الجمعة , أبريل 26 2024
مدحت عدلي

سلسلة مزارات القديسين (1) الأنبا أنطونيوس

مدحت عدلي

يؤكد الأنبا أنطونيوس أن تحنيط الأجساد بحجة التبرك بها ما هى إلا عادة وثنية ورثها المصريون من أجدادهم الفراعنة مثل الكثير من العادات الأخرى التى طغت على جوهر الإيمان المسيحي فصارت مثل تلك العادات هى نفسها الإيمان المسيحى ، إذ أوضح فى وصيته للإخوة ضرورة دفن الأجساد بعد الموت قائلاً :{ وألح الإخوة عليه فى البقاء إلى جانبهم ليموت بينهم فلم يقبل لأسباب كثيرة وكان يظهر لهم ذلك بالصمت.

أما السبب الرئيسى لرفضه هو أن المصريين بحماس اعتادوا تكفين أجساد العظماء ، بالذات أجساد الشهداء القديسين ، فكانوا يحبون أن يلفونهم فى أكفان ثم يدفنونهم.

ولكنهم لا يدفنونهم تحت الأرض بل يضعونهم على سرير صغير لكى يحموهم مما حولهم ويحفظونهم داخل البيوت ظانين بأن هذا تكريم للراقدين.

ومرات كثيرة تكلم أنطونيوس مع الراعى الذى يجب عليه تقديم النصيحة للشعب لكى يرشد عامة الناس.

وكثيراً ما وبخ الرجال وزجر النساء قائلاً : إن هذا لا يليق البتة مع القانون المقدس وأن أجساد البطاركة والأنبياء محفوظة إلى الآن فى القبور كما أن جسد الرب نفسه وضع فى القبر وأغلقوا عليه بالحجر ولكنه قام فى اليوم الثالث.

وأشار فى كلامه أن عدم دفن الأجساد أمر يخالف الشريعة حتى ولو كانت الأجساد مقدسة.

لأنه ما هو الأعظم قداسة من جسد الرب؟ وعندما سمع الكثيرين هذا الكلام ابتدأوا فى دفن الأجساد وقدموا شكرهم للرب واعترافهم بالجميل على تعاليمه المفيدة}

سيرة حياة القديس أنطونيوس للبابا أثناسيوس الرسولى – إعداد بولين تدرى أسعد – تقديم الأستاذ الدكتور موريس تاوضروس – صفحة 167

والآن وبعد مرور ستة عشر قرناً من الزمان لا زال الأقباط لا يدفنون أجساد قديسيهم تحت الأرض بل يضعونها فى مزارات فوق الأرض داخل دور العبادة لنوال البركة من عظام ميتة بل ويسجدون لها ويصلون لها من أجل المعونة.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.