الأحد , أبريل 28 2024
نقابة الصحفيين
خالد البلشي

نقيب الصحفيين يتحدث عن اليوم الذى انفجر فيه فى بكاء حار

في مثل هذا اليوم عام 2008 أسندت ظهري على أحد حوائط جريدة البديل اليومية وانفجرت في بكاء حار، كان السبب هو اختياري رئيسا للتحرير خلفا للدكتور محمد السيد سعيد.

كان مرض السرطان قد نال من الدكتور ، ويحتاج إلى السفر للخارج لاتمام علاجه، بينما كنت خلال فترة علاجه بالداخل أتابع العمل بصحبة فريق كبير من الزملاء الموهوبين، وأمام تدهور حالته، بدأ الحديث عن ضرورة التخفف من اعباء المنصب، عندما تم استطلاع رأيي كنت مصرا على أن يحتفظ الدكتور محمد السيد سعيد بمنصبه كرئيس للتحرير على أمل عودته من رحلة العلاج، وأن يستمر الوضع على ما هو عليه

وفي النهاية تم الاتفاق أن يستمر أسمه رئيسا للتحرير، ويتم وضع أسمي لمقتضيات قانونية وعملية كرئيس تحرير تنفيذي، بحيث أتحمل المسئولية عما ينشر طوال فترة غيابه

وكان هذا هو الحل الذي تم الاستقرار عليه في اليوم السابق مباشرة 28 سبتمبر 2008.في اليوم التالي .. كانت المفاجأة أن الدكتور حضر للجريدة وطلب الاجتماع مع كل المحررين في غرفة الاخبار معلنا للجميع، أنه اختار الرحيل وأنه اختارني لأكون مكانه

وعلمت فيما بعد أنه قال في جلسات داخلية عندما تم التشاور حول الموضوع، أنه لا يجد خير مني للقيام بهذا الدور، وأنني من وجهة نظره، ورغم صغر سني – 36 عاما – طبقا لما أثاره البعض – الأحق بذلك

وأن هذه هي الفرصة لتأكيد وجهة نظره وترك مقعده أمام جيل جديد رأى أنه قادر على التصدي للمهمة.

كنت أقف بجوار الدكتور وقت إعلان الخبر، والذي جاء على غير ما تم الاتفاق عليه، فألجمتني المفاجأة الصمت

ووجدتني اتراجع حتى لامس ظهري الحائط وبدأت الدموع تنهمر بلا توقف، بينما يتنازعني خاطران أولهما يتعلق بهذا الرجل العظيم ومدى التزامه بما يراه

وثانيهما بالورطة الكبيرة والتجربة الثقيلة التي ألقيت على كاهلي، ولم يكن من بد أمامي إلا إثبات أنني وجيلي جديرون بهذا الاختيار.اللهم ارحم الدكتور محمد السيد سعيد

وارحم أساتذتي وارحم أستاذي الأكبر حسين عبد الرازق الذي فتح أمامي صغيرا غريرا أبواب العمل الصحفي على مصراعيه وارحم كل من علمونا من جيل الأساتذة الكبار الراحلين.

واسبغ علينا وعلى الأجيال الجديدة فضل وعلم من لازالوا يحملون لواء الفضل بيننا والقابضين على الجمر من أساتذتنا الحاليين .

شاهد أيضاً

جامعة طنطا

“اللحم والعظم في الفكر الديني المصري القديم” رسالة دكتوراة للباحثة دنيا الأطير

كتب: حامد الأطير بقاعة المناقشات الكبرى بكلية الأداب جامعة طنطا عُقدت مناقشة علنية لنيل رسالة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.