الجمعة , أبريل 26 2024
صلاح عبد السميع
دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق

نحو خارطة طريق لتحسين جودة التعليم فى مصر

الدكتور / صلاح عبد السميع

مما لا شك فيه ان هناك فجوة كبيرة بين أهداف التعليم العام ووسائله وأدواته ، ولعل هذا يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه المنظومات التعليمية في مصر، والتي تشهد تحديات كبيرة في مجال التعليم.

ويرتبط هذا التحدي بالفوضى التعليمية المربكة التي تعاني منها المنظومة التعليمية في مصر، والتي تؤثر بشكل كبير على جودة التعليم وتحقيق الأهداف المرجوة.

وفي ظل غياب فلسفة واضحة معلنة وشفافة للتعليم العام، يتم تداول وتنفيذ الخطط والبرامج التعليمية بشكل عشوائي، دون النظر إلى الأهداف الواسعة والشاملة للتعليم، وبالتالي يتم التركيز على الجانب الاستراتيجي للتعليم، وهو قياس وتقويم الطلاب وتحديد مستوياتهم، دون النظر إلى عناصر المنهج المدرسي ومدى توافقها مع أهداف التعليم.

وتؤثر هذه الفجوة بشكل كبير على الجودة التعليمية والتحصيل الدراسي للطلاب، حيث يجد الطلاب أنفسهم مضطرين لتعلم مواد دراسية لا تتناسب مع أهداف التعليم ولا تتوافق مع احتياجات المجتمع، مما يؤثر على مهاراتهم وقدراتهم التحليلية والابتكارية ويقلل من فرصهم في التوظيف في المستقبل.

ويجب على المسؤولين عن التعليم في مصر تحديد فلسفة واضحة وشفافة للتعليم العام، تعكس أهداف التعليم وتتوافق مع احتياجات المجتمع،

كما يجب تحديد سياسات واضحة تراعى طبيعة المجتمع وتراعى طبيعة المتعلمين ، وتنطلق من واقع المجتمع المصرى ، وتكون هناك أسس واضحة  للقياس والتقويم، تتوافق مع أهداف التعليم وتتضمن معايير واضحة للتقييم.

التعليم
التعليم

ويمكن تحسين جودة التعليم في مصر بتحديث المناهج التعليمية وتوفير بيئة تعليمية مشجعة وجاذبة، وتطوير قدرات المعلمين وتحسين تدريبهم، وتقديم الدعم اللازم للطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم، وتشجيع البحث العلمي والابتكار في مجال التعليم.

وبصفة عامة، يجب على المسؤولين عن التعليم في مصر وضع خطة شاملة لتحسين جودة التعليم، تشمل تحديد أهداف واضحة وشاملة للتعليم العام وتطوير وتحديث المناهج التعليمية وتدريب المعلمين وتوفير بيئة تعليمية جاذبة، وتوفير الدعم اللازم للطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم، وتحفيز البحث العلمي والابتكار في مجال التعليم.

ما الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين جودة التعليم في مصر؟

تحسين جودة التعليم في مصر يتطلب جهوداً من المنظومات التعليمية والمجتمع بشكل عام.

وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين جودة التعليم في مصر:

1- تحديث المناهج التعليمية: يتطلب تحسين جودة التعليم في مصر تحديث المناهج التعليمية، حيث يجب تطويرها لتتوافق مع احتياجات المجتمع وتطورات العصر، وضمان توافقها مع أهداف التعليم.

2- تدريب المعلمين: يعتبر تدريب المعلمين أمراً حاسماً لتحسين جودة التعليم في مصر، حيث يساعد على تطوير مهاراتهم التدريسية وتحديث معارفهم ومهاراتهم. ويمكن تحسين التدريب المهني للمعلمين من خلال توفير دورات تدريبية مستمرة وتوفير فرص التدريب العملي داخل الصفوف الدراسية.

التعليم
التعليم

3- توفير بيئة تعليمية جاذبة: يجب أن تكون بيئة التعليم في مصر محفزة ومشجعة، حيث يشعر الطلاب بالراحة والأمان والتحفيز لتعلم جديد.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير مرافق تعليمية مجهزة بالتقنيات الحديثة والمواد التعليمية الملائمة.

4- تشجيع الطلاب على التفكير النقدي والإبداع: يجب تشجيع الطلاب على التفكير النقدي والإبداع، وتوفير فرص لتطوير قدراتهم ومهاراتهم التحليلية والابتكارية، وذلك من خلال توفير برامج تعليمية متنوعة وتحفيزهم على المشاركة في الأنشطة الثقافية والعلمية.

5- توفير الدعم اللازم للطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم:

يجب توفير الدعم اللازم للطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم، وذلك من خلال توفير برامج إعدادية مكثفة وتحفيزهم على التعلم الذاتي وتوفير المساعدة الأكاديمية والنفسية.

6- تحسين سياسات القياس والتقويم: يجب تحسين سياسات القياس والتقويم المتبعة في المنظومة التعليمية في مصر، وذلك من خلال تحديد معايير واضحة للتقييم، وتوفير الدعم اللازم للطلاب لتحسين مستوياتهم، وتشجيع البحث العلمي والابتكار في مجال التعليم.

وبشكل عام، يجب على المسؤولين والجهات المعنية بالتعليم في مصر تحديد خطة شاملة لتحسين جودة التعليم، تشمل تحديد أهداف واضحة وشاملة للتعليم العام، وتطوير وتحديث المناهج التعليمية وتدريب المعلمين وتوفير بيئة تعليمية جاذبة.

التعليم
التعليم

ما الخطوات التي يمكن لأولياء الأمور  اتخاذها لتحسين جودة التعليم في مصر؟

تحسين جودة التعليم في مصر يتطلب جهوداً من المنظومات التعليمية والمجتمع بشكل عام، ويمكن لأولياء الأمور أن يلعبوا دوراً مهماً في تحسين جودة التعليم في مصر

وذلك من خلال اتخاذ الخطوات التالية:

1- المشاركة الفعالة في تعليم الأبناء: يجب على الأهل أن يلعبوا دوراً فعالاً في تعليم الأبناء، وذلك من خلال الاهتمام بتعليمهم ومراقبة تقدمهم الدراسي وتحفيزهم على الإنجاز والتميز.

2- توفير الدعم المادي والمعنوي للأبناء : يجب على الأهل توفير الدعم المادي والمعنوي للأبناء، وذلك من خلال توفير المستلزمات الدراسية اللازمة والتشجيع على النجاح الدراسي والتعلم المستمر.

3- المشاركة في أنشطة المدرسة: يجب على الأهل المشاركة في أنشطة المدرسة والتعاون مع المعلمين والإدارة المدرسية لتحسين جودة التعليم وتشجيع الأبناء على المشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية.

4- توجيه الأبناء للتخصصات المناسبة: يجب على الأهل توجيه الأبناء للتخصصات المناسبة والتي تتناسب مع مهاراتهم واهتماماتهم، وذلك من خلال التحدث معهم وتقديم المشورة والتوجيه السليم.

5- المشاركة في الجهود المجتمعية: يمكن للأهل المشاركة في الجهود المجتمعية لتحسين جودة التعليم في مصر، وذلك من خلال المشاركة في المنظمات التعليمية والتطوع في الأنشطة الخيرية المتعلقة بالتعليم،

كما يمكن مشاركة أولياء الأمور فى تقديم الدعم للمعلم وللمدارس من خلال تأسيس صندوق تنموى يساهم فيه كافة أولياء الأمور ، ويمثل مشاركات تطوعية ، وبالمقابل تضمن لهم تقديم خدمات حقيقية للأبناء من تعليم حقيقى ورعاية تربوية وتعليمية وصحية داخل المدرسة ، وان تتحول البيئة المدرسية الى واحة للنشاط المدرسي الهادف ، علماً بأن هذا الصندوق يجب أن يخضع لرقابة حقيقية لا تسمح بأى شكل من اشكال الفساد أو المحسوبية ،  ويمكن أن يترجم الى شكل من اشكال الوقف الخيرى الذى يعود بالفائدة على المعلم ، كما يساهم فى تطوير المؤسسة التعليمية بمرافقها ، وهذا يعتبر احد اشكال المشاركة المجتمعة التطوعية من قبل اولياء الأمور ، والمجتمع .

6- المطالبة بتحسين جودة التعليم: يجب على الأهل المطالبة بتحسين جودة التعليم في مصر، وذلك من خلال المشاركة في المنتديات والنقاشات المجتمعية وتقديم المقترحات والحلول المناسبة.

وبشكل عام، يجب على الأهل أن يشعروا بالمسؤولية الكبيرة تجاه تحسين جودة التعليم في مصر، وتوجيه جهودهم وطاقاتهم نحو ذلك، فالتعليم هو أساس تنمية المجتمع وتطوره.

ولعل اعداد المعلم اعدادا أكاديميا ومهنيا وثقافيا يعتبر ضمن المبادرات التى يجب أن توضع فى الاعتبار عند وضع خارطة الطريق لمعالجة مشكلات الواقع التعليمى ،ودور كليات الاعداد ومؤسسات التدريب فى تحقيق تطوير حقيقى للمعلمين ، ومن قبل معايير واضحة لإختيار المعلم وفق ما يتفق واخلاقيات المهنة .

وهذا موضوع اللقاء القادم ان شاء الله تعالى .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.