السبت , أبريل 27 2024
أخبار عاجلة
صلاح عبد السميع
دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق

التربية الوالدية الراشدة ( المفهوم ـ المبادئ والواجبات )

دكتور / صلاح عبد السميع

فى ظل غياب مفهوم التربية الوالدية عن المنابر الاعلامية والتربوية والدعوية ، وفى ظل غياب برامج التوجيه والدعم الأسرى ،تظهر الحاجة الى ضرورة تبنى رؤى يتم من خلالها تفعيل برامج وملتقيات تربوية تساهم فى دعم وتأصيل مفهوم الوالدية الراشدة فى عقل ووجدان الأسرة ، بما يساهم فى تحقيق الأمن النفسي والاجتماعى لدى الأسرة ، التى غاب عنها الكثير من معانى التربية الحقيقية

وأصبحت تعانى من غياب حقيقى لمعنى التواصل على المستوى النفسي والمادى ، واصبح التقليد الأعمى شعاراً يرفع فى مجتمعاتنا دون وعى وتمحيص ، وفرضت التكنولوجيا نفسها على عقل ووجدان جميع أفراد الأسرة

وأصبح الجميع أسيراً “للهاتف المحمول” ولمواقع التواصل الاجتماعى ، لا تتركه ليلاً ولا نهاراً ، وغابت القيم ومعها غاب معنى الانسانية والتراحم بين أفراد الأسرة الواحدة ،وغاب مفهوم العائلة ، وغيب مفهوم الأبوة ، ومعه مفهوم البنوة ، لهذا نحن فى حاجة الى برامج توعية فى مجال التربية الوالدية ، تؤسس وفق قيمنا وبما يتفق مع الأعراف والتقاليد التى تحترم معنى الأسرة وتقدر دور الوالدين ، وتستعيد معها مفهوم العائلة

فيما يخص مفهوم التربية الوالدية هى  العملية التي يقوم بها الوالدين لتوجيه وتنمية أطفالهم، وتعزيز نموهم الشخصي والدينى  والاجتماعي والعاطفي والفكري.

وتتضمن التربية الوالدية العديد من الجوانب الرئيسية

مثل توفير الحماية والأمان والاستقلالية والمساعدة في تطوير مهارات الطفل وتعزيز شخصيته وتحفيزه على التعلم والاكتشاف

ولهذا يمكن القول  بأن مفهوم التربية الوالدية يتمثل فى  تلك العملية التي تهدف إلى تنمية شخصية الطفل بشكل كامل، بما يتماشى مع قيم الأسرة والمجتمع، وتضمن للطفل بيئة آمنة ومحفزة للتعلم والتطور الشخصي والاجتماعي.

كما يجب أن تكون التربية الوالدية متوازنة ومنصفة، وتشمل الاهتمام بالجوانب العاطفية والنفسية والدينية والاجتماعية والذهنية والصحية للطفل

ويتطلب تحقيق هذا المفهوم الأفضل للتربية الوالدية، من الوالدين الحصول على المعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، والاستمرار في التعلم والتطور المستمر في هذا المجال.

كما يتطلب الأمر التعامل بحكمة وحسم وعدم الانجرار وراء العواطف في تربية الأطفال، والاستماع لاحتياجاتهم وتوجيههم بطريقة تشجعهم على التعلم والتطور

وتتأسس مبادئ التربية الوالدية على عدة أسس منه

توفير بيئة آمنة ومحببة للطفل، وإيجاد علاقة متينة وودية بين الوالدين والأطفال

استخدام الإيجابية والتشجيع والثناء لتعزيز السلوك الإيجابي للطفل وتحفيزه على التعلم والتطور

تعزيز القيم الإسلامية الصحيحة مثل الأمانة والصدق والتسامح والتعاون والاحترام للآخرين

تفهم احتياجات الطفل وتلبيتها بشكل مناسب، والاهتمام بتنمية شخصية الطفل ودعمه في تحقيق طموحاته وأحلامه

وتتضمن واجبات الوالدين في التربية الوالدية الفاعلة وبشكل اجرائي ما يلي

توفير الحماية والرعاية اللازمة للأطفال وتلبية احتياجاتهم الأساسية

تعزيز الثقة والتفاؤل لدى الطفل وتحفيزه على التعلم والنمو الشامل

تعليم الطفل القيم الإسلامية الصحيحة وتعليمه الأخلاق الحميدة

تحديد حدود واضحة وإيجاد توازن بين الحرية والانضباط وتعليم الطفل الانضباط الذاتي

تشجيع الطفل على التفاعل الاجتماعي وتعليمه مهارات التعاون والتفاهم مع الآخرين

ويمكن تحقيق هذه الواجبات من خلال الخطوات التالية

إنشاء بيئة تعليمية مناسبة وتوفير الأدوات اللازمة لتعليم الأطفال

استخدام الإيجابية والتشجيع والثناء لتعزيز السلوك الإيجابي للطفل

تحديد القيم والمبادئ التي يتم التركيز عليها في التربية الوالدية والأسرية

تطوير مهارات التواصل مع الطفل وتفهم احتياجاته ورغباته

التفكير في العواقب المترتبة على السلوك الخاطئ للطفل واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح السلوك الخاطئ بطريقة إيجابية وفعالة

تعزيز الثقة والتفاؤل لدى الطفل من خلال إشراكه في العديد من الأنشطة والأعمال المناسبة لعمره

تعليم الطفل القيم الإسلامية الصحيحة من خلال الحديث عن الأخلاق الحميدة والأعمال الصالحة والأحاديث النبوية

تحديد حدود واضحة للسلوك المقبول وغير المقبول وإيجاد توازن بين الحرية والانضباط

تشجيع الطفل على التفاعل الاجتماعي وتعليمه مهارات التعاون والتفاهم مع الآخرين من خلال اللعب والتفاعل مع الأصدقاء والعائلة

خلاصة القول فإن التربية الوالدية والأسرية تعد أمرًا مهمًا جدًا في تنمية الأطفال وتحضيرهم للحياة، وتحتاج إلى تفهم الوالدين لمبادئ التربية السليمة وتطبيقها بطريقة إيجابية وسليمة وفعالة.

ويجب على الوالدين البحث عن المصادر المناسبة لتعلم مبادئ التربية الوالدية والأسرية، والعمل بجد لإنشاء بيئة تعليمية صحية ومحببة للطفل لتحقيق النجاح في تربية الأبناء

والى اللقاء مع تربية والدية راشدة

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.