الإثنين , أبريل 29 2024
محمد عبد المجيد

معذرة لتسعة أعشار الماضي!

آلاف المجلدات والموسوعات والتفسيرات القديمة لم تعُد تساوي لدي قشرة بصلة؛ فأنا ابن عصري، وأكره أن يسحبني أحد إلى منطقة مجهولة، في تاريخ مجهول، لأقف مع أحد الفريقين المتصارعين حيث لا تربطني وشائج واضحة وصريحة وفكرية وثقافية ودينية!

أنا أفضّل أن أقرأ رواية لأورهان باموك أو إيزابيل آيندي أو كتاب لنعوم تشومسكي أو أحلام مستغانمي أو نوال السعداوي أو عبد السلام العجيلي أو أمين معلوف أو مالك بن نبي أو زكي نجيب محمود بدلا من صحيح البخاري أو حكايات الفرسان أو معارك دينية وانتصارات مات أصحابها لألف سنة خلتْ، وتحوّرت الحكايات عنهم حتى أصبحت لا تنتمي إليهم إلا في خيالات أباطرة المنابر الفشّارين!

لن أتنازل عن زمني في مقابل حياة سلفية عتيقة لا أشعر نحوها بأي مشاعر ودّية؛ إلا ديني الإسلام حيث يستوعبه عقلي بعيدا عن النقل الأحمق.

كُتُب كثيرة في مكتبتي لم أعد أكترث لها، وتخلصت من كثير منها، وما تزال آلاف من كُتُب عصري وزمني في أي مكان وبأي لغة أقرأ بها تبتسم لي كلما تصفحتها.

لا أريد أن أخون عصري وزمني، فأنا غريب عن الشطر الأكبر من الماضي باستثناء ديني، وتسعة أعشار الكتب السلفية العتيقة والماضوية المجهولة ضياع الوقت فيها خيانة للزمن الحاضر.

ينبغي أن أشكر رب العزة على وجودي في هذا الزمن، ولا أطلب العودة مئات الأعوام للتعلم من أجدادي المجهولين.

أستثني هنا الشعر الجاهلي الذي أحبه وأعشقه وأستمتع به كأنه لكل العصور.

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

أوسلو في 23 أكتوبر 2023

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.