الإثنين , أبريل 29 2024
حسين الديك
د. حسين الديك

ترامب العائد الى البيت الأبيض في خريف 2024

بقلم: د. حسين الديك

مع اشتداد حملات الملاحقة وتطور المحاكمات  في ملفات التحقيق مع الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب يزداد هذا المرشح الجمهوري للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري شعبية كبيرة في قطاعات الحزب الجمهوري يوما بعد يوم ، فمع انطلاق الحديث عن الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وأسماء المرشحين تصدر حاكم ولاية فلوريدا رون ديساينتس السباق الانتخابي في غالبية استطلاعات الراي للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ولكن مع تطور التحقيقات في ملفات الرئيس السابق دونالد ترمب استطاع تجاوز المرشح رون ديساينتس حاكم ولاية فلوريدا ، وكلما اقترب موعد المحاكمة في الملفات التي يتهم بها الرئيس ترمب كلما زادت شعبيته اكثر فاكثر داخل قطاعات الحزب الجمهوري وكذلك اصبح اكثر قربا ليكون مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية 2024م.

جرت العادة في الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون هناك مناظرات انتخابية وتكون نتيجة تلك المناظرات حاسمة في  مصير المرشحين ، ويحرص كل مرشح على حضور تلك المناظرات لتقديم برنامجه الانتخابي  وموقفه من القضايا التي تهم المواطن الأمريكي، ولكن الشيء العجيب في هذه الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أن المرشح دونالد ترمب يعتذر عن حضور تلك المناظرة ومع ذلك يتفوق بفارق كبير عن المنافسين الآخرين الذين حضروا للمناظرة وقدموا برامجهم الانتخابية للمواطنين، قد يدعي البعض أن إدارة الرئيس جوزيف بايدن تقدم دعاية انتخابية مجانية للمرشح دونالد ترمب من خلال الاستمرار في إثارة ملفات التحقيق والمحاكمات له في هذه الفترة الحساسة من الدعاية الانتخابية للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري

وفي المقابل قد يدعي البعض أن شخص مثقل بتلك الملفات والتهم والتحقيقيات سيكون من الصعب على المواطن الأمريكي منحه صوته في الانتخابات الرئاسية القادمة في 2024م، ولكن المستقبل القريب كفيل بإبداء الحقائق على طبيعتها.

إن المتابع لأبجديات السياسة الأمريكية والتحولات والتغيرات البنيوية في المجتمع الأمريكي يدرك بكل وضوح طبيعة المكونات الأساسية للمجتمع والتأثيرات الهامة التي تؤثر في مزاج الناخب الأمريكي ، حتى اصبح من البديهي القول أن صفة الديناميكية والتحول والتغير وعدم الثبت أصبحت سمة ملاصقة للمجتمع الأمريكي

أمريكا
ترامب

فليس من الغريب أو من الصعب على ولايات “حزام الصدأ الأمريكية”(ميشيغان، ويسكانسون، بنسلفانيا) التي منحت تصويتها للمرشح دونالد ترمب في العام 2016م أن تعيد الكرة وتمنح مجمعها الانتخابي مرة أخرى له،

اضف الى ذلك أن الخزان الانتخابي والكتلة الانتخابية للحزب الجمهوري اكثر تماسكا وتلاحما وتحمسا للانتخابات من الكتلة الانتخابية للحزب الديمقراطي، ففي المعارك الانتخابية أحيانا ليس بالضرورة أن تكون محاربا متمرسا فيكفي أن يكون خصمك ضعيفا ومرتبكا ومشتتا لتتمكن من الانتصار عليه، وقد ينطبق هذا على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2024م ، فالانقسام الحاصل داخل الحزب الديمقراطي ما بين التيار التقدمي والتيار التقليدي والتمسك بالرئيس جوزيف بايدن كمرشح للحزب رغم كبر سنه وحالته الصحية السيئة وقضايا نجله في التحقيق بملفات الفساد  وتخلخل القاعدة الانتخابية للحزب الديمقراطي

 هذه الأسباب كفيلة بتقديم هدايا مجانية لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب للفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2024، رغم كل ما يتعرض له من محاكمات.

وفيما يتعلق بقضايا التحقيق والمحاكمات للرئيس السابق دونالد ترمب ، لا بد من التأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي جمهورية دستورية يحكمها القانون والدستور ، وحقوق المواطن الأمريكي فوق كل اعتبار وقد منح الدستور الأمريكي كافة الضمانات للمحاكمة العادلة للمواطنين الأمريكيين

اضف الى ذلك أن النظام السياسي الأمريكي قائم على فصل السلطات، مما يمنح الرئيس السابق دونالد ترمب حيزا وافرا من الوقت والضمانات القانونية في المحاكمة والتي قد تطول لسنوات

اضف الى ذلك فان فرضية الإدانة في كل القضايا المرفوعه ضده في المحاكم الأربعة في (فلوريدا، نيويورك، جورجيا، العاصمة واشنطن)

تحتاج الى إجماع كامل هيئة المحلفين البالغة اثني عشر محلفا، وهذا من المستبعد تحقيقه، وفي تلك الحالة استنادا للقانون يتم تغيير هيئة المحلفين وتكليف هيئة جديدة والتي تبدا بالإجراءات من جديد وهذا من المؤكد انه بحاجة الى سنوات طويلة

مما يجعل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024م تجري قبل إصدار أي قرار من أي محكمة في القضايا التي يحاكم بها الرئيس السابق دونالد ترمب، اضف الى ذلك فان هذا يجلب المزيد من الدعم والتأييد من المناصرين والمؤيدين للرئيس ترمب، مما يجعل الطريق معبدا أمامه ليعود الى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية القادمة في خريف 2024م.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.