السبت , أبريل 27 2024
رامي كامل

المادة والروح ..نحو فهم جديد للخلاص و الفداء

ليس هناك اعظم من الكلمة ليصل بها الاله للبشر فهو لا يحتاج الى اكثر من كلمة فحين وضع الرب يسوع السبب المركزى للنتجسد قال “لانه هكذا احب الله العالم” فليس اعظم من محبة الله الا تواصله و معايشته لنا كواقع ملموس.

حين اتأمل ما حدث فى سفر التكوين بين ادم و الله اجد ان الله وضع لنا التفسير بين السطور لكننا مصممين على تجاوز النص الواضح الى تأويلات بعيدة.

خلق الرب الاله ادم و وضعه فى الجنة و كان ادم يعيش حياة روحية مع الاله مباشرة يتمتع فيها ب “معرفة روحية” و مع خلق حواء كمعين نظير لادم دخل “البشر كلهم ادم و حواء” فى اختبار صعب سقطوا فيه.

التطور الحضارى يقول ان البشر تعلموا من سلوكيات الطبيعة والحيوانات وهذا ما نراه واضح فى علاقة حواء بالحية “حيوانات الطبيعة” فنجد ان الحية “المعرفة البهيمية التى اشار لها الوحى كثيرا فيما بعد سفر التكوين”

دفعت البشر للاكل من شجرة “معرفة الخير والشر” وهذه الشجرة من اسمها هى شجرة “معرفة” و للاغراء قالت المعرفة البهيمية “الحية” لحواء ان اكلتى المعرفة تصيرى مثل الله “المعرفة المادية كسبيل للخلاص” فسقط البشر فى اختبارهم الاول وتركوا المعرفة الروحية الالهية “المعيشة مع الله” واندفعوا للمعرفة المادية.

مصير كل مادة هو “الموت” لذلك كان الموت نتيجة اختيار حر للبشر اختاروا فيه المعرفة المادية و هنا حين قال الله لادم موت تموت لم يكن عقاب بقدر ما كان اقرار بنتيجة اختيار ادم التى وضعته و نسله تحت “المادة” فصاروا مسجونين فى المادة محكومين بمصيرها.

وحين سأل بيلاطس يسوع عن كونه ملك اليهود قال له يسوع مملكتى ليست من هذا العالم “ليست مادة بل روح”

وحين كان يبشر كان يدعو لملكوت السموات حيث “اللامادة” تجسد الابن كان لضرورة دخول العالم من يستطيع تجاوز المادة لاعادة الاختيار للبشر بين المعرفة المادية و المعرفة الروحية مرة اخرى وايجاد سبيل لهم للخلاص فان كان الموت هو النهاية الحتمية للمادة فكسر شوكة الموت هو كسر لقاعدة المادة لايجاد سبيل للروح للخلاص فكان التجسد حتمى والموت حتمى و القيامة حتمية لتجاوز المادة و كسر قوانينها ليعود الانسان للمعايشة مع الله.

لذلك فى المسيحية هناك الثالوث المعاش الاب الاقنوم المتعالى و المتسامى الذى تجلى بعظمته فى العهد القديم

و الابن الذى بشر به الروح فى العهد القديم ورأينا مجده و تمم الفداء والخلاص فى العهد الجديد والروح القدس الحاضر فى العهد القديم والحال فى المؤمنين الذين يقبلوه فى العهد الجديد.

هذا هو فهمى الخاص للمادة والروح و النص الذى يشير لهم لنفهم فهم جاد و متماسك الخلاص والفداء والسقوط.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.