الإثنين , أبريل 29 2024
ماجدة سيدهم

الجنود الذين ماتوا الآن

الجنود الذين ماتوا الآن ..جميعهم أصحاء البدن والوعود .. سقطوا يراقبون اللحظات الساخرة من حروب لا يفهمونها ودماء جديدة تندفع بجوار خوزات فرغت لتوها من الحلم بالرجوع .. إمرأة أحدهم لم تر حتفها المباغت حين كانت تسرع إليه بزقة ماء وبعض من خبز

ولما اقتربت منه كانت تتمتم مرتجفة : لتمتلي روح لك الأحداق المقاومة من أسرار هذا الخبز قبل أن تغلق للمرة الأخيرة .. الخبز وحده يعرف كيف يتسلل إلى خطط المعارك ويعرف كيف يرفع كل هذا الفزع في الساحات المشتعلة بالجوع

ولما سكبت إليه بعض من الماء ازدهرت فجأة الدماء على فستانها مؤرخة برصاصة من الخلف.. سقطت لتوها بجوار خوزته تترقب أن يجيبها أحد المهووسين بلعبة القتل المتبادل : ” لماذا تنتزع الدماء من أوردتنا ثمنا لضم رقعة أخرى من التعاسة ” لكنها غابت من دون قطرة ماء للسؤال

الجنود الذين ماتوا على الجانب الأخر أيضا لم تفاجئهم حبيباتهم بالماء ..فمباغتات الرصاص من الخلف تفتحت على فستاينهم وهم في الطريق المشحون بمحاولات الوصول ومحاولات الفهم

للموت طرق كثيرة لكنها ليست بهذا الشقاء ..فلماذا يحرص الزعماء أن تكون لهم الحصة الأوفر من طعن الخبز الطازج قبل تمام التفتح وحتى انكفاء الموائد على عناق لن يكتمل ..

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.