عن المسئولية!!

وقد يذهلك أن الجريدة نفسها كانت قد صدرت قبلها بعدة أشهر بعنوان رئيسى فى الصفحة الأولى “يوم أن ولدت مصر من جديد”.. لتجويد “النفاق” احتفالا بعيد ميلاد الرئيس قبل سقوطه!!

المؤسف أن “الثورة” تحولت بعد ذلك إلى جريمة إرتكبها الشعب!!المؤلم أن رئيس تحرير “أخبار اليوم” كتب مقالا قبل أيام, حمل كل ما لا يمكن تخيله من إهانات للشعب المصرى

لم يتوقف أحد أمام ما حملته “أخبار اليوم” بقلم رئيس تحريرها.. لكن الدنيا وقفت ولم تقعد يوم أن كتب رئيس تحرير “الجمهورية” عن أهل الخليج “الحفاة العراة” واستلزم الأمر اعتذارا – واجبا – للأشقاء الذين يملكون الثروة

ولم يكترث أحد بإهانة شعب متهم بأنه قام بثورة!!

وسط هذه الحالة أذهلنا ما حدث للدكتور “هانى سليمان” عقابا على رأى.. ثم كانت محاولة تكرار الأمر مع المهندس “يحيى حسين عبد الهادى” المتهم بحيازة منشورات فى “زمن الموبايل” الذى يحمل آلاف المنشورات العلنية يوميا.. لنفاجأ بعدها بأن أمر الإحالة لا يتضمن هذه التهمة رغم الإعلان الرسمى بها

والتهمة هى بث ونشر شائعات وأخبار كاذبة داخل وخارج البلاد.. وفق ما ذكره محاميه “خالد على”..والفارق بين الحالتين أن الدكتور “هانى سليمان” صدم الناس بقول الحقيقة مرة واحدة.. أطلقها عارية دون تجميل

كنا لا نعرفه أو نسمع عنه – تقصيرا – عكس المهندس “يحيى حسين عبد الهادى” الذى تعرفه الأغلبية, ومن لا يعرفه يذكر الثمن الذى دفعه فى التصدى لعملية بيع “عمر افندى” المشبوهة قبل ثورة يناير!!

كما أنه استمر مدافعا عما يعتقده بكل احترام, ليتضاعف الثمن الذى استمر يدفعه سجنا لسنوات.. ورفض بعد الإفراج عنه أن يرفع “الراية البيضاء” فاستمر فى قول كلمته بأدب شديد المرارة.. حرص على أن يكتب بهدوء صاخب.. راح يؤذن بما يراه حقا.. تجنب طرق المساومة الملتوية.. سحب نفسه من المشاركة فى “حلقات ذكر” تجمع “دراويش” يقدمون أنفسهم على أنهم ساسة!!

محاولة اصطياد “يحيى حسين عبد الهادى” الثانية.. أسقطها الشعب!!

تابعت الغضب العارم تجاه اتهامه بحيازة منشورات قبل مثوله أمام المحكمة.. أدهشنى التفاف الناس حوله هذه المرة.. حاولت أن أجد تفسيرا للفرق بين الموقف الشعبى فى الحالتين.. يجوز لى أن أجتهد بأن “تهمة حيازة منشورات” فاقت حدود العقل والمنطق, بقدر ما كانت حكاية “يوم أن ولدت مصر من جديد”!!

فضلا عن أن الرجل لم يضبطه أحد متلبسا بغير الشرف والأمانة والصدق والوطنية.. فشلت كل محاولات إضافته إلى “فاتورة الجماعة الإرهابية” وبقى وصمه بأنه “نشر أخبار كاذبة” رغم أنه نشر رأيه فقط

وكلنا نعرف أن المسافة شاسعة بين الخبر والرأى.. كما نعرف أن ما كتبه يعبر بصدق عن الرأى العام, بدليل إلتفافه حوله بغضب لا تخطئه عين.. وإذا كان “نشر أخبار كاذبة” يمثل جريمة

فلماذا لم نعتبر إهانات رئيس تحرير “أخبار اليوم” للشعب المصرى بمثابة أخبار كاذبة؟!نقرأ كل يوم تقارير صحفية, تحملها صحف أمريكية وأوروبية.. منشورة بكل اللغات الحية, تحمل أخبارا ومعلومات لو صحت لكانت كارثة.. دون أن نسمع ردا عليها أو تناولها حتى بالتعليق

أخطر هذه الأخبار التى تنشرها الصحف الأجنبية, هى تلك التى تناولت الجيش المصرى بما يسئ إلى دوره وتاريخه.. وأسوأ ما تحمله هذه التقارير المنشورة بكل لغات الدنيا, هو أنها تتحدث عن الشعب المصرى بأسلوب رئيس تحرير “أخبار اليوم” وتتناوله بأسلوب رئيس تحرير “الجمهورية”

عندما تناول أهل الخليج.. فضلا عن أن ما تتناوله حول القيادة السياسية والحكومة.. وكل ما يتم نشره خارج مصر, يصعب أن أعيد نشره تجنبا للسقوط فى “مصيدة” حيازة منشورات أو تكدير السلم العام وإعادة نشر أخبار كاذبة..

لأننى لو فعلت سأقع تحت طائلة “ناقل الكفر.. كافر”!!الحقيقة أشار إليها “هانى سليمان” وتناولها “يحيى حسين عبد الهادى” فحقت عليهما اللعنة.. أما الذين يحاولون ترويج الكذب, فلهم أن يتصدروا المشهد وينالون نصيبهم من “كعك عيد الإنجازات” الحزين!! فنحن جميعا فى “مأتم الجنيه” لم نعد نملك غير البكاء ولطم الخدود

وإذا سألنا كيف يمكن أن تجعلنا الإنجازات نعيش كل هذا البؤس؟! يمكن أن نقع تحت طائلة القانون, الذى لا يطول عشرات الصحف التى تصدر خارج الوطن!!إعتقادى أن الشعب الذى تحمل “سلطة شاخت فوق مقاعدها” لأكثر من 15 عاما, لا يستحق أن نتهمه بالثورة.. لا يستحق أن نعيد له رموز السلطة التى “شاخت” قبل أن تسقط

وهذا الشعب الذى وجد نفسه أعزلا, فى مواجهة الذين يسخرون منه, بحجة أن دول الخليج دفعت له 93 مليار دولار كما ذكرت صحيفة “القبس” الكويتية و97 مليار حسب “وول ستريت جورنال”

وهى أخبار أكذبها على سبيل الاحتياط تجنبا لمصيدة “المنشورات السرية” العجيبة!!إذا كان مطلوبا من “هانى سليمان” و”يحيى حسين عبد الهادى” وغيرهما أن يقولوا “يوم أن ولدت مصر من جديد” فهذا مستحيل

لأنهما وغيرهما من أصحاب الضمائر, لا يملكون جرأة ووقاحة الذين قالوا “الشعب أسقط النظام” لأنهم يفرحون بارتداء “بردعة” كل نظام!!

شاهد أيضاً

إعتذار إلى اللـه

مقال للفنانه /إسعاد يونس -مع إزدياد الضغوط على الأقباط فى مصر كانت المرارة تزداد داخلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.