الأحد , أبريل 28 2024
زبيدة ثروت
زبيدة ثروت

السندريلا القطة!

في باكورة شبابي كنت كأيّ شاب يحب فنانة ويقيس الجمالَ عليها وليس العكس! وكانت ليلى طاهر وزهرة العلا المفضلتيـّـن لديَّ حتى أنني تلقيت صورةً من ليلى طاهر بتوقيعها، ففرحتُ بها كأنني وقعت من جديد في غرام الشاشة الفضية!

ولا أنكر أن نادية لطفي كانت الأرقّ بين الجميلات، خاصة في فيلم “الخطايا” والعندليب الأسمر يغني لها: قولـّـي حاجة..أي حاجة، قول بحبك، قول كرهتك !وفي أغنية ( مغرور) كانت الجمال المغرور، والكبرياء الساحر!

أما زبيدة ثروت، تغمدها الله سبحانه بواسع رحمته، فقد كانت قطة أليفة بجوار كل منّـّـا، إذا نظرتْ تُـُـشعرك أنها تتنفس فتُعطّــِّـر وجهك، وإذا رسمتْ شفتاها الحبَّ تكفلت العينان الجميلتان بشرحه.

في ( بأمر الحب) كانت حالة خاصة من عاشقة رائعة تستجيب لأمر الحب، فتجعل كل شاب شاهدَ ( يوم من عُمري) لا يتمنى أن يتبناه والدها المليونير، إنما يكتفي بأخذ قارب يبحر في عينيها ويعرف أن السقوط في الحب هو الصعود الأسمىَ.

في رائعة إحسان عبد القدوس الوطنية، في بيتنا رجل، كانت تدافع عن الوطن ضد الإنجليز بعيون ساحرة وهبتها شجاعة أن تعمل حاملة رسائل بين شباب المقاومة.

كان عُمر الشريف ( إبراهيم) هو الأقدر بعينيه على بث روح الوطنية والحب معا في بيت لا يعرف غير المشي بجانب الحائط، فعيون السلطة والإنجليز أوسع من عيني أنطوني إيدن.

زبيدة ثروت سرقت الأضواءَ من زهرة العلا، وجعلت القطط تتمسكن لتخربش إذا اعترضها رجال الملك.كانت أولى اثنتين تتحدثان بالعيون، أعني بالثانية نعيمة عاكف.

زبيدة ثروت جعلت عينيها الفن الثامن في ثنايا الفن السابع، وكان وجهها البريء يُكمل كلمات حليم وهو يغني لها: جاوبني.. بصّ لي.. قرّب .. كمان، قرب هنا جنبي. فكان كما قال مصطفى صادق الرافعي في ( رسائل الأحزان): “”وتراها ساكنة وادعة وأمام عينيك، ولكن قلبك يشعر أنها تهتز فيه وتضطرب، فإذا تنفست أمامها فقد عشقتها””.

رحم الله زبيدة ثروت، وشكرًا لتلوين زمن لنا ماضٍ بريشة السحر الطبيعية والرقيقة.

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

أوسلو النرويج

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.