الأحد , أبريل 28 2024
الكنيسة القبطية
البابا تواضروس الثاني

قداسة البابا تواضروس الثاني: معنى آخر لـ”علامة الصليب”!

د. ماجد عزت إسرائيل

ألقى صاحب  القداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع يوم الأربعاءالموافق  ١٦ توت ١٧٤٠ش./٢٧ سبتمبر ٢٠٢٣م. من كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس والآباء الرسل – العوايد بالإسكندرية.

وقد تناول قداسته جزءًا من المزمور ١٠٣ والأعداد (١ – ٥)، وأشار إلى أن علامة الصليب هي رحمة وغفران للإنسان، وذلك بمناسبة عيد الصليب الذي تحتفل به الكنيسة القبطية غدًا ولمدة ثلاثة أيام، كما تناول في حديثه عيد الصليب بأكثر من منظور، من خلال:

١- الصليب شعار المسيحية، برغم أن علامة الصليب في التاريخ هي علامة للعار ولإعدام أعتى المجرمين، ولكن السيد المسيح حوّلها إلى معنى آخر، “هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يو ٣: ١٦).

٢- ماذا قدّم لنا الصليب؟ 

– حق الاقتراب إلى الله: 

ظهرت عداوة بين الله والإنسان بعصيان آدم للوصية وكسر قلب الله، فظهرت العداوة أيضًا بين الإنسان والإنسان، وتُشير خشبة الصليب الطولية إلى إزالة العداوة والتصالح مع الله، بينما تُشير خشبة الصليب العرضية إلى إزالة العداوة بين الإنسان وأخيه الإنسان، لذلك خشبة الصليب ترمز في معناها إلى فتح طريق بين الله والإنسان، والصليب هو حق مُنح لكل البشر، “عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ” (كو ١: ٢٠).

– حق إمكانية التحرر من الخطايا:

الخطية هي مرض الروح، وتجعل الإنسان مقيدًا بسلاسل من المتاعب التي تصل به إلى الجريمة والعنف والانتحار، لذلك مع الخطية لا يوجد سلام ولا غفران ولا حرية، ويغيب الفرح عن الإنسان، “كَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا” (إش ٦٤: ٦)، أما إذا طرح الإنسان خطاياه في الصليب يشعر بالفرح والراحة، “تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ” (نش ٢: ٣).

– حق التمتع بنعمة الخلاص والبراءة:

الإنسان يولد بمرض الخطية، ويميل إلى عمل الشر، بينما كل مَنْ يأتي إلى السيد المسيح في الصليب يتمتع بالخلاص، فصار الصليب هو المكسب للإنسان، “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ” (يو ١: ١٢)، كما توضح الآية “هكَذَا أَحَبَّ اللهُ (في السماء) الْعَالَمَ (على الأرض) حَتَّى بَذَلَ (صُلب من أجلنا ودمه يمحو كل خطايا البشر) ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ (الخدمة والكرازة)، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ (يعود للسماء)”.

٣- داود كاتب مزمور ١٠٣ رسم الصليب بالكلمات – قبل مجيء السيد المسيح بألف سنة، من خلال:

– “لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ.” (مز ١٠٣: ١١)، تُمثل الخشبة الطولية في الصليب (الرحمة).

– “كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا.” (مز ١٠٣: ١٢)، تُمثل الخشبة العرضية (الغفران).

٤- فِعل الصليب: الصليب يبرز محبة الله ورعايته للإنسان (الخير) في صورة الخشبة الطولية، كما يبرز محبة الإنسان للآخر لأنه خليقة الله (الغير) في صورة الخشبة العرضية.

٥- الاحتفال بعيد الصليب ثلاثة مرات في العام: الأولى في شهر برمهات في الصوم الكبير، والثانية في توت والتي نصلي فيها بنغمة الفرح، والثالثة في جمعة الصلبوت.

 ٦- الاحتفال بعيد الصليب لأن الملكة هيلانة اكتشفت مكان الصليب المقدس والمسامير في عام ٣٢٦م، واستخدم الملك قسطنطين ابنها المسامير في خوذته كعلامة نصرة في الحروب.

شاهد أيضاً

مأذون يطعن رجلا حتى الموت أمام طفلته في إمبابة في واقعة نادرة

كتبت ـ أمل فرج أقدم مأذون بمنطقة إمبابة بارتكاب واقعة مأساوية، غير مسبوقة كونه مأذون؛ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.