السبت , أكتوبر 5 2024
الكنيسة القبطية
البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني

تاريخ محاولات الوحدة والتقارب بين الكنيسة القبطية والكاثوليكية

أمجد بشارة

1- منذ مجمع خلقيدونية وانفصلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (ومعها الأحباش والسريان وغيرهم) عن باقي كنائس العالم، وبغض النظر عن أبعاد هذا المجمع وأسبابه فإننا سنتحدث معًا عن تاريخ مساعي الوحدة بين الكنيستين من وقت خلقيدونيا في القرن الخامس وحتى يومنا هذا

مع العلم أن مفهوم الوحدة نفسه لا يعني بالضرورة الوحدة الكاملة في نفس الألحان والطقوس والكلمات المستخدمة في الصلوات الليتورجية، ولا يعني الخضوع لبابا روما.. بل فقط يعني رفع الحرومات ووحدة الإيمان

2- بدأت مساعي الوحدة بشكل رسمي مع مجمع فلورنينا فلورنسا 1438-1445، والذي كان الهدف منه التواصل مع الكنائس الشرقية (البيزنطيين والأقباط )، وكان في عهد بابا روما اوجينيوس الرابع، وبابا الأقباط يوحنا الحادي عشر، وحينها أرسل البابا يوحنا وفدًا عن الكنيسة القبطية إلى روما برئاسة القمص أندراوس، والتي تمت الوحدة بالفعل على يدهم وأعلنها البابا أوجينيوس سنة 1442م في كنيسة السيدة العذراء مريم بفلورنسا.

إلا أن هذه الوحدة لم تتم على أرض الواقع لأسباب كثيرة منها الكنسي ومنها السياسي

3- وفي القرن السادس عشر (1561 تقريبًا )، وأثناء المجمع التريدنتيني وصل وفد من الكنيسة القبطية، ومن الوفد كان الراهب إبرام السرياني، ويحملون رسالة إلى البابا تعبر عن رغبة رؤسائهما ورغبة الشعب كله في الإتحاد.

فأرسل البابا بيوس الرابع وفدًا للتفاوض مع البطريرك القبطي لتحقيق الاتحاد، ودعا البطريرك إلى الاشتراك في المجمع التريدنتيني سنة 1561 م.، وكاد الاتفاق على الإتحاد أن يتحقق إلاَّ أن البطريرك توفى فجأة!

4- وفي العام 1584 م سعى البابا غريغوريوس الثالث عشر مفاوضات الوحدة الكنسية مع بطريرك الكنيسة القبطية الأنبا يؤانس الرابع عشر البابا 96 (المُلَّقب بالمنفلوطي)

وأرسل وفدًا إلى البطريرك القبطي، وبدأت مباحثات مع البطريرك ومعاونيه من أساقفة وكهنة ووجهاء الشعب، وأخذت المفاوضات تسير سيرًا حسنًا أدى إلى أن عقد البطريرك بتاريخ 1 فبراير سنة 1584م في دار قنصل فرنسا حينذاك ” بولس مرياني ” مجمعًا عامًا ترأسه هو بنفسه وحضره أربعة أساقفة ووكلاؤهم ولفيف من الكهنة ووجهاء الشعب، وأدَّى البحث مع وفد البابا إلى اتفاق عام على وضع صيغة رسمية لإعلان الإتحاد.. ولكن، بعد أسبوع تم رفض هذا الاتحاد

وتمت مراسلات مرة أخرى وفد كنيسة روما للسعي نحو الموافقة مرة أخرى، وقد وعدهم البطرك القبطي بالنظر في الأمر.. لكن وافته المنية فجأة!

5- وفي سنة 1590م كتب البابا سكستس الخامس بابا روما إلى البطريرك غبريال الثامن بابا الأقباط، يدعوه إلى الإتحاد.

ولم يحدث شيء غير بعض الحوارات حول الموضوع، ومن بعد البابا سكستس جاء البابا اكلمنضس الثامن وواصل محاولات البابا سكستس الخامس لدى البطريرك جبرائيل الثامن، فكتب البطريرك إقرار الإتحاد بالكنيسة الكاثوليكية، وكتب هذا الإقرار في يناير سنة 1597م بالإصالة عن نفسه وبالنيابة عن الإكليروس والشعب القبطي، ووقَّعه بإمضائه وخاتمه، ووقَّعه أيضًا من الأساقفة.

أسقف الفيوم والبهنسا وأسقف إسنا وعدد كبير من القمامصة والكهنة والشعب.

ولما وصل وفد الأقباط إلى روما دُرِست المسألة جيدًا، وأُعدَّت وثيقة الإتحاد، وكتب البابا اكليمنضس الثاني إلى البطريرك غبريال الثامن، وأعلن كذلك قبوله في إنشاء مدرسة قبطية في روما، وخُصّص دير القديس اسطفانوس داخل أسوار الفاتيكان ليكون قصرًا لهذه المدرسة وهبة دائمة للأقباط.

لكن بعد وفاة البابا اكليمندس خلفه الأنبا مرقس الخامس عام 1603 م وتوقف العمل بوثيقة الاتحاد هذه.

6- بعد هذه الفترة تمت بعض المفاوضات التي لم تثمر إلى شيء.. حتى زمن قداسة البابا شنودة الثالث، والذي حدثت فيه عدة أحداث، منها زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى مصر. عند وصول سيارة بابا الفاتيكان بدأ شمامسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أداء الألحان القبطية ، ولأول مرة يذكر اسم بابا روما في الصلوات القبطية داخل الكنيسة الأرثوذكسية.. أُستقبل بابا الفاتيكان بلحني “إب اوروا” إي يا ملك السلام وأيضًا “إفلوجيمينوس” أي مبارك الآتي باسم الرب.

ومن الكلمة التي ألقاها قداسة البابا شنودة الثالث في هذه الزيارة:”أن لنا علاقات كثيرة في القرون الأولى للمسيحية بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة رومه. وقد عادت الصلة بعد زيارتي لقداسة البابا بولس السادس في الفاتيكان سنة 1973م وقد وقعنا معًا إعلانًا مشتركًا A common declaration وكوَّنا لجنة مشتركة لأجل الحوار اللاهوتي.. إننا سعداء أن نرحب بقداستكم، ليس فقط الكنيسة القبطية بل كل المصريين، ونشكركم على كلمة التحية التي قلتها في المطار لأجل كنيستنا..

ونرجو أن تتقدم بتعضيدكم كل الجهود لأجل الوحدة المسيحية لأن الرب الإله قال في إنجيل يوحنا الإصحاح العاشر أنه يريد أن تكون كنيسته “رعية واحدة لراع واحد ” وفي تأملاته مع الآب في يوحنا الإصحاح 17 إنه يريد أن يكون تلاميذه أو المؤمنين به ” أن يكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد “”.

والاتفاقية التي يتحدث عنها قداسة البابا شنودة هنا هي الاتفاقية الكريستولوجية المقترحة والتى تمت الموافقة عليها بواسطة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتم التوقيع عليها فى لقاء 12 فبراير 1998 فى دير الأنبا بيشوى بمصر.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

كانت أديرة مقفرة وكنيسة تبحث عن بوصلتها !! اقتراب كاشف

كمال زاخرالسبت 5 اكتوبر 2024 [4]تحولات ستة عقود (10 مايو 1959ـ 17 مارس2012) جزء أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.