الأحد , أبريل 28 2024
صلاح عبد السميع
دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق

التربية الوالدية في المدارس الثانوية لماذا ؟ وكيف؟

دكتور صلاح عبد السميع

تعتبر فترة المراهقة مرحلة حاسمة في حياة الشباب، حيث يواجهون بتحديات جديدة ويبدأون في تشكيل هويتهم الشخصية.

ومن خلال تلك الفترة الهامة، يلعب التعليم الوالدي دورًا حاسمًا في توجيه الشباب وتطوير معارفهم وقيمهم ومهاراتهم.

ومن هنا تأتي أهمية تعليم التربية الوالدية في المدارس الثانوية، ومن خلال تلك المقالة نعرض لأهم الأسباب التى تجعلنا ننادى بضرورة وجود برامج ومناهج دراسية للتربية الوالدية فى مراحل التعليم العام والجامعى ، وكيفية تنفيذها في عالمنا العربى ؟

أولاً، لماذا ينبغي تعليم التربية الوالدية في المدارس ؟

تعزيز العلاقة العائلية:

يساعد تعليم التربية الوالدية الشباب على فهم أهمية العلاقة العائلية وتعزيز التواصل والتفاعل الإيجابي مع أفراد الأسرة.

تطوير المهارات الاجتماعية:

يعلم التربية الوالدية الشباب كيفية التعامل بشكل صحيح مع الآخرين، وكيفية التفاوض وحل المشكلات بطرق بناءة، مما يؤثر إيجابيًا على حياتهم الشخصية والاجتماعية.

تعزيز القيم والأخلاق والجانب الايمانى :

يساهم التعليم الوالدي في توجيه الشباب نحو اعتبار القيم والأخلاق السامية، مثل الصدق، والعدل، والتسامح، والمسؤولية، مما يساعدهم على تكوين شخصية قوية وأخلاقية ملتزمة دينياً وخلقياً .

الأطفال

تحضيرهم للحياة العائلية:

يمكن للتربية الوالدية أن تزود الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع التحديات المتعلقة بالحياة العائلية، مثل الزواج وتربية الأطفال.

ثانياً، كيف يتم تعليم التربية الوالدية في العالم العربي؟

إدراجها في المناهج الدراسية:

يجب أن يتم تضمين مواضيع التربية الوالدية في المناهج الدراسية حيث يدعوا البعض الى ادارج مفاهيم الوالدية منذ مرحلة الروضة وصولا الى المرحلة الثانوية وفي المدارس الثانوية، حيث يتم تعليم الطلاب القيم الأسرية والمهارات الوالدية الأساسية.

الأطفال

توفير دورات تدريبية للمعلمين:

ينبغي تدريب المعلمين على مهارات التربية الوالدية، حتى يتمكنوا من توجيه الطلابناء وتوفير الدعم والارشاد لهم في هذا الصدد.

التواصل مع أولياء الأمور:

يجب تعزيز التواصل بين المدارس وأولياء الأمور، حيث يتم توفير ورش عمل وندوات لأولياء الأمور لتعليمهم مهارات التربية الوالدية والاستجابة لاحتياجات الشباب.

الأطفال

الشراكة مع المجتمع:

يمكن للمدارس التعاون مع المجتمع المحلي، مثل الجمعيات والمؤسسات التربوية والاجتماعية، لتنظيم ورش عمل وأنشطة تعليمية تهدف إلى تعزيز التربية الوالدية.

ونود أن نشير الى أن هناك عدة طرق فعالة لتدريس التربية الوالدية في المدارس الثانوية.

المناقشات والنقاشات الجماعية:

يمكن تنظيم جلسات مناقشة ونقاش بين الطلاب حول قضايا تتعلق بالتربية الوالدية، مثل القيم الأسرية، وتحديات المراهقة، والعلاقات العائلية.

يتمكن الطلاب من تبادل الآراء والخبرات واكتساب فهم أعمق لمختلف الجوانب المرتبطة بهذا الموضوع.

الدروس التفاعلية والأنشطة العملية:

يمكن تصميم دروس تفاعلية ، واعداد ادلة للتربية الوالدية ، تشمل أنشطة مثل ألعاب الأدوار، ودور العبادة، وحل المشكلات العائلية.

يتعلم الطلاب المهارات العملية التي يمكنهم تطبيقها في الحياة العائلية والمجتمعية.

الدروس العملية والتطبيقات العملية:

يمكن تنظيم زيارات ميدانية إلى منازل الطلاب أو مراكز تربوية لتعريفهم بتجارب حقيقية في التربية الوالدية.

يمكن للطلاب أن يشاركوا في النشاطات العائلية ويتعلموا من التجارب العملية للأسر.التعاون مع أولياء الأمور:

يجب تشجيع المدارس على إنشاء شراكات وتعاون وثيق مع أولياء الأمور.

يمكن تنظيم ورش عمل ولقاءات لتوفير المشورة والتوجيه للأولياء حول التربية الوالدية ومشاركة الأدوار بين المدرسة والأسرة.

ومن المؤكد أن للتربية الوالدية تحديات كبيرة يمكن ذكر بعضها على النحو التالى :

نقص الوعي والتفهم:

قد يكون هناك نقص في الوعي والتفهم لأهمية التربية الوالدية وتأثيرها على تطور الشخصية والعلاقات العائلية.

قد يحتاج المعلمون والأهل والمجتمع إلى توعية أكثر حول فوائد تعليم التربية الوالدية في المدارس.

التحديات الثقافية والاجتماعية:

قد تواجه المدارس تحديات ثقافية واجتماعية في تدريس التربية الوالدية، حيث تختلف المفاهيم والممارسات العائلية من ثقافة إلى أخرى.

يجب أن يتم التعامل بحساسية مع هذه الاختلافات وتوفير بيئة تعليمية شاملة ومتنوعة.

ضغوط الوقت والمناهج الدراسية:

قد يكون هناك ضغط على المدارس لإكمال المناهج الدراسية وتحقيق الأهداف الأكاديمية، مما يجعل من الصعب تخصيص وقت كافٍ لتعليم التربية الوالدية.

لهذا من المهم أن يتم إيجاد توازن بين المناهج الأكاديمية وتعليم التربية الوالدية.

تدريب المعلمين:

قد يحتاج المعلمون إلى تدريب وتأهيل لتعليم التربية الوالدية واكتساب المهارات اللازمة لتوجيه الطلاب وتقديم الدعم لأولياء الأمور.

يجب توفير فرص التدريب والتطوير المستمر للمعلمين في هذا المجال، ولعلى أوجه الدعوة الى وزراء التعليم فى عالمنا العربى الى ضرورة المبادرة الى تفعيل برامج التدريب للمعلمين باعتبارهم آباء وامهات ،وانطلاقاً من تصميم أدلة تدريب تم صياغتها واعدادها بشكل فعال لكى تتناسب مع طبيعة المعلمين واولياء الأمور .

انطلاقا مما سبق ، نوجه الدعوة الى ضرورة تعزيز تعليم التربية الوالدية فى التعليم العام والتعليم الجامعى، والسعى من خلالها لبناء جيل من الشباب الواثقين والمسؤولين والقادرين على تحقيق التغيير الإيجابي في مجتمعاتنا.

ولعلها دعوة تحتاج إلى تعاون وتفانٍ من جميع الأطراف المعنية، ولكن النتائج ستكون قيمة وستستمر على المدى الطويل.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.