الأحد , أبريل 28 2024
نشأت عدلي

لماذا نكتب ؟؟

كل صاحب قلم عليه مسئولية كل كلمة يكتبها …. فالذين يكتبون .. هم أصحاب رسالة سامية .. وهدف نبيل .. وأصحاب قضية مهمومين بها ويدافعون عنها بإستماتة .. فالكتابة ليست نوع من أنواع التباهى أو الترف أو حتى حب الظهور .. ولكن لها أهداف وأفكار .. أو تحليل مواقف معينه وتوضيح الخفى منها .. أو خبرات حياتية يريد الكاتب أن يوصّلها لكل قارئ لكى يستفيد منها أو يتعلم منها دروس ربما تفيده فى مواقفة المختلفه

وربما يعتنقها القارئ ويصدقها وربما غير ذلك .. هذه ليست قضية الكاتب .. ولكن يسرّه أن يوصل فكرته للقارئ بأسلوب يستطيع كل فرد من القرّاء أن يستوعبه ويدرك أبعادة .. .. الكتابة هى نوع من أنواع الخدمات التى تقدم لجمهور القراء .. فكل كاتب يختزل بداخله كثير من القراءات والمعلومات المتاحة لكل فرد ويكتسب من هذه الكثير من المعلومات المخلوطة بمشاعرة العامة وتتبلور فى الإحساس بالناس جميعهم وأيضا تتأثر مشاعرة الخاصة بكل مايقرأ .. مضاف إليها الخبرة العامه له ونظرتة الشخصية .. ونظرة الناس لها ..وهذه يستقيها من إحساسه بهم

وكلامه معهم .. وفهم وجهة نظرهم لكافة الأمور .. فهو ينقل رغباتهم وأمنياتهم مضافة إليها تقيمه هو لهذه الرغبات .. ووضعها فى صورة يتقبلها كل قارئ .. فهو يعبر عن أمنياتهم .. بل ويستقى منهم كل الأفكار للكتابة عن كل همومهم الشخصية والعامة .. لأنه فى هذا يعيش حياة الفرد العادى فيكتب عما يجيش فى صدره

لأن همومهم هىَّ جزء من همه هو أيضا .. وهناك بعض من الكتاب المحترفين الذين يتقاضون أجرا على كتاباتهم .. فهؤلاء ليسوا همّ قضيتنا التى نكتب عنها ولكننا نكتب عن الذين يكتبون وبداخلهم هموم الناس .. فيكتبوا معبرين عما بداخلهم وداخل الناس جميعا .. فيخرجوا هذه من دواخلهم .. فيرى الناس أمانيهم وهمومهم أمام أعينهم .. الكتاب الذين لايتقاضون أجرا أو مجزاة على كل كتاباتهم

ولكن كل أجرهم هو كلمة استحسان على ما كتبوا .. أو كلمة مدح تبين أن هذا هو مايدور فى صدور القراء والكاتب قد عبر عنه .. هذا هو الهدف الحقيقي لكل من يكتب .. أن يعبر أو يزرع قيمة بداخل القراء .. غير منتظر أىّ مجازاه .. وربما هذه الكتابات قد توقعة فى مشكلات وملاسنات كان فى غنى عنها

ولكنه يشعر بواجب أو مسئولية داخله تجاه الناس جميعا قد أوجبت عليه أن يطرحه عليهم بعيدا عن كل الأمور الشخصية .. لأنه يتكلم بلسانهم .. فهو يطرح أراء لاتمس شخص بعينه

ولكنه ينتقد وضع صادر من أشخاص أو حتى شخص ذو مسئولية .. عليه أن يتحملها بل ويسعى لإراحة الذين أولوه هذه المسئولية .. كذلك الهموم العامة التى تشغل الكثيرين .. تشغله هو أيضا .. دون الإنتظار لمجازاة أو أجر على ما يكتب .. فهذه هىَّ المسئولية الأدبية التى تقع على عاتقة .. والنابعة من ضميره هو دون النظر إلى أية إعتبارات أخرى

وهذا هو الهدف الحقيقي من كل كتاباتنا .. فكل كلمة تُكتب لا تزرع قيمة معينة أو توضح أمور خافية عن البعض وتكشف ماوراء المظاهر الخادعة .. هى كلمة خادعة .. تهدم ولا تبنى .. وهذه الموهبة التى حبا الله بها البعض .

تعتبر وزنة نتاجر بها لصالح أبنائة وأبنائنا … وسيحاسنا الله كثيرا عليها إن لم نستخدمها للصالح العام .. لذا لا ينتظر الكاتب مقابل ما يكتبة أىّ شيئ … تسعدة كلمات المدح

ولكن لا تؤثر كلمات النقد على مسيرته إلا إذا كان هذا النقد موضوعي .. وفى هذا يستعيد فكره فى كل ما كتبه ويعدل من كتاباته.. فدائما هناك مساحة بين ما نكتب .. وما نقول .. مع ما نفعل .. فلا بد للكاتب أن يحترم قلمة ويحترم عقلية القارئ ويسارع بقراءة كل وجهات النظر المختلفة

وتكون له الجراءة الأدبية التى تجعله ينظر إلى أفكارة مرة اخرى ويتنازل عن الغير مقبول منها .. ويصر على المنطقى والمعروف حتى لو حاربته الدنيا بأسرها .. فكل مايكتبه يقيّمة القرّاء بالمادة الكتابيه وما تحوية من أفكار جديدة .. وليس بأشياء أخرى .

الكتابة هي صرخة قلب وفم مكموم وأه معلوله بداخله

بقلم : نشأت عـدلى

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.