الأحد , أبريل 28 2024
الدكتور عاطف معتمد

لماذا يغيب الجغرافيون عن المشهد المعاصر؟

للأسباب الخمسة التالية:

الجغرافية العربية الحديثة غرقت في التقنيات الرقمية والتحليلات الإحصائية وفقدت روحها الإنسانوية، ولم تعد تتعرض لأفكار أو مفاهيم عن الأيديولوجيا المكانية.

الجغرافيا العربية الحالية منزوعة الدسم من كل فكر قومي أو إسلامي أو عروبي.

تدرس موضوعات لا تتقاطع أو تتماس مع المشاكل الراهنة.

الجغرافيون اليوم مهنيون لا مفكرون، مدرسون لا منظرون، باختصار موظفون في الأرض، فنحن الجغرافيون نعمل في جامعات تمنحنا رواتب محل التهديد في حال خروجنا عن النص.

الجغرافيون اليوم هم أبناء “الدولة الوطنية” التي ورثت حدودها من عهد الاستعمار، ولا سبيل أمامهم سوى التمسك بهذه الحدود تمسكا مقدسا.

والجغرافيون المتخصصون في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيك يمكنهم فقط الكتابة عن أزمة روسيا وأوكرانيا أو تايوان والصين وليس مسموحا لهم بالتدخل في الشأن الداخلي.

الجغرافيون اليوم أصبحوا علماء بالغي التعمق الرأسي، فتجد الواحد منهم ينفق عمره في شكل حبيبات الرمال في الصحراء، أو درجة التملح في السبخات، أو ارتفاعات المباني في المدينة، أو تباين الخصوبة والإنجاب عند المرأة في الريف والمدينة.

لم يعد بيننا ذلك الجغرافي الذي يقدر أهمية العلم البيني المشترك ويتمسك بالمفاهيم الإنسانوية أو يشارك بالرأي والمعرفة في الشأن المعاصر الذي نعانيه كل يوم.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.