السبت , أبريل 27 2024
الكاهن الذى قام بطرد السيدة

الكاهن القبطي

بقلم : جميل ويصا

الكاهن القبطي .. له مكانة خاصة لدى الأرثوذكس ، فهو أول من يدشن معموديتهم بعد الولادة ، وآخر من يودعهم في صلاة الجنازة , ويرافقهم طوال رحلة حياتهم ، فهم يتزوجون على يديه , وتوبتهم لا تقبل إلا بعد قرائته التحليل لهم .

ولم لا … فالطائفة الأرثوذكسية تؤمن أنه من خلال الكاهن ” فقط” تتحول الأشياء المادية الملموسة, إلى أشياء إلهية غير ملموسة , فمثلا .. الخبز والخمر يتحولان الى جسد ودم في سر التناول , والرجل والمرأة يتحولان الى جسد واحد في سر الزيجة , وهكذا في باقي الاسرار التي تم إختزالها إلى سبعة , بعد أن كانت ما يقرب من ثلاثين ، ولكن جميعها لا تتم إلا بوجود الكاهن .

والكاهن القبطي .. هو إمتداد للكاهن الفرعوني , بملابسه الكتان البيضاء ورعايته لشئون المعبد وتقديمه للذبائح ” الحيوانية أو النباتية ” و إستخدامه للزيوت في تكريم تماثيل الآلهة المتعددة أو صورهم المقدسة ..وأيضا في مكانته العليا التي يحصل عليها من الشعب والحاكم بمجرد إلتحاقه بالكهنوت بغض النظر عن مستواه التعليمي والإجتماعي السابق . . وربما من خلال بوستات صغيرة قادمة ، سأكتب مجموعة من إنطباعاتي عن حياة الكاهن القبطي

وعلاقته التبادلية بالدوائر المحيطة به ، وذلك من خلال قرابتي وصداقتي للكثير منهم خلال عقود سابقة .

١- الكهنوت هل هو ….. دعوة .. أم وسيلة.. ام أمنية…؟؟

منذ سنوات جلست مع أحد الكهنة والذي سافر إلى بلاد المهجر صغيرا وتمت رسامته هناك ، وأثناء حديثي معه ذكرت .. أن الكهنوت هو وظيفة يحتاجها المسيحي الأرثوذكسي مثلما يحتاج إلى الطبيب والمهندس والعامل ، لذا بطاقته مكتوب في خانة الوظيفة “كاهن” ، وهو يأخذ أجرا أو راتبا منتظما نظير قيامه بها … فوجدت ملامحه قد إستاءت بشدة، وقال لي .. بل هي دعوة إلهية وليست وظيفة ، وإستشهد بالآية التي تقول ” ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه وإنما المدعو من الله….” !!!!.

قديما سألت أحد أصدقائي عن سر قبوله الكهنوت ..قال لي أنه وسيلة لتحقيق أحلامه الإصلاحية في الخدمة، وهيكل في خريف الغضب يذكر ان الخمسة رهبان الذين دخلوا الدير بعد تلمذتهم للراهب مينا المتوحد “البابا كيرلس السادس ” كان غرضهم الاساسي هو تولي مقاليد الكنيسة في غضون سنوات قليلة ، وهو ماحدث بالفعل ، فأحدهم أصبح بطريرك والآخر رئيس دير والباقين أساقفة .

ويتوافق مع رأي هيكل كثير من المفكرين الأقباط عن أسباب دخولهم الرهبنه .

كثيرا ما أجد شابا ناجحا ذو مستقبل مهني واعد يتركه ويذهب بفرح إلى الكهنوت ، و أحيانا أتعجب من رجل ناجح جدا في عطائه المهني والوظيفي والكنسي ، ولكنه فجأة يترك كل هذا، ويصبح كاهنا بالرغم من تجاوزه العقد الخامس من عمره ..وأتسائل هل هي رغبة سيطرت على تفكيره منذ أيام المراهقة و الصبا ،فلم يستطع أن يتخلص من هذه الصورة الرومانسية القابعه في اللاوعي لديه ، وما ارتبط بها من صورة المعلم ذو السلطة والكرامة وحياة الإستشهاد .. ؟؟

عند مطالعة صفحة الوفيات في الأهرام سابقا ،و على وسائل التواصل الإجتماعي حاليا ، نجد أن من يتصدرون نعي المتوفي من أقاربه ، هم رجال القضاء والشرطة والجيش ورجال الأعمال بالنسبة إلى المسلمين ..ورجال الدين من كهنة واساقفة ورهبان ثم المهنيين بالنسبة إلى المسيحيين ..وربما هذا يفسر إهتمام بعض الأسر والعائلات القبطية المتوسطة ، خاصة في الريف ، بدفع أولادها للكهنوت حتى يعطي دعما معنويا للعائلة ، ” بغض النظر عن مساحة الأرض التي يمتلكونها” ، وسط عائلات القرية و بديلا عن السلطة القضائية والتنفيذية والجامعية ، شبه المحظورة على الأقباط منذ عقود طويلة , فالكهنوت منذ الفراعنة يعطي صاحبة مكانة عليا في المجتمع بمجرد إلتحاقه بخدمة المعبد وبغض النظر عن مستواه الاجتماعي والعلمي قبلها.

ولكن من الملاحظ أن

١- ليس هناك أحد من رجال الكهنوت ، عادة، يقر بأنها وظيفة عادية، مثل جميع الوظائف الأخرى, التي يحتاجها المجتمع ، لها متطلبات، وعليها حقوق، ويقابلها أجر .

٢- الكهنوت ليس له توصيف وظيفي واضح job description سواء من الشعب أو الكنيسة ، ربما لأن المنظومة الكهنوتية والرهبانية تؤمن أنها موكله بتكليف إلهي فقط ، وأن المشيئة الإلهية فقط هي التي إختارتهم .

٣- لا أحد من الكهنة الأرثوذكس ، عادة ، يقر بأنه سعى إلى الكهنوت بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، بالرغم ان الكاهن الانجيلي او الكاثوليكي، لا يجد غضاضة، في التصريح عن إشتياقه للكهنوت، و من ثم إلتحاقه بجامعات لاهوتية معتمده تساعده على تحقيق حلمه الشخصي ، بصورة إحترافيه منظمة ومؤهله .

ويظل التساؤل مطروحا …هل الكهنوت “بكافة درجاته” .. دعوة إلهية أم وسيلة إصلاحية ام رغبة شخصية أم وسيلة للصعود الإجتماعي ..؟؟؟

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

5 تعليقات

  1. واحد من الناس

    من أول سطر يتأكد القارئ أن السيد الكاتب لديه خلط فى المفاهيم ولم يستطيع الكاتب الفصل بين ما يقوله وبين تعاليم الكتاب المقدس ..يا سيدنا الكاتب : الكاهن القبطى ليس امتداد للكهنوت الفرعونى بل امتداد للكهنوت اللاوى فى العهد القديم طبعا ان كنت تؤمن أن العهد الجديد مكمل للعهد القديم ..وان كنت لا تؤمن بذلك فأنت حر . وهناك اتهام للمسيحيه بأنها امتداد للوثنيه ويبدو أن الكاتب تأثر بهذا الطرح ..ما علينا . واحترام رجل الدين فى كل الأديان شئ معروف وواجب أيضا ..يعنى جات على الكاهن القبطى ؟ مثل احترامك لأى مواطن وهذا هو المفروض أم أن المفروض احترامك للجميع ما عدا الكاهن القبطى الأرثوذكسي ؟ فهذا شئ أخر . يتبع

  2. تابع ما قبله - 3

    بكل تأكيد فان الكهنوت ليس وظيفه عاديه ..هذا مفهومك أنت ..بل خدمه وخدمه صعبه للغايه ويتعرضون للاساءات والاهانات هم وذويعهم وخاصة فى مصر وأتحداك أن ترتدى ملابس كهنوت وتسير فى الشارع وخاصة فى مصر ..الكهنون خدمه وشجاعه وأبوه وبذل وتضحيه حتى النخاع وهم وعائلاتهم مستهدفون فى كل مكان ومن ينكر ذلك فهو لا يعيش الواقع . ربما يكون هناك القليل منهم يسعى الى الكهنوت وهم أقليه بكل المقاييس وأنا أعلم ذلك جيدا لكن الغالبيه يقبلون بالكهنوت على مضض وبعد الحاح شديد ..وأعرف ناس منهم وخاصة فى المهجر خسروا مبالغ طائله سنويا من مهنتهم قبل الكهنوت مقابل مبالغ زهيده بالنسيه لما كانوا يكسبونه ..طبعا تم رسامتهم بعد الحاح من الناس والضغط عليهم ولكن قبولهم للكهنوت كان بمحبه منهم أولا فى الخدمه . حاول تكون واقعى ومحايد أولا وتثقف نفسك قبل الكتابه .

  3. تابع ما قبله - 4

    الفرق بين المهته والخدمه – أو التطوع – : المهنه عندما تجد تحت بند ” وظائف خاليه ” ومطلوب مهندس أو محاسب مثلا خبره فى مجال العمل لا تقل عن خمس سنوات الخ الخ ويتقدم الي الوظيفه من يجدها تناسبه وتتفق مؤهلاته مع شروط الوظيفه ..وعندما تجد ” مطلوب كاهن ” تحت بند وظائف خاليه وتجد شروط للمتقدمين ساعتها تصبح مهنه ..اما التطوع كما يحدث هنا فى الغرب أن مواطن يتطوع فى مستشفى مثلا وبدون مقابل ..طبعا الكاهن متطوع لكن لابد أن يتقاضى مرتب لزوم المعيشه ولكن ليست وظيفه أو مهنه حسب توصيف المهنه . أخشى أن يأتى اليوم وتصبح مهنه وىتم نشر اعلانات مطلوب كاهن بسبب الفقر وغلاء المعيشه والبطاله فى مصر .

  4. واحد من الناس - 2

    والذبائح انتهت بالذبيح الأعظم ان كنت لا تعرف ذلك ..أما الزيت والبخور والمذبح فهذا موجود فى العهد القديم والعهد الجديد وما عليك الا أن تقرأ بالحياد ..وسفر الرؤيا كله يتكلم عن المذبح والبخوزر والزيت الخ الخ . نعم يحتاج الناس الذين يؤمنون بأى ديانه الى كاهن أو رجل دين .هذا شئ طبيعى والطائفه الأرثوذكسيه مثل البقيه ..ما الغريب فى ذلك أو ما العيب فى ذلك ؟ أم ترى أنه لا داعى للكاهن القبطى دونا عن سائر البشر.. سواء تعتبرها مهنه أو خدمه فالناس تحتاج الى ذلك . أما الكهنوت دعوه أو وسيله اصلاحيه أو مهنه فهذا جدال لا طائل منه ولا أحد يعرف النوايا ..هل الكاهن كان يرغب فى المهنه أو فى الخدمه أو فى المكانه فهذا لا يقدر أحد أن عرف النوايا . لكن الغريب أنك تقر وتعترف أن الناس يتركون مناصبهم وثرواتهم ويذهبون بفرح الى الرهبنه أو الى الكهنوت ولا تدرى السر فى ذلك ..لماذا تنكر عليهم أنها رغبتهم ؟

  5. أما ما قاله هيكل فى كتابه ” خريف الغضب ” فهى تخاريفه هو …تخاريفه الخاصه وأنت ترددها دون فحص أو حتى أدنى تفكير …كيف عرف هيكل نوايا الرهبان بأنهم يرغبون فى الأسقفيه ؟ هل شق عن صدورهم أو عرف نواياهام أو قالوا له ذلك واعترفوا بذلك أم تخاريف هيكل ؟ وهل من يدخل الدير يكون غرضه نوال الأسقفيه ..وهل هذا مضمون لأى ىواحد ؟ الا تعرف أنت – وليس هيكل – كيف يتم اختيار الأسقف ؟ وهل لا تدرى أن الكل يتهرب من هذه المسئوليه ؟ يا رجل مقالك هذا لا يكتبه من يعرف الف باء الكتابه أو الف باء المسيحيه والرهبنه والكهنوت . تأكد أننى لا أهاجم شخصك بل فقط أوضح لك ما غاب عنك وهو الكثير جدا جدا . انتهى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.