الأحد , أبريل 28 2024
الكنيسة القبطية
فوزي أسطفانوس

فوزى اسطفانوس رحلة كفاح من طهطا إلى كليفلاند

نسيم مجلى

أقامت هيئة أطباء مستشفى كليفلاند كلينيك احتفالا كبيرا تكريما للدكتور فوزى اسطفانوس بمناسبة بلوغه سن التقاعد عام 2004، تحدث فيه كبار الأساتذة والمسئولين في إدارة المستشفى الشهير حيث أشادوا بالدور الرائد الذى لعبه هذا الطبيب النابغة سواء على المستوى العلمى أو المستوى القيادى.

كذلك قرروا إطلاق اسمه على أحد المراكز التعليمية وأصدروا كتابا تذكاريا حافلا بعدد من المقالات التى تتحدث بالأرقام والتواريخ عن قلعة كليفلاند الطبية وأساتذتها ومشروعاتها الكبرى لخدمة المرضى وتعليم شباب الأطباء عنوانه   The Path Taken – The Evolution of Modern  Anesthesiology at The  Cleveland  Clinic Foundation.

والمثير فى هذا الأمر أن كتاب هذه المقالات وهم من كبار الجراحين والأطباء ينسبون إليه أهم الأدوار فى قيادة مشروعات التطوير والتوسع.

يقول الدكتور فلويد لوب الجراح الشهير ورئيس مجلس الإدارة:” بعد مسيرة رائعة استمرت أربعين عاما، اشتملت على تأسيس أول قسم فى العالم يختص بتخدير مرضى القلب، قرر الدكتور فوزى اسطفانوس أن يتقاعد.

وتقديرا لإسهاماته الهامة قررت كليفلاند كلينيك أن تعيد تسمية أعظم الأقسام معزة لديه، وهو المركز التعليمي للتخدير وتسميه باسمه أي: مركز فوزى. ج. اسطفانوس التعليمي للتخدير..”

وأضاف د.لوب:  لقد استطاع فوزى اسطفانوس كممارس إكلينيكي،ومعلم، وقائد أن يسعف أعدادا لا تحصى من الأرواح،وأن يطور علم التخدير وأسلوب ممارسته وتعليمه إلى الدرجة التى وصل اليها الآن فى كليفلاند كلينيك ”            

هذا الاعتراف وهذا التقدير يدلان على أن فوزى اسطفانوس كان طبيب تخدير مجتهد تمكن بقدراته الذاتية أن يرتقى بعلمه وأن يساهم بأبحاثه وممارساته فى تطويرهذا التخصص وإخراجه من منطقة الظل والكمون ليكسبه كيانا واضحا ويدفعه الى المقدمة حتى صار يمثل القاعدة والأساس فى تخفيف الآلام وفى نجاح الجراحات الدقيقة وأهمها جراحات القلب والأوعية.

فقد سفر الدكتور فوزى اسطفانوس منذ سبعة وثلاثين عاما الى انجلترا ثم الى الولايات المتحدة الأمريكية حيث استقر فيها لكنه احتفظ بروابط قوية وحميمة مع الوطن وأبنائه.

فهو دائم الحضور الى مصر للمشاركة فى المؤتمرات الطبية وإلقاء المحاضرات فى الجامعات رغبة منه فى المساهمة بأى جهد فى رفع مستوى التعليم الطبى فى مصر.

وقد حرص منذ سنوات على اتاحة الفرصة لشباب وطنه من الأطباء المتفوقين كى يقضى كل منهم عدة سنوات للتدريب والتعليم فى كليفلاند كلينيك ليتشربوا المنهج العلمى وأالممارسة العلاجية الراقية،

 وتحقيقا لهذه الغاية عقد منذ عام 1975 اتفاقية للتبادل العلمى بين كليفلاند كلينك وحامعة عين شمس امتدت بعد ذلك الى جامعة القاهرة والمنصورة وغيرهما وتم بمقتضاها قبول مائتى وعشرين طبيبا على مستوى الماجستير والدكتوراه للتدريب فى كليفلاند كلينيك فى أقسام التخدير، وأمراض القلب، و قسم جراحة القلب، والمسالك، على أن تتكفل مستشفى كليفلاند بإقامتهم الكاملة والتدريب. 

ورغم هذا فإن المسئولين عن هذه الجامعات لم يذكرونه أبدا ضمن ترشيحاتهم لأى جائزة من جوائزالدولة للعلوم حتى ولو من باب الاعتراف بالجميل أوتشجيعا للأخرين من المغتربين أن يحذوو حذوه فى توثيق علاقتهم بالوطن وأبنائه وتزويدهم بالخبرات المتقد مة فى مجال العلوم والتكنولوجيا. 

عموما فإن الرجل قد حظى بالتقديرالمادى والأدبى ممن يعرفون قيمة العلم والعلماء هنا، لا يشغله سوى عمله وهموم وطنه. ولاينتظر جزاء من أحد.

بل إنه  يخجل من كلمات المديح حين توجه اإليه. ولا يحب الحديث عن نفسه أو أعماله. لكنه لايتوانى فى الحديث عن الآخرين والإشادة بأفضالهم مثال ذلك ما نجده فى الكتاب التذكارى الذى صدر تكريما له إذ يتخذ موقف المؤرخ الأمين ليسجل أسماء كل من ساهموا فى انشاء هذه القلعة الطبية الرائدة ويفيض فى ذكرالمكانة العلمية لكل واحد منهم وابراز دوره فى تطوير مستشفى كليفلاند كلينك وتقدمه.

هكذا رسم لوحة رائعة تنعكس عليها مشاعر الوفاء للزملاء جميعا من الراحلين والأحياء. ومن خلال هذه اللوحة قدم تاريخ لثورة علم التخدير الحديث فى مستشفى كليفلاند فى مراحله المختلفة.

ووضع أمام الأجيال الصاعدة خلاصة تجربة المعلم وحكمته ومفادها أن التطور العلمى إنما يقوم على تراكم الخبرات والاكتشافات ولاسبيل الى تحقيق ذلك إلا بالجد والتفانى فى البحث والتجريب فلا مجال لضربات الحظ أو أعمال الفهلوة.

الخلفية الاجتماعية والثقافية:     

ولد الدكتور فوزى جورج اسطفانوس فى إحدى قرى مركز طهطا بصعيد مصر سنة 1937. ونشأ فى أسرة متوسطة من عشرة أفراد، الأب والأم وثمان أطفال : ثلاث ذكور وخمس إناث، وتلقى تعليمه الأولى فى المدارس الحكومية  وحصل على شهادة  الثانوية العامة من مدرسة فؤاد الأول الثانوية بسوهاج ثم التحق بجامعة عين شمس وتخرج فى كلية طب سنة 1960.

وفى مرحلة الدراسة الجامعية أخذ يهتم بمشاكل الطلاب فى الجامعة والسعى للمشاركة فى حلها فتم انتخابه عضوا باتحاد طلبة كلية الطب كمقرر للجنة الاجتماعية. 

وعمل فور تخرجه فى وظيفة أخصائي تخدير بمصر حتى سنة 1967 ثم سافر الى إنجلترا حيث حصل على وظيفة مماثلة فى مستشفيات نيوكاسل. 

وفى سنة 1970 حصل على درجة الزمالة فى هذا التخصص من كلية التخدير التابعة للكلية الملكية للجراحين. وسافر فى نفس العام الى الولايات المتحدة حيث انضم الى هيئة أطباء كليفلاند كلينيك.

وبعد تسلمه العمل شرع فى تأسيس واحد من أعظم أقسام تخدير جراحة القلب على مستوى الولايات لمتحدة.

وفى سنة  1976 اعتمد مجلس أمناء المؤسسة إنشاء هذا القسم وعين الدكتور فوزى اسطفانوس رئيسا له حيث أبدى براعة فائقة فى تنظيم هذا القسم بادئا بإثنين فقط من أطباء التخدير وثلاث ممرضات ثم عدد قليل من الأطباء المقيمين وظل القسم  ينمو ويتطور حتى صار فى مقدمة الأقسام الأكاديمية الأخرى على مستوى العالم من حيث الخبرة لإكلينيكية والقيادة.  .(د.لوب)

 كان هذا القسم واسطة العقد بين التخصصات المختلفة،إذ مهد الطريق للمشاركة الخلاقة بين أطباء التخدير والجراحين فى فروع عديدة كان أبرزها تلك العلاقة التى ربطت بين الدكتور فوزى اسطفانوس وبين الجراح الكبير لوب ومعهما أخصائى أمراض القلب شيلدون فى شكل فريق متكامل . وعن سرهذا النجاح يتحدث د.لوب فيقول:

منذ ثلاثين عاما أسس فوزى اسطفانوس أول قسم فى العالم لتخدير جراحات القلب فى كليفلاند كلينيك.

وفى ذلك الوقت كتب يشرح لى أفكاره حول فريقنا من جراحى القلب، وأطباء القلب والتخدير. كان يعتقد بأننا نملك ميزات فريدة وهى التى قادتنا الى نجاحنا الجماعى.

كان لدينا على الدوام رؤية للمستقبل، فتحدينا أنفسنا، وتحدينا أولئك الآخرين الخارجين عنا.

كنا ننتقد أنفسنا نقدا بناء لكننا كنا نساند بعضنا بعضا، ونتجاوب تجاوبا سريعا مع أى تغيرات علمية أو تقنية.

كان لدينا إحساس ملح بأن نكون الأفضل.

والتزمنا بخدمة مرضانا وخدمة المؤسسة التى نعمل فيها”

 العمل بروح الفريق مسألة حيوية، وهو سر هذا النجاح الذى تجسد فى تأسيس قسم تخدير جراحة القلب وفى إدارته وقد ترأس الدكتور فوزى هذا القسم من سنة 1976 حتى سنة1988 حين اختير رئيسا لجميع أقسام التخدير خلفا للدكتورعزمى بطرس الذى تفرغ للعمل كأستاذ ممتاز فى نفس القسم.

وبهذا أصبح الدكتور فوزى مسئولا عن جميع تخصصات التخدير الفرعية وعددها ستة وعشرين تخصصا مثل العناية المركزة وجراحة القلب وقسم التخدير العام الذى يضم بعض التخصصات مثل تخدير الأعصاب وتخدير العظام، وتخدير الأوعية الدموية والعظام والعيون ومعهد السرطان وأحدث الأقسام حاليا وهو قسم المناظير، إضافة الى تخدير مرضى العيادات الخارجية.

 ويذكر زملاء الدكتور فوزى اسطفانوس فى كليفلاند أنه “بناء لايكل عن العمل والتفكير فى التطوير والتجديد”. وقد ضم معه فريقا من أفضل أطباء التخدير فى أمريكا.

إن التزامه بالتميز كان إلهاما لكثيرين. 

لقد أدرك مبكرا حاجة أطباء التخدير للتعرف بدرجة متميزة على مناطق معينة فى جسم الإنسان وعلى كل منهم أن يختار منطقة يتخصص فيها.

وبهذا أصبحت وحدات التخدير متعددة بتعدد أنواع الجراحات المختلفة، وشدد فى نفس الوقت على أهمية علاقة المشاركة والتعاون الوثيق بين هذه التخصصات الفرعية.. 

 الكفاءة العلمية والقيادة:

وقد عرف الدكتور فوزى اسطفانوس بالمهارة القيادية وحسن استثمار الموارد وتفعيلها لأقصى درجة ممكنة.

وقد تجلى هذا فى تنظيمه استخدام غرفة العمليات وزيادة كفاءة الأداء إذ ارتفع به من نسبة 55% الى75% فى غضون السنتين الأوليتين فقط من فترة توليه رئاسة القسم.

وكانت الفرضية التى طرحها هى أن غرف العمليات يجب أن تعمل حسب جدول غاية فى الدقة والكفاءة شأنها شأن المطارات.

وأطلق على إدارة غرف العمليات مصطلح “سلطة المطار”حيث تم التأكيد على دقة التوقيت والفواتير مثل الفنادق. وتقوم كليفلاند كلينك والمستشفيات التى تشرف عليها حاليا بإجراء أكثر من مائة ألف عملية فى العام  منها ستة آلاف جراحة فى القلب والأوعية،بنسبة وفيات لاتزيد عن واحد فى المائة.

وكما يقول د.لوب إن الدكتور فوزى اسطفانوس باعتباره أحد الأباء المؤسسين لتخدير القلب قد ترك بصمة على المستوى القومى بالولايات المتحدة وباعتباره أحد المؤسسين للجمعية الدولية لتخدير القلب وأحد  الرؤساء الأوائل  فقد ساهم فى تطوير هذه الجمعية وتقدمها.

وهذا ما يؤكده آخرون من رؤساء الجمعية مثل الدكتور جون إيرل ويناندز الذى يقول: استقال د.فوزى من المجلس بعد أن خدم الجمعية عشرة أعوام.

كانت شخصيته قوية فى  قيادته للجمعية وإليه يعزى الكثير من النجاح الذى حققناه .

أما دكتور جوبل كابلان فيؤكد على حسن قيادته للمجلس مما دفع الجمعية فى طريق النمو والتطور حتى زاد عدد الأعضاء عن ألف عضو وعلاوة على ذلك فإنه خصص  ميزانية للمنح وقام بتطوير نشرة أخبار الجمعية  ووضع  الأساس المطلوب لبناء  مشروع مهنى .

 ومن ثم فإنه يحق لنا أن نقول إن الدكتور فوزى اسطفانوس قد تجاوز ببحوثه ومساهماته العلمية آفاق الحدود الوطنية والقومية واحتل موقعا متقدما بين علماء العالم البارزين، وهذا ما يشهد به أقرانه من أساتذة الطب وما تؤكده مؤلفاته الرائدة فى علوم التخدير.

فقد نشر الدكتور فوزى جورج اسطفانوس خمسة كتب تعد من المصادر العلمية المرجعية بالإضافة الى مائة وعشرين بحثا فى المجلات العلمية العالمية.                  

ومن أقوال الدكتور فوزى اسطفانوس أن التخدير لايعنى فقط تنويم المريض، بل كيف تقلل المضاعفات أو تمنع حدوثها. 

فإحدى المضاعفات الكبرى التى تعقب إجراء الجراحة هى إصابة الرئة بالعدوى أو انهيارها.

وفى سبيل تفادى هذا الخطر يقوم أطباء التخديرالمعالجون بتعليم المريض كيفية التنفس العميق والكح.

 بمناسبة إجراء عملية استبدال الشرايين لرئيس البرازيل، جوواو بابتيستا فيجوريدو، وكان الدكتور فوزى هو رئيس فريق التخدير الذى قام بتخديره،أجرت ألما كوفمان محررة صحيفة  The Plain Dealer اليومية التى تصدر فى ولاية أوهايو حديثا مع الدكتور فوزى اسطفانوس(أغسطس 1983)

قال فيه: إن أحد الأسباب التى مكنت كليفلاند كلينيك من إجراء عشرين ألف عملية تغيير شرايين بنسبة وفيات لاتزيد عن 1% هو التحسن الذى طرأ على عمليات التخدير.

لقد تقدم علم التخدير اليوم بدرجة كبيرة فالمخدرات والأدوية التى تعطى للمريض مرات كثيرة تجعله فى حالة مريحة لإجراء الجراحة. فطبيب التخدير يستطيع أن يضبط درجة الضغط وتدفق الدم وأن يقلل كمية الأكسجين التى يحتاجها القلب معتمدا على حسابات وتعديلات دقيقة جدا.

وأضاف الدكتور فوزى قائلا:

فقد تناقصت مخاطر الوفاة كثيرا عما كانت عليه منذ سنوات قليلة وليس هذا فقط بل قلت جميع المضاعفات أيضا. فنحن نقوم بعلاج كثير من الحالات المرضية الحرجة جدا ونتبع فى ذلك إجراءات شديدة التعقيد.

ثم أضاف ان عمله كطبيب تخدير يبدأ مع المريض قبل العملية بيوم على الأقل، ويستمر حتى تعود وظائف الجسم الحيوية الى عملها، وهذا يحدث بعد يوم من  إجراء العملية.

إن تنويم المريض وإيقاظه هو جزء بسيط من مسئولية طبيب التخدير، فهو الذى يفحص المريض قبل الجراحة، ليتعرف بنفسه على حالة القلب والحالات العضوية الأخرى مثل الحساسية.

وبناء على هذه المعرفة وعلى المعلومات المتوفرة عن حجم الجراحة ومداها يقوم هو بوضع خطة التخدير.

 وبمجرد أن يستسلم المريض للنوم وتبدأ الجراحة، يقوم طبيب التخدير بمراقبة الحالة، ويهيىء نفسه لأى تغيير يطرأ على الأعضاء الحيوية تاركا الجراح لكى يركز على مهمته، وفى عمليات القلب يكون أخصائى أمراض القلب شريكا ثالثا مع الجراح، ومع طبيب التخدير فيما يتعلق بمسألة العناية بالمريض بعد الجراحة.

وقد شملت جراحات القلب كثيرا من قادة ورؤساء الدول وكبار الكتاب والفنانين وكان الدكتورفوزى يرأس فريق التخدير فى هذه العمليات.       

ومن أبرز الشخصيات التى قام الدكتور فوزى بتخديرها نجد حاخام اسرائيل الأكبر، شالوم جورين، وحسب ماورد فى النشرة الاسبوعية ليهود كليفلاند فإن الدكتور فوزى اسطفانوس قد التقى بالحاخام قبل اجراء العملية وأخبره بأنه مصرى مسيحى وأنه متدين، و يشرفه أن يقوم برعاية شخصية دينية كبيرة مثل الحاخام جورين. ورد الحاخام قائلا: إنه إزداد طمأنينة عندما أخبروه أن طبيب التخدير مصرى.

 ثم شرح للدكتور فوزى أنه طبقا للتقاليد اليهودية لا بد من قرائة أو ترتيل بعض المزامير قبل إجراء العملية.

وصرح الدكتور فوزى أن الحاخام علمه الصلاة بالانجليزية حتى يتمكن هو والدكتور لوب رئيس فريق الجراحة من ترديدها أثناء العملية. 

يقول مستر رابنسكى وهو من أهل كليفلاند وصديق الحاخام المقرب إن الصلاة التى علمها الحاخام للأطباء هى “طهر قلوبنا أيها الآب حتى نخدمك بالحق.”                          

ومن بين هذه الشخصيات نعرف الرئيس الباكستانى الراحل أيوب خان، والملك خالد بن عبد العزيز عاهل المملكة السعودية، والدكتور عاطف صدقى رئيس وزراء مصر الأسبق، والفنانة الكبيرة فاتن حمامة، التى قالت للصحفية امال بكير بالأهرام  ( 21يناير 1994) “الجراحة أجراها دكتور لوب لكن المسئول عن حالتى هو الدكتور لوزاتى وهو أمريكى من أصل إيرانى لكن من أشعر فعلا بأننى مدينة له هو الدكتور فوزى اسطفاوس وهو مصرى يعمل هناك رئيسا لقسم التخدير فى المستشفى ويعد من أهم الأطباء به”    

ومن بين الصحفيين الذين ترددوا على كليفلاند كلينك، الكاتب الكبيرالراحل فوميل لبيب ومفيد فوزى وجمال الغيطانى مثلا.

وقد أشادوا جميعا بمستوى العناية الطبية التى تمتعوا بها فى كليفلاند كلينيك، وأعربوا عن تقديرهم الخاص للدكتور فوزى اسطفانوس لما أظهره من حفاوة واهتمام طيلة وجودهم فى كليفلاند.

وقد عرفت هذه الأسماء من الصحف لأن أغلبهم كتاب انتهزوا فرصة حضورهم للعلاج للتعرف على أساليب الجراحة المتقدمة فى كليفلاند كلينك وخصوصا عمليات نقل القلب والأعضاء وجراحات الأوعية الدموية والشرايين، ونشروا مقالات ولقاءات عديدة أجروها مع الأطباء والجراحين.

  فقد كتب فوميل لبيب عدة مقالات للمصور(  بريل 1983، يونية 1986) واعتبر وجود الدكتور فوزى اسطفانوس ومن معه من الأطباء المصريين السبعة عشر فى هذه المستشفى هو فخر لمصر،  واهتم مفيد فوزى فى حواره مع الدكتور فوزى عن الفرق بين الطب فى مصر والطب فى أمريكا ثم سأل عن الجديد فى أخبار الفياجرا .

أما جمال الغيطانى فقد كتب سلسلة من المقالات فى الأخبار( فبراير 1997) ،ومما قاله أنه تعرف على الدكتور فوزى فى كليفلاند وعرف أنه من بلدياته.

” رغم انقضاء ما يقارب أربعة عقود على إقامته فى(أمريكا)إلا أن ارتباطه الوجداني العميق بمصر بدا عميقا، متجددا، لكنته الصعيدية كما هى، وعندما دخلت مكتبه رأيت لوحتين، أيقونة قبطية، ولوحة لمسجد الغورى.

وهذا هو بالضبط التكوين الفكرى والروحى لفوزى اسطفانوس.

مصرى, وطنى, أصيل . تحدثنا طويلا عن تاريخ مصر،عن اتصاله، واستمراره ، وشحوب  بعض المراحل فيه وعدم وضوحها بالنسبة للمصريين أنفسهم، خاصة مرحلة تحول مصر من الفرعونية الى المسيحية، وما جرى خلال القرون الستة السابقة على دخول العرب مصر،”

 إن سمات الأصالة التى تحدث عنها الغيطانى هى التى جذبتنى للدكتور فوزى اسطفانوس. فقد عرفته عن طريق اهتمامه بتاريخ مصر وبالتاريخ القبطى أساسا .

فقد قام بمبادرة عظيمة لنشر هذا لتراث تجسدت فى إنشاء”مؤسسة القديس مرقس لنشر التراث القبطى ” وقد توثقت معرفتى به عن طريق لقاءاتنا فى الاجتماعات.

وما كنت أتصور أننى سوف آت يوما للعلاج فى كليفلاند وأحظى برعاية الدكتورالذى كان يزورنى يوميا فى حجرتى للا طمئنان على. لكن هكذا شاءت المقادير.

 فقد جئت أنا وزوجتي لزيارة نجلنا أيمن الذى يعمل طبيبا بكليفلاند.

وتعرضت لأزمة مرضية حادة دخلت بسببها كليفلاند كلينيك حيث أجريت لى جراحة ناجحة لاستئصال الكلى اليمنى قام بها طبيب مصرى نابغة هو الدكتور عمرو فرجانى أخصائى المسالك البولية الذي ضرب مثلا عظيما فى النبل والأصالة.    

هوامش : 

  1. فاتن حمامة فى حديث لأمال بكير ” فنون ”  ( الأهرم 21 يناير 1994)              
  2. فوميل لبيب  ( المصور  أبريل 1983 ، ويونية  1986 )                       

جمال الغيطانى ( الأخبار  فبراير   199

شاهد أيضاً

مأذون يطعن رجلا حتى الموت أمام طفلته في إمبابة في واقعة نادرة

كتبت ـ أمل فرج أقدم مأذون بمنطقة إمبابة بارتكاب واقعة مأساوية، غير مسبوقة كونه مأذون؛ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.