الأحد , نوفمبر 10 2024
مدحت عويضة

ماذا كسبت حماس من عملية 7 أكتوبر

بقلم: مدحت عويضة

منذ السابع من أكتوبر وحتى الأن وإلي أن تنتهي حرب غزة يعيش العالم في كابوس مفزع.

شعور بالحزن ومشاعر تختلط بالدموع لموت المدنيين الأبرياء.

 فمشاهد الأمهات والأطفال والرجال التي نشاهدها تجعل من ليس له قلب يشعر بهم ويحزن ويبكي لأجلهم.

وإذا كنا نحلم أن تعود الحياة في غزة لما قبل 7 أكتوبر إذا يتردد داخلي سؤال لماذا بدأنا الحرب؟

ولماذا كل الشعوب العربية غنت ورقصت وفرحت يوم 7 أكتوبر وأطلقنا النكات.

منها 6 أكتوبر كان الدخلة والصباحية 7 أكتوبر؟

ست غزاوية جارتها أولادها جابولها يهودية فطلبت من أولادها عدم الرجوع للبيت بدون أسير وأسيرة يهودية.

وغيرها من النكات والقفشات بالرغم من أن هؤلاء بشر أيضا وأرواح وأناس مدنيين وليس عسكريين.

أكتب مقالي بينما أري علي قناة الحدث أن أعداد الشهداء في غزة وصلت الآن 9061 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء!!.

فماذا كسبت حماس من عملية 7 أكتوبر ؟ وماذا كسب الفلسطينييون ؟ وماذا كسب العرب؟؟؟.

 لماذا نحن الذين رقصنا وأحتفلنا يوم 7 أكتوبر هو من يطالب بإيقاف الحرب الآن.

هل الحرب لعبة لنبدئها حينما نريد ونوقفها حينما نريد ؟؟.

ما هي الفائدة التي عادت إلينا من عملية 7 أكتوبر غير تشوية صورتنا أمام العالم كله الذي رأي عبر الشاشات كيف قتلت حماس 1400 شخص في يوم واحد معظمهم من المدنيين وخطفت ما يقرب من 242 كأخر تحديث عثرت عليه.

ربما كانت تفكر حماس أن إسرائيل ستقوم بالتفاوض معها حول الرهائن وسيقومون بتسليم الرهائن لها مقابل كل الذين في سجون إسرائيل وينتهي الأمر عند ذلك.

 وهو تفكير ساذج غبي. ويبدو أن إسرائيل عرفت الهدف فقامت القيادة الإسرائيلية بإعتبار الرهائن وكأنهم ضحايا من ضحايا 7 أكتوبر ولنعتبر عدد الضحايا 1600 بدلا من 1400. ودارت ألة الحرب الإسرائيلية بدون رحمة تقتل وتدمر ويدفع الأبرياء الثمن بينما قادة حماس يعيشون في أمان في الأنفاق وأولادهم يعيشون خارج غزة ويموت البرئ والضعيف والمرأة والطفل والعجوز.

تدمر البيوت التي قضي الناس أعمارهم كلها يشقون من أجل بنائها وتدمر البنية التحتية والطرق ويدمر القطاع بالكامل.

ولمن يسأل لماذا أمريكا تصمت ولا تطالب إيقاف الحرب عليه بالرجوع لمعركة الفلوجة سنة 2004 في العراق, لم تصل إسرائيل حتي اليوم للمستوي التي وصلت إليه أمريكا في الفلوجة.

لكن لا أخفي عليكم سرا أنني ومنذ محاولتي استرجاع ما حدث في الفلوجة 2004 و أنا مصاب برعب أن يكون مصير غزة في 2003 كمصير الفلوجة 2004.

لقد أرتكبت حماس خطأ كبير في يوم 7 أكتوبر عندما هاجمت إسرائيل أولا  ثم عندما قتلت مدنيين

ثانيا, وكان الخطأ الثالث باحتطاف مدنيين كأسري والعودة بهم لغزة.

الأمر الذي أغضب العالم وجعل الرأي العام العالمي يتعاطف مع إسرائيل ويعطيها الحق في الدفاع عن نفسها.

دعكم من الإعلام العربي الحنجوري نحن نعيش في الغرب ونقابل ناس من كل أنحاء العالم رجل الشارع الكندي لو فتح معك موضوع الحرب وإن لم تبدأ بإدانة ماذا فعلت حماس فلن يكون لديه الاستعداد للحديث معك وسينهي حديثة فورا.

كل الحكومات الغربية تحت ضغوط كبيرة من الرأي العام التي لديها والذي يري أن حماس إرهابية ولا بد للحكومات أن تسير خلف شعوبها.

 نعم هناك مظاهرات في كل العالم تقوم بها الجاليات العربية واليسار الغربي وكارهي الحروب بصفة عامة وهؤلاء يتظاهرون ليس دعما لحماس ولكن دفاعا عن الأبرياء.

من السهل أن تبدأ عملية عسكرية ومن السهل أن تقتل عدد كبير من الناس في أي مكان في العالم.

لكن من العقل أن تتوقع ردود الفعل وتكون لديك المقدرة علي تأمين شعبك.

دعونا ننظر لحماس نظرة بعيدا عن الجدل القائم في عالمنا العربي كونها مقاومة أو حركة إرهابية.

دعونا ننظر إليها كحكومة تحكم أقليم غزة وهى مسئولة  عن شعب غزة الذي يقدر ب  2.3 مليون نسمة.

هل حكومة غزة قبل أن تبدأ الحرب قامت بتوفير السلع التموينية لشعبها ولديها من الغذاء ما يكفي لو أستمرت الحرب لشهور أو سنين؟؟.

هل حكومة غزة لديها نظام دفاع جوي يستطيع حماية شعبها من هجوم الطيران عليها أم أنها تحارب تحت سماء مفتوحة؟؟.

هل حكومة غزة قادرة علي تطوير الهجوم بعد 7 أكتوبر أم هي ستدخل الأنفاق وتترك الشعب يموت؟؟.

هل حكومة غزة لديها القدرة المالية علي بناء ما تدمر بعد الحرب أم أنها ستنتظر المساعدات الدولية؟؟.

هل حكومة غزة لديها القدرة علي محاربة جيش يعتبر الثامن عشر عالميا برا أو بحرا أو جوا؟؟.

لو حاولت أن تجب علي هذه الأسئلة بصورة عقلانية لو وجدت الإجابة بلا. إذا لماذا بدأتم الحرب؟؟.

يوجد دولتان هما المستفيدتان من الحرب أولهما إيران فهذه الحرب مكنتها من أن يكون لها دور مهم في الشرق الأوسط سيكون موضع اعتبار لمفاوضاتها ومشاكلها الكثيرة مع الغرب

ثانيا كامت بتعطيل اتفاقيات السلام بين عدد من الدول العربية وعلي رأسها السعودية وإسرائيل.

 ثانيهم هي روسيا فقد أستفادت أكثر من إيران بكثير فقد نسي العالم أوكرانيا وحربها.

وتوقف الغرب عن تدفق الأسلحة لأوكرانيا ولم يعد أحد يذكر الحرب الأوكرانية علي الإطلاق.

في النهاية أصلي من أجل كل أم وكل أب وكل زوجة وكل طفل ملكوم وأصلي من أجل كل الضحايا وعائلاتهم وذويهم وأصدقائهم.

وأتمني أن تنتهي الحرب سريعا وأن يعم العالم السلام.

فقد يكون هناك شعاع من النور يولد من رحم النفق المظلم الذي نعيشه.

 أتمني أن تكون الحرب فرصة لأن يقف العالم كله من أجل سلام شامل وعادل ينتهي بحل الدولتين وتكون حرب غزة 2023 هي أخر الحروب.

شاهد أيضاً

لقد اوصي السيد المسيح علي ” الأرملة – اليتيم – الغريب والضيف ولكن خرج

لقد اوصي السيد المسيح علي ، الارمله ، واليتيم ، والغريب ، والضيف ولكن خرج …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.