الثلاثاء , نوفمبر 12 2024
محمود حکمیان

هل حقا لا يمكن سقوط النظام الايراني؟

محمود حکمیان

المتابع لما جرى ويجري من طريقة واسلوب للتعامل الدولي والاقليمي مع النظام الايراني منذ قيامه وحتى الأن، فإن الذي يمکن إستشفافه واستخلاصه وبکل وضوح إن هناك ثمة عدم وضوح وضبابية تهيمن بصورة وأخرى على طريقة وأسلوب التعامل الذي أشرنا إليه آنفا، وإن التردد والحيرة والتخبط الذي صار يطغي على هذا التعامل توحي ولاسيما بعد کل المصائب والويلات التي تسبب بها هذا النظام للمنطقة والعالم، وکأنه ليس هناك من أي سبيل للتغيير السياسي في إيران! لسان حال عدد ملفت للنظر من الآراء ووجهات النظر المطروحة بشأن النظام القائم

في إيران من قبل کتاب من مشارب شتى، تبدو کلها وکأنها قد تعبت بل وحتى قد ملت من الحديث عن التغيير السياسي الجذري في إيران، ولذلك فإنها تميل الى طرح أفکارها ورٶاها بشأن الاوضاع في إيران وعلاقتها بالمنطقة والعالم بسياق يرى عدم إمکانية سقوط النظام القائم في إيران.

أکثر ما يمكن أن يلفت النظر ويثير الدهشة هو إن ماقد آل إليه هذا الامر قد کان تحديدا بعد إنتفاضة 16 سبتمبر 2022، التي دامت لأشهر، وهي إنتفاضة شغلت النظام وأوهنته وحتى جعلته يخرج عن طوره، والمميز جدا في هذه الانتفاضة إنها إختلف عن سابقاتها من إنها إضافة الى مطلب إسقاط النظام،

فإنها کانت بمثابة إعلان عن رفض صريح للجانب الفکري ـ الاجتماعي لطروحات النظام المستندة على نظرية ولاية الفقيه، وهذا بحد ذاته تطور غير عادي، لکن المثير للسخرية إن يميل”حملة” للأقلام الى تجاهل هذا التطور وتفضيل الجلوس على کرسي أمام خامنئي وخطبه بشأن إيران ومستقبلها! لکن هل حقا أن النظام الايراني لايمکن إسقاطه؟

هل إن هذا النظام قد أصبح أمرا واقعا وإنتهت کل خيارات تغييره وإسقاطه؟ بطبيعة الحال فإن مجرد طرح هکذا قناعات، فإنها غاية منى النظام الايراني بل وحتى إن ذلك ماکان ينتظره ويعمل من أجله طوال ال44 عاما المنصرمة! لکن هناك سٶال آخر مهم جدا ولايمکن أبدا تجاهله وعدم أخذه بنظر الاعتبار والاهمية القصوى

وهو: هل إن الشعب الايراني قد إقتنع بعدم إسقاط النظام وقبل به کأمر واقع وإن المعارضة الايرانية الفعالة المتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق قد إنتهت ولم يعد لها من أي دور على الساحة الايرانية؟ مغالطة وهروب من الحقيقة والتغاضي عنها عند مجرد التصور بأن الشعب الايراني قد إقتنع بهذا النظام وقبل به کأمر واقع، کما إنه مجرد هراء وزخرف الکلام بإنتهاء مجاهدي خلق

وعدم بقاء إي دور لها على الساحة الايرانية، بل وحتى إنه يمکننا القول بأن الفرضية التمويهية بعدم إمکانية إسقاط النظام والتي جرى ويجري العمل من أجلها في أروقة ودهاليز النظام، لن تکتمل ولن تأخذ صيغتها العملية النهائية إلا بالفرضية المستحيلة بإقتناع الشعب بهذا النظام کأمر واقع وهو المستحيل بعينه، وکذلك بالفرضية السفسطائية الخرقاء بإنتهاء دور مجاهدي خلق على الساحة الايرانية!

عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

شاهد أيضاً

نعم للتنوير

بقلم مينا عماد من المحتمل ان نشهد في الأيام القادمة توسع ، وتغيير لكثير من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.