الإثنين , أبريل 29 2024
محمد عبد المجيد

رائحة الكتاب!

للكتاب رائحة تتسرب من مداخل عدة، فهي باللمس والأنف والعينين؛ فتسري فورًا إلى الذاكرة لتستدعي علاقتك بالكتاب سواء عدتَ إليه أو قرأته للمرة الأولى أو ظل واقفــًا في مكتبتك يستند على سراجين وهّاجين، عن اليمين و.. عن الشمال! رائحة الكتاب تنتقل من المطبعة إلى دار النشر ومنها إلى المكتبة ثم إلى يدِ القاريء، ويعبق بها المكان.

والكتاب ينقل إليك مع الذاكرة روائح أعمال علمية وأدبية وروائية وشعرية أخرى حاول الزمنُ أنْ يخفيها فإذا بها تظهر كأن أناملـَك مرّتْ على مصباح سحري لا تضغط عليه، إنما تتصفحه! بعضُ الكتب تنفذ رائحتها بشدّة إلى أنفك وتنتقل إلى موطن الذاكرة ولا تعبأ بطول الزمن الماضي فتشعر كأنك تتصفح الكتاب للمرة الأولى.

رائحة الكتاب تنقل إليك أصوات أحباب وأصدقاء وحتى حديثا خافتا كان قد اختفى ردحا طويلا من العُمر؛ فيعود إليك على استحياء.

رائحة الكتاب لا تختلف في جمالها ورونقها وروحها عن حديقة زهور غنّاء، فإذا بدأتَ تقرأ فيه فكأنك شممته ولمسته وسمعته و.. قبـّـلته!

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

أوسلو النرويج

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.